درويش لـ«جنوبية»: جلسة لمجلس الوزراء مطلع الاسبوع المقبل!

علي درويش
هل هناك تسوية جديدة تطلق سراح الحكومة، و تعوض عن التسوية التي إنفرط عقدها في المجلس الدستوري؟ هذا السؤال مطروح بشدة بعد النفس التفاؤلي الذي نشره رئيس الحكومة من بعبدا اليوم، معلنا عن فتح دورة جديدة لمجلس النواب ونيته الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء. إلى الآن لا يمكن التفاؤل كثيرا، لأن الثنائي الشيعي لا يزال على تصلبه في ما يتعلق بملف التحقيق بإنفجار المرفأ. لننتظر و نرى.

لا يمكن وضع زيارة الرئيس نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا اليوم، في خانة الزيارة البروتوكولية التي تحصل مع بداية العام لأكثر من سبب، أوله إعلانه عن نية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون توقيع مرسوم فتح دورة إستثنائية لمجلس النواب(بعد تلويحه السابق بعدم التوقيع ما يعني تعطيل المجلس حتى بداية آذار المقبل)، والاتصال الذي جرى مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بهذا الشأن  بحضور ميقاتي وثانيها تصريحه بأنه سيدعو إلى جلسة حكومية قريبا وأن رهانه على “حس المسؤولية الوطنية”، لتلبية هذه الدعوة من قبل الاطراف التي قاطعت جلساتها على مدى الثلاث أشهر السابقة، علما أن يوم أمس كان حافلا بالردود من قبل نواب حزب الله (المصر على عدم حضور الجلسات) للرئيس ميقاتي ووصفه “بالمرتد” على خلفية موقفه الرافض لكلام السيد حسن نصر الله الاخير بشأن المملكة العربية السعودية، و لم يحصل شيء على صعيد ملف المرفأ و تنحية القاضي بيطار( مطلب الثنائي الشيعي. فما الذي تغيّر في المشهد الداخلي ودفع رئيس الحكومة إلى التفاؤل بعقد جلسات للحكومة؟.

اقرا ايضا: عراجي لـ«جنوبية»: المسار الوبائي مقلق.. وهذا مصير البلد!

يقول المتابعون لـ”جنوبية” أن “ثمة قطب مخفية عديدة، وستظهر نتائجها في الايام المقبلة، ساهمت في وصل ما إنقطع بين الرئيسين عون وبري والموافقة على فتح الدورة بالرغم التعارك الذي حصل بينهما في الايام الماضية ، القطبة الاولى هو تيقن رئيس الجمهورية أن العريضة النيابية التي يجري العمل على جمع تواقيعها لمطالبة رئيس الجمهورية بفتح دورة إستثنائية للمجلس ستحصل على الاصوات المطلوبة، ولذلك كان التشاور بينه وبين الرئيس ميقاتي بأن يعمد إلى إصدار المرسوم لتجنب هذا الاحراج على أن تكون بادرة لكسر الجليد الحاصل بينه وبين رئيس المجلس على تنتج إنفراجات أخرى وفي أكثر من ملف عالق”.

ثمة قطب مخفية عديدة وستظهر نتائجها في الايام المقبلة ساهمت في وصل ما إنقطع بين الرئيسين عون وبري

تضيف المصادر:”بالاضافة إلى حرص بري على عدم تعطيل “الدور السياسي” للمجلس هناك مصلحة لكل من الرئيسين عون وميقاتي بفتح دورة إستثنائية ليس فقط بهدف إبقاء نشاطه التشريعي مستمرا، بل أيضا لأن مناقشة موازنة الحكومة للعام 2022 يجب أن تتم قبل آذار المقبل وهذا أمر غير ممكن إذا لم يتم توقيع المرسوم، وهذا ما يحرص عليه الرئيس ميقاتي كونها جزء من الاوراق، التي يجب أن تكون منجزة قبل بدء التفاوض مع صندوق النقد، والاكيد أنه يتشاور مع الرئيس بري حول هذا الموضوع، لإيجاد تسوية تعيد للحكومة نشاطها بالرغم من كل الوضع السوداوي المخيم على البلاد”.

يوافق عضو كتلة الوسط المستقل النائب علي درويش، على أن ثغرة ما فُتحت في جدار الازمة الداخلية بالرغم من غبار المعارك التي تم خوضها في الايام الماضية بين الاطراف المعنية بملف الحكومة، ويقول لـ”جنوبية”: “من واجب الرئيس ميقاتي أن يبث النفس التفاؤلي في الحياة السياسية اللبنانية، وعمليا أعلن اليوم عن خطوتين جيدتين بالتوافق مع الرؤساء عون وبري، وتتعلقان بالوضع المعيشي للبنانيين أولها فتح دورة إستثنائية لإقرار قوانين تسهل حياة اللبنانيين، وأيضا إقرار الموازنة وما تعنيه من مؤشر على جدية التعاطي مع الملف المالي في الدولة”.

درويش لـ”جنوبية”: يبدو أن الاتصال الذي حصل بين الرئيسين عون وبري أوضح العديد من الامور الملتبسة بينهما

يضيف:”يبدو أن الاتصال الذي حصل بين الرئيسين عون وبري أوضح العديد من الامور الملتبسة بينهما والتي أدت إلى الخطابات المتبادلة في اليومين الماضيين، ورفعت من منسوب التوتر الداخلي، وأعتقد أن إجتماع بعبدا اليوم أعاد الأمور إلى مسارها الصحيح “.

 يلفت درويش إلى أن “الرئيس بري هو مرجعية وطنية تجمع كل الافرقاء السياسيين، وتصريح الرئيس ميقاتي اليوم هو مؤشر إيجابي وكذلك القرار بفتح دورة إستثنائية”، مشيرا إلى أن “هذا يعني أننا في طريق المعالجة للخروج من حالة المراوحة التي نعيشها في الملف الحكومي وننتظر الايام القادمة لدعوة الرئيس ميقاتي الحكومة إلى الانعقاد، وأعتقد أن هذه الدعوة ستتم في مطلع الاسبوع المقبل”.

السابق
حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: مرتكب يلصق جريمته.. بخصمه
التالي
التحقيق العدلي ينطلق بـ«تفجير التليل».. ٣ مذكرات توقيف وشهود!