الجنوبيون «يُحاصرون» إحتكار «حزب الله» للمحروقات..والبقاع مُزنّر بالنار!

تهريب مازوت
وقوف "حزب الله" وراء تخزين المازوت والبنزين بدأ يتظهّر جنوباً مع إصرار الاهالي على كشف ما يجري. اما بقاعاً فالحرائق التهمت االخضر واليابس في منطقة تعاني اصلاً الحرائق الاجتماعية والمالية والمعيشية. (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير".

كحبات السبحة المهترئة، بدأت تتكشف تفاصيل مرعبة عن حجم الاحتكار، الذي يقوم به “الثنائي”، ولا سيما “حزب الله” للمازوت والبنزين خارج المحطات وفي خزانات تحت الارض وعلى طريقة الانفاق المحفورة والمخفية.

وأدى الغضب الجنوبي وفي معاقل “حزب الله”، وفي قرى كانت تعد “عريناً” له ولقياداته، الى اسقاط ما كان يزعمه “حزب الله” امام الناس، ان البنزين المحتكر والمازوت هو “خزان استراتيجي المقاومة”، ليتبين انها مجرد تجارة رابحة وسوق سوداء 100 في المئة.

كشف الغضب الجنوبي وفي معاقل “حزب الله” وفي قرى كانت تعد “عريناً” له ولقياداته ان احتكاره للمحروقات مجرد تجارة رابحة وسوق سوداء 100 في المئة

اما البقاع المحاصر بالازمات من كل حدب وصوب، أتت النيران والحرائق لتزنره، وتزيد من تعقيدات المشهد الحياتي اليومي لاهله.

“جنون وفنون” جنوباً!

وبعد افتعال مشكلات يومية على محطات بلدة جويا في قضاء صور، كان آخرها حادث وفاة شخص، تعرض لوعكة صحية بعد انتظار أكثر من ثماني ساعات في الطابور، طالب أحد ناشطي جويا، البلدية بتحويل نساء البلدة الى إحدى المحطات،  بحيث تصبح هذه المحطة للنساء فقط منعا للمشاكل.

إقرأ أيضاً: باسيل «يثأر» من «حزب الله» بـ«المالية»..و«فتنة طائفية» وراء حرائق القبيات-الهرمل؟

كما اقترح ناشط آخر ان تكون محطة صوفان للنساء مقابل محطتين للرجال فقط، على مبدأ “للذكر مثل حظّ الأُنثَيين”.

ولم تسلم مدينة النبطية من وقوع حوادث على المحطات، حيث هاجم ” حُماة محطة بالقرب من مهنية النبطية” و عددهم حوالي ال 10 مسلحين، احد الزبائن الذي طالبهم بتطبيق القانون على الجميع بالإنتظار بالطابور، دون تمرير مَن يدفع  100 الف ليرة زيادة على قيمة “تفويل” خزان السيارة، فاعتدوا عليه و ضربوه ضرباً مبرحاً.

و قال مصدر من المدينة انَّ الأشخاص المعتدين معروفون بالإسم و الهوية الكاملة و لكنهم محميون سياسياً، و صاحب المحطة لا يستطيع الإعتراض، لانه يريد رضاهم لأنهم امنوا له الحماية بعدما كان مسجون بتهمة عمالة.

احتكار مازوت

بعد ان احتجز اهالي بلدة معروب صهريج مازوت كان متوجهاً إلى داخل البلدة، حضرت الأجهزة الأمنية و تبيَّن لها أنّ الصهريج كان سيفرغ حمولته البالغة 50 الف ليتر في مخزن خاص لأحد المنتمين لحزب الله، لبيعه في السوق السوداء، كما تبين أنّ صاحب المخزن قد خزَّن كمية كبيرة من البنزين.

و بحسب مصدر من بلدة تبنين، ان المحطة التي ختمت بالشمع الاحمر من يومين في بلدة تبنين عادت للعمل بشكل عادي و كأن شيئاً لم يكن، لذا سنرى صاحب هذا المخزن حر طليق، مع العلم انه في بلدة معروب اعلنت البلدية بنفاذ كمية المازوت من المولدات، و البلدة تعيش تحت وطأة تقنين قاسي جداً. 

