آخر أيام عون.. حوار على مين؟!

ميشال عون
هل ستلقى دعوة الرئيس عون إلى الحوار آذانا صاعية من الافرقاء المعنيين أم أنها لن تحرك مياة الازمة السياسية الراكدة بل ستحولها إلى مياه آسنة تزيد من حدة المأزق السياسي و الإقتصادي الذي نعيشه؟ المؤشرات الاولية تدل على أن دعوة الرئيس عون، لن تلقى آذانا صاغية ما يعني أن الكباش سيشتد ونحن على عتبة الانتخابات النيابية.

يمكن وصف خطاب الرئيس ميشال عون الاخير بأنه خطاب “تبرئة ذمة” قبل أن تدخل البلاد فعليا وعمليا في أجواء التحضير للإنتخابات النيابية، التي وقع رئيس الجمهورية مرسوم إجراءها اليوم، وتمهيدا لما سيليه من “تصعيد” ستشهده الساحة السياسية في المرحلة المقبلة (خطاب رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل في بداية العام) حيث من المتوقع أن يشتد الكباش في الاشهر المقبلة بين العهد المستنزف وبين حليفه حزب الله إذا لم يكن في أجندة الحوار التي إقترحها، ومع خصومه الذين يشحذون سكاكينهم لتقطيع جسد تياره المتقلص شعبيا خلال الانتخابات النيابية المقبلة، وقطع كل الاوردة التي تغذي حلم صهره النائب باسيل إلى سدة الرئاسة.

إقرأ أيضاً: 2021 العام الأكثر إيلاماً.. تعطيل وفوضى وانهيار إقتصادي

لكن بالرغم من كل هذا المشهد المعقد والمتشابك داخليا، يجوز السؤال عن الدينامية التي يمكن أن تخلقها دعوة الرئيس عون للحوار، في هذا التوقيت السياسي، إنطلاقها من أنه رأس الدولة اللبنانية، والحكم الجامع لكل الاطياف السياسية مهما بلغت الاختلافات بينهم، وفي هذا الاطار يرى عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار ل”جنوبية” أن ” الرئيس عون لم يكن جديا في دعوته إلى الحوار لأسباب عدة ، أولها أن العناوين التي طرحها يجب أن تُناقش في بداية العهد وخطاب القسم، لأنها صعبة التحقق في ما تبقى له من وقت في سدة الرئاسة”، معتبرا أن “كلامه هو إستمرار لمنهجية تفكير وتصرف التيار الوطني الحر والذي يتلخص “ما خلوني أو ما خصني”، ويهدف إلى القول أنه قام بواجباته كرئيس للجمهورية ولكن الافرقاء لم يتجاوبوا معه”.

الحجار لـ”جنوبية”: كلام عون  إستمرار لمقولة “ما خلوني أو ما خصني

يضيف:”الدعوة للحوار في هذا الشكل يجب أن تكون الاجواء المحيطة بها غير توتيرية، كما هو حاصل اليوم على الساحة الداخلية، وخصوصا تلك التي يفتعلها الرئيس عون وتياره، وكونه الموقع الاول في الدولة، يجب أن يكون مساهما في تبريد الاجواء السياسية وليس توتيرها”، مشيرا إلى أن “تيار المستقبل مع الحوار من حيث المبدأ لكن هناك مثل يقول “من جرب المجرب كان عقله مخرب” فالتجارب مع رئيس الجمهورية وحزب الله غير مشجعة للمشاركة في الحوار ( التنصل من إتفاق بعبدا والدوحة)”.

ويختم:”ما تبقى من وقت قبل الإنتخابات النيابية لا يسمح بقيام طاولة الحوار وما كلام الرئيس عون إلا تطبيقا لمقولة “اللهم إني بلغت”.

محمد الحجار
محمد الحجار

على ضفة القوات اللبنانية يرى أمين سر كتلة “الجمهورية القوية” فادي كرم ل”جنوبية” أن “كلام الرئيس عون الاخير هو محاولة لحرف الانظار عن ملف الانتخابات النيابية والتحضير لها”، مشيرا إلى أن “الهدف هو أخذ الاجواء السياسية نحو نقاشات لا تنتهي، ومنها الاستراتيجية الدفاعية والمعروف أن حزب الله لن يلتزم بها”.

كرم لـ”جنوبية”:”خطاب عون يهدف ال حجب الانظار عن الانتخابات النيابية المقبلة 

ويرى كرم أن “كلام الرئيس عون عن تغيير النظام هو نقاش معقد، لا يجب طرحه في ظل الانهيار الحاصل وكذلك الامر بالنسبة لتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة وإنما بعد إنتخاب سلطة جديدة”، لافتا إلى أن “لبنان دخل في أجواء الانتخابات النيابية وليس هناك إمكانية للتغيير مع هذه السلطة الحاكمة، إذا كلام رئيس الجمهورية هو محاولة فاشلة ولن تغير شيء و يجب التركيز على التحضير لإنتخابات نيابية بأفضل الظروف”.

ويختم:”أعتقد أن خطاب الرئيس إنتهى حين سكت عن الكلام ولن يحرك لن أي مياه راكدة ،لأن الهدف حجب الانظار عن الانتخابات النيابية المقبلة وأخذ البلد إلى أجواء أخرى تهربا من الانتخابات أو محا١١ولة لتطييرها”.

السابق
«حزب الله» يستأثر برئاسة المجلس الشيعي.. إحراج «أمل» وإخراج المستقلين!
التالي
وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: «العونية» في لحظات الذروة الأخيرة