تمخض «الفيل الإيراني» فولد «حكومة»!

علي الأمين مشاركاً في مؤتمر اللقاء الوطني
اللبنانيون على موعد مع خيبة جديدة قديمة.. شعارها اليوم: تمخض "الفيل الإيراني" فولد "حكومة".. ذات طابع إقليمي خارج مسرح لبنان، الذي يتخبط شعبه في ملحمة غير مسبوقة، لن يقيهم شر الضوء الأخضر الإيراني الحكومي، وحصول حلفائه على ثلث معطل ناجز، شر الذل والهوان والفقر المدقع.

على رغم ان اي حكومة سيصدر مرسوم تشكيلها اليوم او غدا، هي حكومة محاصصة وتتضمن الثلث المعطل لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، سواء أقر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أم لا، فان المانع الذي حال دون حصول ذلك خلال عام، هو غياب القرار الايراني الذي امتنع عن اعطاء الضوء الاخضر، وبالتالي لم يبذل “حزب الله” اي جهد جدي من اجل تأليف الحكومة.

اقرأ أيضا: عون وميقاتي يناوران: حكومة او لا حكومة اليوم؟..و«البطاقة» رشوة بلا رصيد!

ويبرز السؤال، ما الذي دفع بعجلات التشكيل اليوم ولماذا؟ مجددا عربة تشكيل الحكومة تنقصها الدفعة الايرانية، وهي يبدو انها تحققت، على ما تشير موجة المواقف في ضفة الممانعة في لبنان، من خلال موجة التفاؤل بالتأليف التي بثتها اكثر من جهة، ومصادر منسوبة لهذا المحور بتشكيلاته المتنوعة.

مجددا عربة تشكيل الحكومة تنقصها الدفعة الايرانية وهي يبدو انها تحققت


جوهر التحول الايراني، الذي غير الاتجاه من التعطيل الى حسم التأليف، هي محاولة تنفيس الاحتقان الاقليمي والدولي ضد ايران، اذ ان جملة مؤشرات دولية خطرة، دفعت السياسة الايرانية الى عدم التصعيد والعمل على استيعابها والحدّ من اندفاعتها و أبرزها:

  • اولا: المشهد الافغاني الذي يربك السياسة الايرانية، مع دخول باكستان على خط دعم سلطة حركة “طالبان”، من خلال دعم هجوم الحركة بالطائرات المسيرة في بانشير، ضد احمد شاه مسعود.

جوهر التحول الايراني الذي غير الاتجاه من التعطيل الى حسم التأليف هي محاولة تنفيس الاحتقان الاقليمي والدولي ضد ايران

  • ثانيا: موقف روسي غير مطمئن لايران بشأن افغانستان، عبر تبنيه موقف داعم لاي حكومة تشكلها طالبان، إثر اعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، التزام روسيا بأمن اسرائيل. كما ان ايران تتحسب من الموقف الروسي بشأن انحيازها الى موقف دولي، سيصدر ضد المسار النووي في ايران، بعد بيان وكالة الطاقة الذرية بشأن زيادة التخصيب، وتراجع ايران عن الحد الادنى المطلوب بشان الالتزام بنسب التخصيب، والالتزام بشروط مراقبة الوكالة.
  • ثالثاً:استشعار ايران مخاطر، في زيادة منسوب العزل الدولي والاقليمي لنفوذها ودورها الاقليمي، وبرز ذلك من المواقف الاوروبية التي باتت قلقة، من تطور المشروع النووي والصواريخ البالستية في ايران، ومن جانب آخر تحسس ايران، من مخاطر نشوء تحالفات جديدة تغري روسيا من جهة، والدول العربية من جهة ثانية، بالدخول الى مرحلة الحل في سوريا، على قاعدة اضعاف دور ايران، وهذا ما يلقى تأييدا اسرائيليا، شرطه بقاء النظام لكن بعيدا عن ايران.

استشعار ايران مخاطر، في زيادة منسوب العزل الدولي والاقليمي لنفوذها ودورها الاقليمي

خلاصة المشهد الدولي والاقليمي، تجعل التاجر الايراني يبحث عن اقل الاكلاف للحد من الاندفاعة ضده، والورقة اللبنانية هي الأقل كلفة لديه، طالما ان التنازلات المطلوبة، لا تطال اليوم نفوذ “حزب الله”، والدفع يتم من خزنة اللبنانيين.

خلاصة المشهد الدولي والاقليمي تجعل التاجر الايراني يبحث عن اقل الاكلاف للحد من الاندفاعة ضده والورقة اللبنانية هي الأقل كلفة لديه


يبقى ان تشكيل الحكومة، هو بمثابة خطوة الى الوراء بالنسبة لايران، لكنها لا تلغي احتمال ان تشكل لاحقا فرصة لاندفاعة، تستوعب الهجوم المستجد في نوعيته على النفوذ الايراني وهذه المرة الهجوم على طريقة الانسحاب الاميركي من افغانستان، الذي يطلق شهيات السيطرة، و ايران اول المتخوفين منه سواء كان روسيا او المنظمات الجهادية السنية، وغيرهم من الذين كانت واشنطن تشكل فعليا سدا منيعا يحمي ايران ونفوذها.

السابق
صراع النفوذ يحتدم بين «الثنائي».. واستنفار عسكري غير مسبوق لـ«أمل» في النبطية!
التالي
بعد مخاض عسير.. الحكومة ابصرت النور: عون وميقاتي وقعا مرسوم التشكيل!