إرتفاع الدولار بأمر من «حزب الله».. أيضاً!

دولار حزب الله

يواصل سعر صرف الدولار في لبنان مسيرته نحو “القمّة” متخطيّاً في أقل من 24 ساعة، حدود المعقول والخيال في آن وسط ذهول الناس وعجز الدولة عن القيام بأي خطوة لتثبيت سعر الصرف ولو على رقم مُحدّد، الأمر الذي يدل على وجود “مُحرّك” أساسي لهذا التلاعب بإقتصاد البلد، تماماً كما هو حاصل في السياسة حيث أن المُتهمين بالتعطيل هم كُثر، لكن المُعطّل واحد، معروف بالإسم واللون.

اقرأ أيضاً: بعدسة «جنوبية»: «نار وكوى» تحرق اللبنانيين.. و«غرضين بمليون»!

 الإتهامات التي تُلاحق “حزب الله” بشكل أساسي بالوقوف وراء عمليات التلاعب بسعر صرف الدولار، بحسب خبير اقتصادي ل”جنوبية”، رفض الكشف عن أسمه، هي عملية ومنطقية واولى دلائلها هو عدم سقوط أو إنهيار او حتى تأثر اي اي مؤسسة عسكرية أو امنية، أو مؤسسات طبيّة و تعليمية ومالية تابعة ل “حزب الله”، مقارنة مع المؤسسات العامة والخاصة التي تهاوت وانهارت.

الإتهامات التي تُلاحق “حزب الله” بالوقوف وراء عمليات التلاعب بسعر الدولار بحسب خبير اقتصادي ل”جنوبية” رفض الكشف عن أسمه هي عملية ومنطقية

فقبل عام تقريباً، وُجّهت أصابع الإتهام إلى “حزب الله” لجهة الدور الذي يؤديه في عملية إرتفاع الدولار، وقد بُنيت الإتهامات  هذه على دلائل عدّة تتعلق بتهريب الحزب مادتي المازوت والبنزين ومادة الطحين إلى سوريا، بالإضافة إلى تهريب العملة الصعبة بهدف إنقاذ الإنهيار الذي يُعاني منه النظام السوري. واليوم يعود السؤال ليطرح نفسه حول علاقة “حزب الله” بمعاودة ارتفاع الدولار بهذا الشكل، وسلوكه الطرق التي تُجنّبه الخراب الذي يطال السواد الأعظم من الشعب اللبناني، لكن من دون أن يؤثّر بتركيبته المؤسساتيّة.

اولى دلائلها هو عدم سقوط أو إنهيار او حتى تأثر اي اي مؤسسة تابعة لـ “حزب الله” مقارنة مع المؤسسات العامة والخاصة التي تهاوت وانهارت

هنا، يعود الخبير الإقتصادي إلى الدور الذي تلعبه مؤسّسات الصيرفة التابعة ل”حزب الله” والتي تمتد من البقاع إلى بيروت وإلى البورصة “السوداء” التي يتحكّم بأرقامها وفقاً لميزانيته السنوية والتي تُعد بملايين الدولارات التي تأتيه بالطرق المعروفة، أكثرها خارجي وجزء كبير منها من داخل لبنان وحدوده المُشتركة مع سوريا.

يعود الخبير الإقتصادي إلى الدور الذي تلعبه مؤسّسات الصيرفة التابعة للحزب والتي تمتد من البقاع إلى بيروت وإلى البورصة “السوداء” التي يتحكّم بأرقامها

ويكشف الخبير الإقتصادي ضلوع “حزب الله” وعدد من المصارف التي يدعي خصامه معها، بالإضافة إلى مجموعات من الصيارفة التي يُشغّلون أمواله، وذلك من خلال عودته بالذاكرة إلى فترة توقيف نقيب الصرافين في لبنان محمود مراد وكيفية شرائه الدولارات بأسعار مُرتفعة، ليتم بيع جزء منها لتُجار الجملة مُحققاً فيها أرباحاً طائلة، لكن مع فرق بسيط هو أن “الحزب” يوفّر اليوم حماية مُطلقة لكل هؤلاء التجّار من دون ان تجرأ أي جهة أمنيّة على مُسالتهم، اولاً لأسباب تتعلّق بالإنقسام السياسي، وثانياً نظراً لهيمنة “الحزب” نفسه على بعض الأجهزة المعنية بالحد من التلاعب بسعر الصرف”.

“حزب الله” يتبع إسلوب “من دهنو سقيلو” في عملية صرف الدولار من قبل عناصره الوحيدين الذين يتقاضون رواتبهم في لبنان بالعملة الصعبة

وبحسب الخبير عينه، فإن “حزب الله” يتبع إسلوب “من دهنو سقيلو” في عملية صرف الدولار من قبل عناصره الوحيدين الذين يتقاضون رواتبهم في لبنان بالعملة الصعبة. ويقوم هذا الإسلوب، بحسب معلومات خاصة ل “جنوبية” على “دعوة هؤلاء العناصر بتحويل رواتبهم إلى العملة اللبنانية عبر شركات صيرفة مُحددة تابعة له، وبهذا يعود الحزب ليُنشّط دورته الإقتصادية تلقائياً، إلى جانب الأضرار التي يُخلفها ببقية المؤسسات، بعد ان يُصبح المُتحكّم الأبرز بسعر صرف الدولار بالطريقة والوقت الذي يختارهما وبالرقم الذي يحدده”.

السابق
بعدسة «جنوبية»: «نار وكوى» تحرق اللبنانيين.. و«غرضين بمليون»!
التالي
كورونا لبنان يحلّق.. كم بلغ عدد الاصابات والوفيات اليوم؟