شربل لـ«جنوبية»: ليت عون لم يوجه دعوة الى الحوار!

في الوقت الذي يحاول فيه السياسيون تعويم أنفسهم سياسيا وإنتخابيا، عبر الموافقة على المشاركة بحوار بعبدا أو رفضه، يزيد دولار السوق السوداء جنونه، ليحول يوميات اللبنانيين إلى أوقات مجبولة بالذل و الخوف من الاتي الاعظم. بإختصار السياسيون يعانون من "إنفصام سياسي " عن الواقع الذي يتخبط فيه الشعب اللبناني.

في الوقت الذي كان فيه السياسيون يقفون على منبر قصر بعبدا للإدلاء بتصاريح حول موقفهم من الدعوة الى طاولة الحوار التي وجّهها إليهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كان دولار السوق السوداء يتخطى عتبة 30 ألف ليرة والعديد من المناطق ( شمالا وجنوبا) تشهد إحتجاجات شعبية وقطع للطرقات إعتراضا على الوضع الاقتصادي والمالي المزري الذي أوصلتنا إليه الطبقة السياسية في لبنان.

ما جرى اليوم بين بعبدا وبين إرتفاع الدولار يدل على ان اللبنانيين تحكمهم مجموعة من المسؤولين السياسيين، يعانون من إنفصام عن الواقع، وأن جُل إهتمامهم هو تعويم أنفسهم وحلفائهم تحضيرا للإنتخابات النيابية المقبلة، وكأنهم على يقين أن الشعب اللبناني سيبقى على قيد الحياة والولاء لهم من الان وإلى موعد الانتخابات.

الطبقة السياسية تعيش في أبراجها العالية

إذا المشهد السياسي في لبنان هو “سوريالي”، وهذا ما يوافق عليه وزير الداخلية السابق مروان شربل الذي يسأل عبر “جنوبية”: “هل الطبقة السياسية تشعر أن هناك ضغوطا إجتماعية وأمنية يتعرض لها لبنان؟ الجواب هو أنهم يعيشون في أبراجهم العالية”، معتبرا أن “إرتفاع الدولار هو إحدى نتائج عدم وجود حوار بين الاطراف السياسية في لبنان”، ويذكّر أنه “في العام 2019 أي في منتصف ولاية الرئيس عون دعا إلى طاولة حوار ولم تُلبى دعوته وحاليا بالتاكيد لن يتم التجاوب معه”.

الوضع مفتوح على كل التطورات بسبب الوضع الاجتماعي والاقتصادي

يضيف: “شخصيا كنت أتمنى لو أنه لم يوجه هذه الدعوة بهذا التوقيت لأن الجواب معروف سلفا، وثمة أطراف تعتبر أن مشاركتها هو إعادة تعويم وإنتشال الرئيس عون إنتخابيا، علما أنه من يريد مساندته يمكنه فعل ذلك من دون إنغقاد طاولة الحوار”.

ويختم: “نحن في وضع مفتوح على كل التطورات بسبب الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب الذي نعيشه، بالاضافة إلى المشاكل التي نعانيها نتيجة الهجرة والوضع الصحي وتدني قيمة الرواتب والبطالة”.

السابق
في عزّ الصقيع.. كارثة تحلّ على النازحين في عكار
التالي
هجوم ايران يعني هجوم «حزب الله».. تحذيرات اسرائيلية من اي حرب مقبلة!