ما اجتمع «حزب الله» و«أمل» إلا وكان «التيار» ثالثهما!

حزب الله حركة أمل

كثرت المواقف الخلافية والتباينات بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، حول قضايا وملفات سياسية وقضائية واقتصادية شائكة، وصلت الى حد الاختلاف على شكل الدولة والحرب والسلم، وتلاحقت التأويلات والتحليلات حول حقيقة علاقة الطرفين، ومستقبل تفاهم مار مخايل الشهير ومصيره، في ظل إنتقادات لاذعة من قبل كوادر التيار لسياسة حزب الله، قابلها صمت من قبل الحزب لامس حد التودد والغفران.

اقرأ أيضاً: نصرالله يُصوب على السعودية ويصيب الحكومة.. وضرب «تحت الحزام» بين «أمل» و«التيار»!

 وفي كل مرة يظن المتابع  أن الطلاق بات وشيكا، فمن قضية المرفأ وما رافقها من رفع الحصانات، والجدل حول المحقق العدلي في إنفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، الى تعطيل الحكومة والاتهامات المتبادلة، إضافة الى ملفات اقتصادية متعددة.

صحيح أن التناقضات بين الحليفين كثيرة، وصلت حد مطالبة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بإعادة النظر بورقة التفاهم، الا أن الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله، قابله بتأكيد تمسكه بالتفاهم واستعداده لتطويره، في وقت كانت قيادات حركة أمل وجمهورها، ينتظرون من نصر الله ردا على خطاب باسيل، ان يعيد فيه بعض الإعتبار لوحدة الصف “الشكلية”  التي لم يوفر صهر العهد مناسبة، الا ويصوّب على “الأخ الأكبر” نبيه بري، ويلمح الى أن حزب الله يطلب منه الصبر حرصا على الوحدة الشيعية فقط.

خيبات “أمل” وصلت حد القناعة، أن علاقة حزب الله بالتيّار أقوى من علاقته بها، وحرص نصر الله على باسيل أصدق من حرصه على بري، وتشير مصادر متابعة ل”جنوبية”، الى أن “كل ما يجري بين التيار والحزب في العلن، تدحضه اللقاءات المكثفة والمطولة في الغرف المغلقة، والعلاقة الوطيدة وغير المتكافئة بين مسؤول وحدة التنسيق والإرتباط في حزب الله وفيق صفا ومدلل القصر، وأن الخلاف الإعلامي هو مضبوط وتحت السيطرة، ولا يتجاوز المساحة الإنتخابية والإستحقاق الرئاسي المقبل.


 واذ يكشف قيادي سابق في “أمل” أن “الحركة تفف بصمت حائرة في أمرها من حزب الله، الذي لا يبادلها الإندفاعة نفسها والحصانة التي يؤمنها بري حين يمسّ الحزب شر”، يتوقع أن “تفقد القيادة السيطرة على الجمهور، الذي بات يفقد الصبر من ممارسات الحزب غير الودّية، وقد بدأنا نشهد تعبيرا عن الغضب، ونبشا لأحداث الماضي على وسائل التواصل الإجتماعي من قبل مؤيدين ومنتسبين لحركة أمل”.بين الحصار المحلي والعربي الذي فرضه نصر الله على الشيعة، واستراحة بري الحائر، يرى مراقبون، أن العلاقة بين حزب الله وحركة أمل ستكون على المحك، بعد الاستحقاقات المقبلة، التي ستكون نقطة بداية فصل المسارات بين “الثنائي الشيعي”، في حال استمرت سياسة التفرد بالقرارات المصيرية التي تخص شيعة لبنان وتحالفاتهم الوطنية.

السابق
بعد مهاجمته السعودية.. عون يردّ على نصرالله!
التالي
بعدسة «جنوبية»: حزب الله يستكمل تصعيده.. احتفال شبه عسكري عند نصب تمثال سليماني!