للمرة الاولى في ولايته، يخرج رئيس الجمهورية ميشال عون بخطاب تهدوي ومهادن تجاه رئيس نجلس النواب نبيه بري “فلولا بعض التزاحم والتشويش من الداخلين على الخط بينهما، لكانت الضحكات والقهقهات علت كل احاديث الرجلين”!
هكذا عَبّر عون امس في حديث صحافي عن علاقته ببري، وغرضه الاول مسايرته، وكذلك مهادنة الرئيس نجيب ميقاتي والذي يبدو ان “الرياح الاقليمية والدولية” ترجح اسمه وتريده رئيساً لحكومة انتخابات خلال 8 اشهر، كما تؤكد مصادر مطلعة على المشاورات لـ”جنوبية”.
وفي حين تؤكد المصادر تخوفها من “خبث سياسي” في كلام عون، وان تكون المواقف الهادئة و”الطرية” مع بري وميقاتي، توزيعاً للادوار بين عون وصهره جبران باسيل لتمرير التكليف ومن ثم “تفخيخ” التأليف.
اتفاق بين “حزب الله” وباسيل على عدم تسمية ميقاتي ولكن مع ابداء المرونة في التعاطي معه في التأليف!
فيصبح ميقاتي رهينة لشروط باسيل وبالتالي يعرقل مهمته لاقصى وقت ممكن في انتظار رياح التسوية الايرانية-الاميركية والايرانية- السعودية. ويتركز همّ باسيل الاساسي على رفع العقوبات الاميركية عنه، و”تبييض” سجله لدى واشنطن وباريس وإعادة إحياء حظوظه الرئاسية من جديد.
ميقاتي باشر اتصالاته
وتشير المصادر نفسها الى ان ميقاتي العائد الى بيروت صباح امس، باشر اتصالاته بالقوى السياسية الاساسية فالتقى الرئيس سعد الحريري في باريس ومن ثم التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيروت، وتشاور مع غالبية القوى التي ستسميه الاثنين.
في المقابل بقي عدد الاصوات التي سيكلف فيها ميقاتي غداً مدار بحث وجدل. وتؤكد معلومات لـ”جنوبية”، وجود اتفاق بين “حزب الله” وباسيل على عدم تسمية ميقاتي، ولكن مع ابداء المرونة في التعاطي معه في التأليف.
إقر أ ايضاً: نواب «الثنائي» خارج الخدمة جنوباً..والغضب المعيشي والكهربائي يلف لبنان!
وهذا يعني ان باسيل سيستفيد الى اقصى حد من غطاء “حزب الله” الجديد للتفاوض مع ميقاتي لتحسين شروطه الحكومية.
الازمات تتفاقم
وامس تفاقمت مجدداً ازمة المازوت والبنزين، مع فقدان شبه كامل للمازوت في مختلف المناطق اللبنانية، ما ادى الى عتمة شبه كاملة للمولدات، والتي خرج اصحابها في بعض شوارع في بيروت للتظاهر ضد انقطاع المازوت والعتمة.
كما خرج متظاهرون في الشمال وبيروت رفضاً للواقع المعيشي المزري وانقطاع المازوت والبنزين والدواء والتقنين القاسي.
تخوف من “خبث سياسي” في كلام عون وان يكون هناك توزيعاً للادوار بين عون وصهره باسيل لتمرير التكليف ومن ثم “تفخيخ” التأليف!
وهذا الواقع القاسي مع الاهمال والحرمان، تسبب بوفاة مواطن جنوبي بحادثة مؤسفة على اتوستراد الجية، بعدما اجتاحت شاحنة طابور سيارات كان ينتظر دوره لتعبئة البنزين من محطة في المحلة.
النفط العراقي
نفطياً ايضاً، وقع الجانبان اللبناني والعراقي اتفاقا يحصل بموجبه لبنان على مليون طن من النفط سنويا بشروط ميسرة.
وقد أصر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، على أن يتم التوقيع قبل سفره إلى واشنطن، حيث يلتقي اليوم الرئيس الأميركي جو بايدن.
وبذلك يتوقع ان تصل الشحنة الاولى خلال 10 ايام أيام كحد أقصى.
والاتفاق الذي وقع لسنة قابل للتجديد، بعد أن صوت مجلس الوزراء العراقي على امكانية أن يكون سنويا، أما الدفع فسيكون مقابل خدمات بالليرة اللبنانية، كما قال وزير الطاقة ريمون غجر، متمنيا أن تحذو دول عربية أخرى حذو العراق. مشيرا الى الدور الذي لعبه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في تذليل العقبات وفتح الأبواب.
