بعدسة «جنوبية»: الفنانة التشكيلية سلوم في بيروت.. جليّة اللون بريشة الضّوء

ظهرت بأنوارها وبانت تحت ضوءٍ هدّاف ، الفنانة اللبنانية التشكيلية عايدة سلوم، وذلك في بيروت في “غاليري جانين ربيز” بمعرضها الفردي “وشوشات”، الذي افتتحته في 16يناير شباط ، ويستمر حتى 18 مارس اذار، عرضت فيه مجموعة من اللوحات العابقة بومض مُنعش.

قدّمت فيه تلاوين صافية تضجّ بالهدوء، وارفة على ظلالها ، ومتمادية متماهية مع جذور أعمالها السابقة في التجريد الغنائي، مع اضافات جوهرية متطورة أغنت تجربتها الجديدة. إذ غاصت وتعمّقت في دواخل ومخارج الشكل واللون والتعبير.

قدمت للعين والاحساس مساحات تشكيلية بصرية غنية ومتنوعة، وفي منتهى الضوء والنّور ، وتقول سلوم ل “جنوبية”:” إن التأمل الضارب في أعماق ذاتي، دفعني لمضاعفة استكشافاتي في هذا التأمّل في الضوء والنور والفضاء والبهاء المشرق، وعملت جاهدةً لتفسير مكونات اللوحة وأبعادها المغلقة المستترة، وأعتقد أنني نجحت بإعادة تشكيلها وفق أصول ممكنة، ومن جديد رفعت منسوب البصر في محاولة لإلتقاط ومضات اللون المتفجر في غارب الزمن، وغارب المكان المشع”.

جمعت سلوم بلوحاتها التفاصيل الواضحة والبعد العميق الدفين، في أعماق الذات الانسانية. ذكرياتها البصرية، والمادة التشكيلية، والمعنى المستتر بوضوح الشكل، كلها أبعاد تفسيرية طبعت أعمالها بنورانية صوفية تكاملت مع ماديّة اللون والنور والبهجة اللونية القديرة.

مشاهد نورانية وتصميمات وإيحاءات داخلية صوفية، حشدتها الفنانة بضربة ريشة في المادة، فتناثر الضوء شذرات نور داخل الاطار والشكل.
رسمت سلوم بالضوء، سلكت درب اللغة، كتبت كأنها ترسم، ورسمت كأنها تكتب. الفنانة سلوم أبصرت النور.

في عام 1954 في قب الياس، البقاع، لبنان. ومنذ طفولتها المبكرة اتجهت إلى الرسم والتعبير الفني من خلال الريشة والألوان. حصلت على دبلوم دراسات عليا في الفنون الجميلة من الجامعة اللبنانية، وعلى دبلوم دراسات معمقة في الفن المقدس من جامعة الروح القدس الكسليك. شغلت منصب أستاذة للفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية منذ العام 1998.
عرفت سلوم برسمها للطبيعة، وأغلب اعمالها مستوحاة من ألوان طفولتها ومراهقتها في سهل البقاع.

وعن معرضها تقول عايدة:”أُنصِتُ إلى صوت الذات، كما لو كنتُ مرآةً، كما لو كنتُ امرأةً أخرى هي التي تنصتُ إلى صوت ذاتها العميق.
تبدأ هي بضربة فرشاة تنتهي إليها، وفيها. نقطة تلو نقطة، وضربة إثر ضربة، ترتفع حياة الحواس، ويتكوّن ما يرمّم ذلك الإنكسار الدفين.

بصوتٍ خافت أنا التي هي تنقر على وتر واحد كي أُخبّئ كي تخبّئ مئةَ صوتٍ مئةَ لون.”بعدسة “جنوبية”: الفنانة التشكيلية سلوم في بيروت.. جليّة اللون بريشة الضّوء.

السابق
سعد لـ«جنوبية»: على المجتمع المدني ونقابة المحامين الضغط لمنع التنازل عن الخط 29!
التالي
بعد استفحال «التشليح المسلح».. مصادر أمنية تكشف لـ«جنوبية» عن عمليات إستباقية تستهدف «عصابات معروفة»!