نواب «الثنائي» خارج الخدمة جنوباً..والغضب المعيشي والكهربائي يلف لبنان!

مزيد من الطوابير جنوباً
مع إستفحال الازمات على انواعها و تمددها لتصل الى لقمة الخبز وحبة الدواء وسط انقطاع للكهرباء والمازوت البنزين، بدأت الفاتورة البشرية تتضخم على الجنوبيين وتقسو على الفقراء والمرضى والمعدمين وترمي بهم الى مزيد من القهر والتجويع وطوابير الذل. (بالتعاون بين "جنوبية" تيروس" "مناشير").

في مقابل الصورة السوداوية للجنوبيين والبقاعيين واللبنانيين، يبدو ان نواب “الثنائي” في الجنوب في كوكب آخر ويهربون من واجب خدمتهم للناس، ولا يجرأون ان يقدموا العزاء بضحايا طوابير الموت والاذلال، بينما غابوا عن الصورة كلياً وتخلوا عن ادنى واجباتهم تجاه الناس.

اما البقاع فحاله من حال الوجع الجنوبي واللبناني فالازمات هي نفسها، يقابلها اصرار على التهريب والتجارة المحرمة من قوى وعصابات ومافيات مدعومة من قوى الامر الواقع.  

الجنوب: مأساة جديدة

ولم تمض 24 ساعة على دفن  قاسم قاسم الذي أصيب بنوبة قلبية على محطة في بلدة جويا بعد انتظار لثماني ساعات، و آخر كلمات قالها: ” ما رح فيهن يذلُّونا ” و كان يقصد الثنائي الشيعي بحسب أخيه، حتى لحق به الشاب محمود دلباني الذي قضى نتيجة حادث سير و هو ينتظر في طابور البنزين و كان قد قطع مسافة  50 كيلو متر لتعبئة خزان سيارته.

و اللافت كان في الجنازتين هو غياب نواب صور عن تقديم واجب العزاء. وقال قريب قاسم لموقع “تيروس” إنه يرفض ان يتقبل العزاء من أي من نواب الجنوب.

كما قال أحد أبناء مدينة صور، أنّ “نواب القضاء أضعف من يواجهوا الناس اليوم و تقديم العزاء اصبح حملاً ثقيلاً عليهم، بحيث أصبحوا يعتذرون عن الحضور بذريعة جلسات في المجلس و يرسلوا من ينوب عنهم”.

تفلت امني في صور

و في صور و بالتحديد في منطقة الحوش، و دون اسباب معروفة، إمتشق أحد الشبان من آل وهبي من بلدة البرج الشمالي، سلاحه الحربي و اطلق عشرات الأعيرة النارية تجاه البنايات، و العناية الإلهية تدخلت و أنقذت عدد من الاشخاص كانوا على بلكونات شققهم، في حين اخترقت الطلقات حيطان البنايات، ثم ترك المكان في سيارة كان يقودها دون نمرة، و بعد تحديد هويته، و معرفة القوى الامنية، لم يجرؤ أحد على توقيفه، بل قيل للأهالي انه يعاني من مشاكل، مع العلم ان الجميع يعرفه تمام المعرفة و لا يعاني من اي مشكلة نفسية، بل بحسب احد اصحاب الشقق المتضررة انه “يعاني من فائض القوة، و يعرف تماماً انه لن يُحاسب، فهو ليس ضعيفاً ليذهب إلى القضاء”.

انقطاع المياه

وشهدت الآبار الارتوازية في بلدة تبنين قضاء بنت جبيل، طابوراً طويلاً من الصهاريج، بسبب توقف محطات المياه في وادي جيلو عن الضخ الى خزانات قضاء بنت جبيل اضطراريا نتيجة فقدان مادة المازوت.

كما شهدت آبار بلدة معركة قضاء صور ذات المشهد بسبب انقطاع المياه منذ فترة طويلة.

نواب “الثنائي” في الجنوب في كوكب آخر ويهربون من واجب خدمتهم للناس ولا يجرأون ان يقدموا العزاء بضحايا طوابير الموت والاذلال!