“تمويه نفطي” لحركة امل!

ولإبعاد تهمة احتكار البنزين، عناصر من “أمل” تتحرك، حيث قطع طريق الصرفند بالإطارات المشتعلة ليل الاربعاء- الخميس و قطع طريق الزهراني من قبل شباب الغازية للمرة الثالثة على التوالي، بذريعة الأوضاع الإجتماعية و انقطاع المازوت.

وقال مصدر مُطَّلِع لـ”تيروس”: ” قطع الطرقات الجنوبية، ممنوع ان يتم الاّ برضا الثنائي الشيعي و هذا لمسناه منذ اندلاع ثورة 17 تشرين، و بعد اتهام حركة امل بالسيطرة على مصفاة الزهراني و احتكار المازوت، و لإبعاد هذه التهمة عنهم، طلبت قيادة امل إلى عناصرها الحزبية في اكثر بلدَتي في قضاء الزهراني فيهما جماهير لها، بتحريض الشبان لقطع الطريق البحرية، لإيصال رسالة للمعنيين من اتهام الحركة بانَّها كحركة سياسية فوق شبهات الإحتكار، و البيع بالسوق السوداء”. 

صيدا

وفي صيدا تمكنت القوى الأمنية من ضبط كمية كبيرة من الغالونات التي تحتوي على مادة البنزين مخبأة داخل “فان” للنقل كما اوقفت كمية كبيرة من مادة المازوت مخبأة داخل براميل للكبيس كانت محملة على متن “بيك اب” حيث كانت معدّة للبيع في السوق السوداء واقتيدت مع المخالفين الى القضاء المختص.

البقاع

وفتح امتداد الحرائق وعجز عناصر الدفاع المدني السيطرة عليها، الباب للعودة الى الحديث عن تقصير الدولة وتحديداً هذه السلطة، في تعاطيها مع ملف متطوعي الدفاع المدني وتركهم لاقدارهم دون الاعتراف بالعناصر وتثبيتهم واعطائهم حقوقهم، وتجهيزات المراكز بالمعدات اللازمة والمواد المفترض انها تساعد على تطويق الحرائق، وبالمحروقات التي تمكنهم من التنقل للوصول الى الحريق ومحاصرته.

وذلك بعدما امتدت النيران من أحراج القبيات والتي اتت على مساحات شاسعة من البلدات الغنية بثروتها الحرجية. وقد توصل العناصر بتضافر الجهود مع الجيش اللبناني الى التمكن من السيطرة جزئيا، في  بلدة أكروم الى الرويمة باتجاه بلدة البساتين في الهرمل، وصولا الى داخل الأراضي السورية. وواجه العناصر صعوبات متعددة للتمكن من انجاز المهمة بالسرعة المطلوبة بسبب وعورة المسالك في تلك البقعة الجغرافية وارتفاع درجات الحرارة واشتداد سرعة الهواء.

وظهرت اشكالية تعطل اليات الدفاع المدني لعدم توفر مادة المازوت مما فرض عليهم تأمينها بطرق التوائية وعلى حساب خيرين ومتبرعين.

ازمة البنزين مستمرة

وفي سياق انقطاع المحروقات استمرت الازمة تفرض نفسها لتخلق مشاكل واشتباكات بين المواطنين انفسهم ومع عمال المحطات والقوى الامنية، وكشفت الدوريات لامن الدولة والامن العام ان هناك العديد من محطات الوقود تخزن البنزين والمازوت، وتمتنع عن بيعه للمواطنين بالسعر الرسمي، لتقوم غالبيتها بتعبئة الغالونات ليلاَ بعيداً من  الانظار، وتعمد على توزيعه على مجموعة من الشبان لبيعه الى الزبائن بسعر وصل الى مئة ألف ليرة للغالون ٩ ليتر.

السابق
غابتك تحترق يا ابي.. البلاد كلها تحترق!
التالي
معركة الكرامة.. المعارضة ترد على توحش النظام في درعا وتعطي مهلة للسبت