الإحتقان الجنوبي والبقاعي يتصاعد..فوضى وحرمان وإنتحار!

سوق صور التجاري
الإحتقان الشعبي الجنوبي والبقاعي يتصاعد من اقصى الجنوب الى اقصى البقاع، وفي ظل "ثنائي" يتحكم بمصيره ويتاجر بالازمات وبأرواح الناس ويمارس التمييز بين حزبي وغير حزبي وبين منطقة واخرى وعائلة واخرى. ويترجم هذا الإحتقان إنتحاراً وحرماناً وفوضى وصولاً الى فلتان امني وانتشار العصابات المسلحة التي تنشر الرعب والخراب اينما تحل. (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

وفي مدينة صور تتعالى الاصوات المطالبة برفع الغبن والحرمان والتهميش. ويقول ناشط في مدينة صور لـ”تيروس”: ان اختيار الإمام موسى الصدر، لمدينة صور، كنقطة انطلاق لثورة المحرومين، قد جاء من فراغ، بل كان يعلم جيداً أنَّ من صدَّر الحرف للعالم يستطيع أن يرفع الحرمان عن كل اللبنانيين، و بعد سنين، نجح الإمام بجعل مدينة صور قبلة اللبنانيين كرمز لطرد العدو، و كمركز للعيش المشترك و كمقصد للسواح من كل أنحاء الدنيا، و ترك الصدر صور الأمانة بيد بعض الَّذين ادَّعوا أنهم على قدر حفظ الأمانات. ويسألل :”وبعد سنين كيف تعيش صور اليوم؟

ويتابع :” لا يخلو يوماً من حوادث إطلاق نار، ويستقبلك ثُلَّة من تجار دولار السوق السوداء عند مداخلها، وانقطاع مياه و كهرباء، ومنذ فترة و المحال التجارية والسياحية والخدماتية تقفل تباعاً، والجديد: تسجيل حالة انتحار بسبب الفقر و لإضطهاد. 

ايام صور بلا كهرباء وماء ولا تخلو يوماً من حوادث إطلاق نار ومن فوضى تجار دولار السوق السوداء

السؤال الذي يطرحه أهالي صور و اللبنانيين اليوم، لماذا أقدم الشاب عامر سليم ياغي على الإنتحار و هو ابن الثلاثة و العشرين ربيعاً؟

الإجابة: يمكن أن يعيش الأمل و الحلم مع الفقر و هذا حصل و يحصل و لكن الأمل مع الإضطهاد، مستحيل أن يعيشا فلا بُدَّ لنزعة إنسانية ان تنتصر و في حالة ( عامر ) انتصر الإضطهاد و قتل الأمل.

هل كان عامر مضطهداً و أقدم على الإنتحار؟

عندما كان عامر طفلاً لا يتعدى عمره عدة سنوات، كان ينعم في بيت مليء بالحياة، فوالده كان عنصراً في إحدى الأجهزة ميسور الحال، و على أثر خلاف مع سيدة من ربَّات الإحتكار، تمَّ طرده من عمله فأضحى بلا عمل، و حاول الرجوع و تقديم فروض الطاعة و الولاء و لكن كان قد صدر القرار بالقضاء عليه، كما المحكوم عند الله بالخلود في النار.

و يوماً بعد يوم و مع مرور الزمن، تحوَّل والد عامر من ميسور الحال إلى رجل يلتقط قوته و قوت عياله مرة من شغل الفاعل و مرة من صيد البحر، بعد أن تشتت عائلته.

كل هذا و كان الطفل عامر، يكبر و يرى أمامه طفولته تشيخ، و طموحه لا يتعدى تأمين الطعام لليوم القادم و امله في المستقبل أن يصحى يوماً و لديه في جيبه ما يكفيه لليوم التالي.

كل هذا و الكثير مما لا نعرفه و لا يعرفه القريبين من عامر دفعه للإنتحار، فالظلم الذي عاشه الوالد، حصده عامر اليوم و أقدم على الإنتحار تاركاً رسالة اعتذار مكتوبة بخط مرتجف، أن دلَّ على شيء، يدلُّ على الضياع الذي كان يحيى فيه.

البقاع

ويجدد مناصرو حركة أمل في البقاع انتقاداتهم لحزب الله والتململ من اداء قيادييه في التمايز بين المواطنين الشيعية بناء لانتمائه الحزبي لا بناء لحاجته، خاصة في مسألة المازوت الايراني، هذا فسره متابعون ان الامور تتجه لفك الارتباط بين الحركة والحزب، خاصة بعدما اصبحت رواتب الموظفين مجرد قروش امام الدولارات التي يتقاضاها محازبو حزب الله.

فتحول الموظفون الى اداة للتنمر عليهم من قبل محازبي الحزب، خاصة المعلمين والعسكريين فوصلت عند البعض لان تسببت باشكالات وتضارب بين العديد.

إقرأ أيضاً: «أمل» لن توفر «الحل العسكري» لمنع توقيف خليل..والدورة الإستثنائية آخر خرطوشة لعون!

هذه الفوقية والتمايز بالتعاطي تدفع بالمئات من الحركيين لأن يطالبوا بفك التحالف الذي لم يأت لشيعة البقاع منه الا الحرمان ومزيد من الغربة عن الوطن وارتفاع معدل البطالة وبالتالي زبادة عدد الطفار والمطلوبين”.

وتكشف مصادر ل” مناشير” أن الحزب وضع ترشح قبلان قبلان في البقاع الغربي مقابل ترشح جميل السيد في البقاع الاوسط، وبالتالي يصبح التحالف جغرافي وزمني محدودين، وتوضح المصادر نفسها أن الحركة في الغربي بصدد التحالف مع المستقبل والاشتراكي، وأن الحزب بذلك لن يكون ملزم التصويت لقبلان، وكذلك هو الحال في الاوسط حيث الحزب يرشح السيد والحركة تصوت للمستقبل.

السابق
مقايضة بين «التيار» و«الثنائي الشيعي»..الإنتخابات و«نفضة قضائية»!
التالي
مزارعو التبغ يشكون الريجي جنوباً..وجهود لإحتواء الفلتان الامني بقاعاً!