يوم انتفض الجنوب على «الثنائية المتسلطة»!

الحراك في صور

كان يوم الخميس في السابع عشر من تشرين الاول 2019 ، يوم آخر ومحطة كبيرة، في الحياة السياسية، وتحديدا في مناطق الجنوب، اذ شكل المنتفضون في هذه البقعة، ذات اللون الواحد تقريبا، والتحالف المتين بين الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة امل) لؤلؤة الانتفاضة، التي لطالما كانت تراودهم ويعملون من اجلها، وليس فقط المعترضين على سياسة قوى السلطة في لبنان، وانما طيف واسع من جمهور الفريقين الشيعيين، في الاسبوع الاول من الانتفاضة، التي حولت نهارات وليالي الجنوب، من صيدا الى صور والنبطية والزهراني وبنت جبيل، وصولا الى مرجعيون وحاصبيا،الى أمل بانتزاع التغيير، والانتقال الى دولة المؤسسات والرعاية الاجتماعية والقضاء على الفساد.

إقرأ ايضا: بعدسة «جنوبية»: بين تشرين وعشرين.. الساحات تفتقد ثوارها!

قبل ظهر ذاك اليوم الخميس ثار شباب وشابات صور، عند مستديرة ابو ديب، احد احياء صور المعروفة، فيما اخترق آخرون شوارع السوق القديم، مطلقين هتافات، لم تعتد عليها المدينة منذ عقود، واصفين مسؤولين من الثنائي ب”الحرامية”!

عند دوار ابو ديب، تعرض الشبان العفوي، وغالبيته لا ينتمي الى احزاب سياسية، للهجوم والضرب من قبل مناصرين لحركة امل، الامر ذاته حصل مع منتفضين في بنت جبيل ودوار كفرمان والنبطية وحاصبيا وصيدا، فتعرض للضرب المبرح عدة افراد، بعدما عبروا عن آرائهم، ضد الثناني وباقي اطراف السلطة “حاصبيا” في الجنوب، فيما كان رد المنتفضين في المراحل الاولى، محاصرة مكاتب نواب المنطقة وانتزاع لافتات واقواص نصر حزبية، عائدة لاحزاب وتحديد  حركة امل .

ثار شباب وشابات صور عند مستديرة ابو ديب فيما اخترق آخرون شوارع السوق القديم مطلقين هتافات لم تعتد عليها المدينة منذ عقود واصفين مسؤولين من الثنائي ب”الحرامية”

تحول دوار الاستراحة، الذي صار ساحة العلم، تيمنا باكبر راية علم لبناني في لبنان، الى محجة لالاف المواطنين، من فئات اجتماعية مختلفة، وجدت في هذا التجمع بارقة حرية، فانضوى في هذا الحراك، مع ايامه الاولى، مقربون من حركة امل وحزب الله، قبل ان تأتيهم الاوامر الحزبية، بالاقلاع عن الحضور في الساحات، بعد رميها بوابل من الاتهامات، وفي مقدمها ارتهان المنتفضين للسفارات الاجنبية والعمل ضمن اجندتها ضد المقاومة.

ساحات الانتفاضة “الثورة” على امتداد نواحي الجنوب، ازدادت زخما، لتزداد معها التوترات، التي تمثلت باحراق خيم المنتفضين في كل ساحات الجنوب ومهاجمتها بين الحين والاخر، واصابة عدد كبير من المنتفضين داخلها، لكن هذه الخيم بقيت صامدة في مواقعها، بعد مرور سنتين على الانتفاضة، التي خفتت نتيجة اعمال الترهيب، وجائحة كورونا والازمة المعيشية الخانقة، التي دفعت نشطاء لمغادرة لبنان، كما تؤكد ذلك، مجموعات الانتفاضة، المتفرعة عن الانتفاضة الام .

ساحات الانتفاضة “الثورة” على امتداد نواحي الجنوب ازدادت زخما لتزداد معها التوترات التي تمثلت باحراق خيم المنتفضين في الجنوب ومهاجمتها واصابة عدد كبير من المنتفضين داخلها

تفتقد انتفاضة 17 تشرين، التي ارست قواعد، لاي تحركات جديدة، لوجوه كانت تضج فيها الساحات، من صور الى ساحة الشهداء فطرابلس، من بينهم العم ابو طالب قرعوني والطبيب محمد عجمي، الذي توفي بحادث سير لدى عودته من احدى التظاهرات في بيروت، فترك رحيله اثرا بالغا بين ثوار الساحات وخصوصا ساحة العلم في مدينة صور.

بعد سنتين من عمر هذه الانتفاضة، ولدت اكثر من عشرين مجموعة واطارا سياسيا، في كل مناطق الجنوب، ونجم عن كل ساحة، ساحات لا تخلو الاجتهادات فيها والحسابات السياسية والشخصية، الى جانب الاحزاب، التي تعتبر من دعائم الانتفاضة واكثرها تنظيما (الحزب الشيوعي اللبناني، منظمة العمل الشيوعي، حزب الطليعة، والتنظيم الشعبي الناصري وغيرهم)

بعد سنتين من عمر هذه الانتفاضة ولدت اكثر من عشرين مجموعة واطارا سياسيا في كل مناطق الجنوب ونجم عن كل ساحة

تسعى هذه الاحزاب والمجموعات والمنتديات، على ابواب الاستحقاق الانتخابي النيابي، الى لملمة اجنحتها، ضمن تحالف قوي، لخوض الانتخابات النيابية ترشيحا في كل الدوائر، على قاعدة ائتلاف كل قوى المعارضة، بحسب منطق وراي العديد من منسقي المجموعات ، كضمانة لنجاح خوض الانتخابات.

السابق
«استعادة الوطن وبناء الدولة».. اليكم برنامج تحركات «17 تشرين» في عامها الثاني!
التالي
محمد مرتضى..وزير «ثقافة» التهديد في حكومة «الوعيد»!