مع العلم ان بلدات الجنوب كلها دون استثناءات تعاني من انقطاع المياه، و قد ارتفع ثمن الصهريج من 30 الف إلى 150 ليرة.

ازمة البنزين

وتكررت في الآونة الاخيرة في الجنوب حوادث احتراق السيارات و قد رجَّحت مصادر بانَّ السبب هو وجود غالونات بنزين بداخلها.

منذ عدة ايام احترق فان في بلدة عدشيت، و بعدها احترقت سيارة على طريق مصيلح و اليوم احترقت سيارة على طريق أنصارية، كلها كانت محملة بعدد من غالونات البنزين بالإضافة إلى الدراجة النارية التي احترقت نتيجة حادث سير في النبطية و كان صاحبها ينقل غالون بنزين و توفي من جراء الحريق.

البقاع

ويدفع تردي الاوضاع الاقتصادية وانقطاع المحروقات الى مزيد من التأزم في كافة القطاعات في البقاع. وبعد ان تراجع سعر الصرف الى حدود 20 الف ليرة، فتحت المحال وباقي السوبر ماركات التي كانت اقفلت ابوابها اثر تصاعد سعر الصرف متخطياً ال 21 ألف ليرة، ابوابه ليعود اصحابها الى العمل وفق تسعيرة للسلع تخطت ال27 الف ليرة للدولار الواحد.

مما اثار سخط المواطنين ونتج عنه حالة امتعاض واسعة وعدم قدرة المواطنين على تحمل أعباء المصاريف اليومية لكلفة المأكل والمشرب.

وأكد مواطنون والذين كانوا يعتبرون من ذوي الدخل المقبول، وبحسب الموظف سالم الذي يتقاضى راتب شهري ثلاثة ملايين ليرة قال “هلق ما بكفوني اسبوع، بروح المعاش حق اكل وشرب”، ليتابع بتافف أن لغياب الرقابة والمتابعة وعدم استقرار الدولار عند حدود معينة ضعنا وضاعت برامجنا اللي كنا نعتمد عليها”.

إقرأ أيضاً: العتمة الشاملة «تُسوّد عِيشة الجنوبيين والبقاعيين..ومافيا المحروقات «تتغول»!

وأكد أن الموظف يحتاج الى راتب شهري لا يقل عن 10 مليون ليرة، ليستطيع المواطن ان يعبر هذه الازمة بأقل الخسائرة الممكنة، بعدما أصبحت كلفة فواتير كهرباء المولدات وصهاريج المي، والبنزين والادوية اللي كلها تضاعفت اكثر من ثلاثة ملايين ليرة، والتي ترتفع مع ارتفاع سعر الصرف”،  

وامام هذا الوضع المتردي والمتفاقم، نفذ اهالي البقاع اعتصامات قطعوا فيها الطرقات الرئيسية احتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي السيء.

وبعدما تفاقم انقطاع مادة المازوت وتهدد القرى بتوقف المولدات الخاصة، أقدمت مجموعة من الشبان من بلدة بوارج البقاعية بعدما اعرب اصحاب المولدات فيها عن عدم قدرتهم على الاستمرار بتشغيل المولدات لعدم توفر المازوت، بإحتجاز صهريج عائد لشركة ميدكو كان بطريقه الى شركة كهرباء زحلة، مما اثارت هذه العملية حالة استياء واسعة وبلبلة في الوسطين الامني والاهلي عن طريقة الدفع باشخاص لوضع حلول تأمين مادة المازوت فيما الدولة تقف متفرجة.

وبعد تدخل الاجهزة الامنية والعسكرية واتحاد بلديات البقاع الاوسط تم الافراج عن الصهريج بعد وعد رئيس البلدية محمد البسط تأمين ٥ الاف ليتر مازوت للمولدات.

السابق
تفلت أمني خطير شمالاً..قتيلان و3 جرحى وتوقيفات بالجملة!
التالي
عون «يُهادن» ميقاتي في التكليف.. وباسيل «ينصب الفخ» في التأليف!