محمد مرتضى..وزير «ثقافة» التهديد في حكومة «الوعيد»!

محمد مرتضى وزير الثقافة

فور تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحالية، وبُعيد الإعلان عن أسماء وزرائها، سارعنا لمعرفة اسم وزير الثقافة في الحكومة “الحيادية”، بهدف الكتابة التعريفية والتعارف على شخصية الوزير. كنا ورغبنا بالكتابة عن وزير الثقافة محمد مرتضى، من باب الفضول والشوق لوزير، لعله يرفع من شأن الثقافة المرتجاة في زمن الانهيارات الكبرى، في الوطن الصغير المغلوب على أمره وثقافته، وكذلك لإلقاء الضوء على شخصية جديدة، في وزارة لطالما قيل إنها مهمّشة وثانوية وكمالة عدد، لا تقدم ولا تؤخر، ولا مشروع لها، ولا موازنة، ولا رؤية، ولا خدمات، ولا تنفيعات، ويتولاها وزير “غب الطلب”… ولكن، وللأسف الشديد ، لم نوفّق بما نحتاج اليه من معلومات، او ما نتمناه في ثقافتنا الوطنية العليا.

إقرأ أيضاً: قنبلة «التحقيقات» تُفجّر جلسة الحكومة.. وزير يصرخ بوجه عون ويُهدد!


وبعد تفحصنا وبحثنا الواسع وخوضنا في مهمة التنقيب عن شخصية الوزير العتيد، لم نلحظ، سوى أن الوزير هو أستاذ جامعي، ومن الوجوه الشابة في القضاء اللبناني، وينتمي الى هوى حركة المحرومين “أمل” ورئيسها في السياسة، وكذلك هو من عائلة بقاعية معروفة، فيها الكثير من الوجوه السياسة. فسَلفُه في الوزارة كان قريبه عباس مرتضى، وقريبه الآخر السفير جهاد مرتضى كان مرشحاً لوزارة ما في حكومة ما …ثم أن لا تصريحات سابقة للوزير، ولا مواقف لامعة وبارقة، ولا أي أثر مكتوب او مبثوث، ما يجعله موضع التأويل والتفسير والتعريف والتعارف.
وبناءً على ما تقدّم، وقعنا في حيرة، تأرجحنا بين الكتابة والصمت، ولم يكن لدينا ما نقوله ونكتبه في هذا المضمار سوى ما ذكرناه انفاً…

لم يكتمل الشهر الأول من عمر “حكومة ليس باليد حيلة” أي عمر الحكومة الميقاتية أو حكومة “العين بصيرة واليد قصيرة”كما ردّد وقال ميقاتي في تصريحاته الكثيرة


لم يكتمل الشهر الأول من عمر “حكومة ليس باليد حيلة” أي عمر الحكومة الميقاتية، أو حكومة “العين بصيرة واليد قصيرة”،كما ردّد وقال ميقاتي في تصريحاته الكثيرة. ولم تعقد هذه الحكومة سوى جلسات قليلة، حتى تصدَّعتْ وتفرّقت بسبب الخلاف حول قرارات واستنابات القاضي طارق البيطار، والتحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت، وكادت تنفجر من الداخل قبل انطلاقتها، وقبيل خطوتها “الانقاذية” الأولى!


لم يكتمل الشهر الأول من حكومة “الصدمة الملغومة” حتى سُرّبَ من جلسة مجلس الوزراء، أن وزير الثقافة مرتضى تولى حملة التهديد والوعيد الشهيرة، ضارباً يده على الطاولة، مُتحدياً من يقترب من رفيق دربه الوزير السابق علي حسن خليل، المعاون السياسي للرئيس نبيه بري. كما سُرِّب، في المقابل، أن رئيس الجمهورية ميشال عون، وقف بوجه الوزير المتوعّد المهدد وكان الرافض المُجابِه والمُواجِه للغة وزير الثقافة، بعبارات مثل “لا ما منقبل هالطريقة بكلامك”، “لا أسمح بهيك كلام”، “ما بصير هالشي وما بقبل فيه”! وطارت الجلسة… وتحول ما نُقل عن وزير الثقافة نوعاً من شرارة البداية، لاندلاع الأزمة الشارعية والفوضى الصاخبة رداً على القرارات القضائية. ثم حلّ الأعظم بانتقال فتيل الأزمة من “المؤسسات” الدستورية إلى شارع مشحون بالحرب والنار والقوة والسلاح والقنّاصين والقذائف الصاروخية، وخطوط التماس السابقة والمتجددة، ومَحاوِر الخوف والتسلط، مُسلم-مسيحي، وعبارات مُظاهرة سلمية حضارية وكمين وقناصة وقذائف أر بي جي، و”كلاشنكوفات” ع مدّ عينك والنظر ، وسقوط القتلى والجرحى، واختلط الحابل بالنابل، وعمّ الدّم العائلات والطوائف والحركات والأحزاب، واخضرت الخطوط الحمراء ، ولا أمل بسلام أقلّ…

وزير الثقافة مرتضى تولى حملة التهديد والوعيد الشهيرة ضارباً يده على الطاولة، مُتحدياً من يقترب من رفيق دربه علي حسن خليل


وللوقائع والتفاصيل ما هو أكثر وأبعد، إذ بدا أن حكومة ميقاتي، التي زعم أنه شكّلها من الاختصاصيين غير الحزبيين، ليست أكثر من أداة ، بل هي مجرد فقاعات وضحك على اللحى، ومجرد إلهاء للرأي العام، بل أيضاً هي شاهد زور على المعابر غير الشرعية لكل شيء ممنوع… فما نُقل عن وزير الثقافة، وما سُرّب، يبين أنه أبعد ما يكون عن الثقافة وجوهر الثقافة بمعناها الحياتي المعيوش،أو بمعناها الأدبي والشعري والسينمائي والعلمي والمسرحي والفني والمعرفي… بدت ثقافة الوزير غير مطابقة لمواصفات الوزارة، فهو في غير منحى ، إنما هو تجسيد فعلي لثقافة سلطة الطوائف، وكيف تفكر سلطة الطوائف، وتجسيد فعلي لثقافة “الزعيم” وكيف يكون الولاء له…

بدا أن حكومة ميقاتي التي زعم أنه شكّلها من الاختصاصيين غير الحزبيين ليست أكثر من أداة بل هي مجرد فقاعات وضحك على اللحى


غير أن الأخطر من لغة الوزير هو سلوك السلطة برمتها مسافة، ليست لها ولا يحق لها سلوكها، والأحرى هي سلطة “زعماء عشائر” أو مجلس مِلَل وأعيان من هنا وهناك، بل هي فيدراليات متصارعة بحقد دفين.

السابق
يوم انتفض الجنوب على «الثنائية المتسلطة»!
التالي
بالفيديو.. علي حجازي يهدد جعجع مباشرة: «وقت الجدّ بياكل قتلة قياماً وقعوداً»!