الحلو لـ«جنوبية»: الإعتداءات على «اليونيفيل» رسائل من حزب الله ضد إستعادة الدولة

خليل حلو
أثار كلام غوتيريش عن ضرورة تحول حزب الله إلى حزب سياسي حفيظة الحزب، فكان الرد بالتعرض لقوات اليونيفيل في بلدة شقرا . ما يعني أنها صندوق بريد لإيصال الرسائل إلى الداخل والخارج ولو على حساب سيادة لبنان ومصلحته.

ليس جديدا الكلام الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حين كرر المطالبة بتحول “حزب الله” إلى حزب سياسي كسواه من القوى السياسية في البلاد، مطالبا “بحل المشاكل المتعلقة بكامل الخط الأزرق” (الذي يرسم خط الحدود الجنوبية مع إسرائيل)، كما أن التعرض لقوات “اليونيفيل”  في  جنوب لبنان مساء اليوم الاربعاء للتكسير، من قبل “بعض شبان” في بلدة شقرا هو مشهد فيه أكثر من محطة سياسية، لكن الجديد في الامر أن تزامن الاعتداء مع  كلام غوتيريش وجولته في الجنوب، تحت ذريعة أن عناصر القوات الدولية قاموا بتصوير مواقع ل”حزب الله”.

اقرأ أيضاً: وحدة «غضب الأهالي» في «حزب الله» تتحرش بـ«اليونيفيل»..هل بدأت معركة ضبط الحدود؟!

إذا حين تُطلق مواقف أممية أو دولية حول ضبط المعابر ونشر قوات دولية، يكون رد الحزب على المجتمع الدولي عبر “صندوق القوات اليونيفيل في الجنوب” بتوتير الأجواء وافتعال اشكالات أمنية.

ويشرح الخبير العسكري العميد خليل الحلو هذه المشهدية بالقول “أن زيارة الامين العام  للأمم المتحدة التي دامت 4 أيام و المواقف التي إتخذها، تدل على الامم المتحدة ملتزمة بقراراتها أي القرار 1701  و1559  وهذا أمر طبيعي”، مذكرا أن “القرار 1559 هو من ضمن القرار 1701  والاكيد ان الكلام عن هذين القرارين، لا يعجب حزب الله ولا إيران، لأن الكلام عن إستعادة دور الدولة وعودة إنعقاد مجلس الوزراء، كل هذه المتطلبات لا تصب  في مصلحة الحزب في لبنان، ولذا أتت ردة الفعل على قوات اليونيفيل التي شاهدناها في اليومين الماضيين”.

الحزب يملك حاضنة شعبية يمكنه تحريكها لإعاقة عمل اليونيفيل أو إستعمالها كصندوق بريد لإيصال رسائل إلى الأمم المتحدة

 يعتبر الحلو أن “تصرف الحزب ليس جديدا، في وقت تخوض فيه إيران مباحثات في فيينا، وترفض أن تقدم أي تنازل بشأن ملفها النووي والتوقف عن تخصيب اليورانيوم، وبالتالي المواقف الغربية والدولية غير الصارمة، وتصميم إيران على المضي قدما في فرض نفسها في المنطقة كلاعب أساسي، يعطي حزب الله هذه القوة أو هذا النفس”، لافتا إلى أن “الحزب يملك حاضنة شعبية تتعاطف معه، ويمكنه تحريكها ساعة يشاء لإعاقة عمل اليونيفيل، أو إستعمالها كصندوق بريد لإيصال رسائل إلى الأمم المتحدة”.

تكرار هذه الحوادث أمر سيء كونه ينعكس سلبا على تمويل قوات اليونيفيل

ويؤكد أن “الحزب لا يريد خروج قوات الامم المتحدة من الجنوب لأنه سيصبح بمواجهة مباشرة مع إسرائيل وهو لا يريد هذه المواجهة وكذلك إسرائيل ويعرف أن ميزان القوى ليست لصالحه”، مشددا على أن “تكرار هذه الحوادث أمر سيء كونه ينعكس سلبا على تمويل قوات اليونيفيل، وكل عام نشهد نقاشا من الدول الممولة لهذه القوات، وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية، عن جدوى بقاء هذه القوات في الجنوب اللبناني، في ظل عدم قدرتها على تطبيق القرارات الدولة، وهذا أمر يضر بمصلحة لبنان”.

 و يختم:”حزب الله ليس بحاجة إلى شد عصب شيعي، لأن جمهوره لن يزيد و لن ينقص، وما يحصل هو رسائل إلى خارج لبنان  وداخله بأن الحزب لا يزال قويا و لن يتراجع أو يقوم بأي خطوة تنازلية لصالح إستعادة الدولة اللبنانية لسيادتها.

السابق
كورونا يحلّق على أبواب الأعياد.. كم بلغ عدد الاصابات والوفيات؟
التالي
وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: تفاهم مار مخايل.. مؤشرات النهاية