«حزب الله» يستأثر برئاسة المجلس الشيعي.. إحراج «أمل» وإخراج المستقلين!

المجلس الاسلامي الشيعي
ضجَّت أروقة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الأسبوع الماضي ومطلع هذا الأسبوع، بأنباء عن دنو إعلان شبه اتفاق إطار بين حركة أمل وحزب الله، وذلك للإفصاح عن هوية الشخصية العلمائية الدينية التي ستتبوّأ منصب رئيس المؤسسات الدينية الشيعية الرسمية، عبر انتخابها لتولِّي رئاسة الهرم في هذه المؤسسات، وهي رئاسة جمعية الجمعيات الشيعية الرسمية عنيت رئاسة مجلس الملة.

وأتى ذلك بعد إدراك المعنيين لضرورة ملء الفراغ في هذه المؤسسة الحيوية، كون صلاحية المتصدين لإدارة رئاستها ونيابة الرئاسة، والهيئتين الشرعية والتنفيذية فيها، تنتهي من الناحية القانونية نهاية العام الحالي، ولكن الآمال ما لبثت أن تبددت بتراجع الأطراف عن الدعوة لاجتماع بهذا الخصوص كان من المزمع انعقاده مطلع هذا الأسبوع!

إقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: «حزب الله» ينقلب على «أمل» و«يُطير» إنتخاب رئيس للمجلس الشيعي!

وما زال العمل جارٍ على إيجاد صيغة للخروج من الأزمة، يقودها من طرف حركة أمل، عضو هيئة الرئاسة فيها الدكتور قبلان قبلان من جهة، ومسؤول الهيئة التنفيذية في حزب الله السيد هاشم صفي الدين من جهة أخرى.

اين المستقلون؟

ويتجاهل الثنائي الشيعي الحزبي بذلك، كل المستقلين في الطائفة الشيعية وكل القوى الشيعية غير المنخرطة في مشروع الثنائية الحزبية الشيعية، وما أكثرها، وهي في تزايد مستمر بسبب فشل الثنائية، في استيعاب غير المنخرطين والمستقلين، فضلاً عن الفشل في تطوير المؤسسات الدينية الشيعية الرسمية، وحل المشكلات في البيت الشيعي، والتي يأتي في طليعتها كفاية علماء الدين الشيعة، الذين لا يتجاوز عددهم الألف وخمسمئة في لبنان، ويعاني أكثر من نصفهم من الإهمال المزمن، حيث أن أكثرهم ليس لديهم مصادر ثابتة للمعاش، ولا توجد لهم تأمينات صحية واجتماعية، وهم يقومون بالعمل التبليغي باللحم الحي، ويتصدون للمهمات الدينية داخل البلد وخارجه، متكلين على علاقاتهم الشخصية وارتباطهم بالمتمولين الشيعة داخل لبنان وفي بلاد الاغتراب، في مشهد يكاد يقترب من التسوُّل في غالب الأحيان.

 يطمح حزب الله ان يختار شخصية دينية ضعيفة لرئاسة المجلس الشيعي كي يكون أداة طيِّعة بيد الحزب لضرب كل المعارضين لسياساته 

فالمجلس الشيعي الحالي، لا يتحمل منذ سنوات شيئاً، ولا ينفق على علماء الدين الشيعة لتحريك الأنشطة الدينية، ويترك علماء الدين فريسة للأحزاب والتنظيمات الشيعية، تتقاذفهم الرغبات والأهواء السياسية، مما مكَّن حزب الله من استيعاب الكثير من المعممين الشيعة اللبنانيين في مشروعه السياسي، تمهيداً لإحكام سيطرته على كل الواقع الديني الشيعي للبنانيين الشيعة، وجرِّ هؤلاء لمشروعه السلطوي الذي يتحول فيه رجال الدين، لأداة تنفيذية لرغبات الحزب على قاعدة : ” نَفِّذْ ثم اعترض “، مما يتهدد الناس في دينها وأعراضها وأرزاقها كما لا يخفى .

يطمح حزب الله ان يختار شخصية دينية ضعيفة يكون أداة طيِّعة بيده، لضرب كل المعارضين لسياساته بيد رئيس المجلس الجديد العتيد، عندئذ سيتحول المجلس الشيعي الجديد، بحسب تصور حزب الله، سيتحول إلى قاعدة لمختلف أنشطة الحزب الدينية الإلغائية، والتي يأتي في طليعتها فرض المرجعية الدينية للولي الفقيه الإيراني، على مرجعية النجف الأشرف الخارجة عن قرارات ولاية الفقيه ..

حزب الله يرفض مرشحي الرئيس بري

وقد أدرك الرئيس نبيه بري لهذه المخاطر وغيرها عبر خياراته لمرشحين، لتولي رئاسة هذه المؤسسة، الذين يأتي في طليعتهم المفتي الشيخ حسن عبد الله الحريص على أن يكون مقبولاً عند حزب الله أيضا، رغم قيامه بمهام المسؤولية الثقافية المركزية لحركة أمل في لبنان والتي استطاع من خلالها، تنظيم كيان ثقافي مقبول للحركيين، من خلال تأكيده على تجنيد مبلغين حركيين من علماء الدين في لبنان وبلاد الاغتراب.

ومن رجال الدين المستقلين المقبولين من حركة أمل والمرفوضين من حزب الله، يبرز اسما رئيس المحاكم الشرعية الجعفرية الشيخ محمد كنعان، والقاضي الشيخ عبد الحليم شرارة مدير هيئة التبليغ في المجلس الشيعي.

 المجلس الشيعي يترك علماء الدين فريسة للأحزاب والتنظيمات الشيعية تتقاذفهم الرغبات والأهواء السياسية 

فهل رفض حزب الله لمرشّح حركة أمل وللمستقلين معناه، ان حزب الله يسعى الى تعيين احد رجال الدين المقربين منه رئيسا للمجلس الشيعي، كي يهيمن على القرار فيه ويتحكم بالسلك الديني الرسمي بعد ان أنشأ وسيطر على غالبية الحوزات الدينية، التي تخرّج مشايخ تابعين له وموالين لولي الفقيه الايرني؟

السابق
بالصورة: «كبتاغون الليمون» بقبضة «الداخلية».. رسالة لبنانية لمنع «الشرّ» عن العرب!
التالي
آخر أيام عون.. حوار على مين؟!