درباس لـ«جنوبية»: الإنتخابات فرصة للثوار لإستقطاب الشارع من جديد

رشيد درباس
لمناسبة العام الثاني على إنطلاقة ثورة "17 تشرين" إستمزجت "جنوبية" آراء مفكرين وسياسيين وممثلي مجموعات الحراك حول كيفية إستعادة الثورة لزخمها الشعبي، ووفقا لأي أدوات وفي أي إستحقاقات.

يستند الوزير السابق رشيد درباس إلى حنكته النقابية والسياسية في وصف ما هو مطلوب من أهل الثورة لكي يستعيدوا قوتهم، ويرى ل”جنوبية” أن عليهم “التعاون والاجتماع تحت مظلة واحدة  من أجل التوازن مع الخصم القوي حتى دحره لاحقا”. 

ينصح الوزير السابق رشيد درباس عبر “جنوبية” مجموعات 17 تشرين “أن تسير على نهج يتسم بالتواضع، والكثير من النقد الذاتي والحوار مع كل من المتضررين من السلطة الحاكمة”، مشيرا إلى أن “العمل التغييري يتطلب إما حلفا ذاتيا، يضم مجموعات تؤمن بنهج وحلف واحد، وإما حلفا موضوعيا يجمعه الضرر من شخص أو جهة واحدة، والحنكة والسياسة والتكتيك تفترض، أن يجتمع أصحاب هذا الحلف الموضوعي من أجل التوازن مع الخصم القوي حتى دحره لاحقا”.

على المجموعات إعادة التفكير بالخبرات التي إستفادوا منها١ منطلقين من فساد الطبقة السياسية

يضيف:”للأسف أن كل عدّة مجموعات 17 تشرين هي الخروج إلى الشارع بخطاب غير مدروس، إستطاعت السلطة عبره التسلل لإستيعاب الناس الذين خرجوا إلى الشارع، إما بترغيبهم أو ترهيبهم ومن ثم تم تشتيت هذه المجموعات وهذا أمر خطر”، مشيرا إلى أنه “على هذه المجموعات أن تعيد التفكير بالخبرات والتجارب التي إستفادوا منها، كونهم منطلقين من حقيقة وهي فساد الطبقة الحاكمة والشعب اللبناني رافض لهذا الفساد، لكن أدوات هذه المجموعات ضعيفة وعليهم التفتيش عن تحسين هذه الادوات والإعلان عنها ، والتخلي عن وصم جميع الناس بوصمة الفساد (سواء من الطبقة الحاكمة أو المنتقدين لأدائهم على الارض من غير هذه الطبقة)، بالإضافة إلى التخلي عن مهاجمة المسؤولين في الأماكن العامة، لأنها تنفّر الناس العاديين الذين يقفون إلى جانب الثورة”.

الثوار يحتاجون إلى برنامج مرحلي قوامه كيفية تطبيق الدستور

يشدد درباس إلى أن ” الثوار يحتاجون إلى برنامج مرحلي قوامه كيف نطبق الدستور اللبناني، وبالتالي الإنتخابات النيابية المقبلة قد تكون فرصة لإستقطاب الشارع اللبناني من جديد”، لافتا إلى أنه “لا يجب أن ننكر أن هذه المجموعات أضاعت الكثير من الوقت، خلال العامين الماضيين في الإستعراض والتلهي بالظهور الاعلامي، بدل البحث عن نقاط مشتركة تسمح لهم بإحداث تغيير جذري في الانتخابات النيابية المقبلة، وأتمنى أن يتمكنوا من خدش حياء هذه الطبقة الحاكمة على الاقل”.

السابق
«صفحات» تُلهم الثورات.. هكذا يتحقّق تغيير السُّلطة سِلميَّاً!
التالي
17 تشرين يفجر.. «الوعي الثوري»!