اللحوم والبنزين لمغتربي الجنوب..و«الظلام» يَلُفّ البقاع ليلاً ونهاراً!

ملحمة لحوم
اللحوم كما البنزين والمازوت لم تعد كلها في متناول الفقراء، حيث فرزت الازمة اللبنانيين بين معدمين وفقراء ومغتربين. المغترب والذي يحمل معه "دولاراته" يأكل ويشرب وينعم بينما يعاني الفقراء الامرين في حين يتفرج "الثنائي" على مناصريه وبيئته ويتركها لقدرها. في المقابل تتواصل المشاهد المؤسفة بقاعاً وتستمر العتمة الشاملة ليلاً، وينتشر ظلام العصابات والقهر والفلتان نهاراً ليصبح ليل البقاع ونهاره اشد سواداً من الليل الحالك.(بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

الازمة المالية والمعيشية الخانقة، والتي باتت تطال اكثر من 95 في المئة من المقيمين، قد يستثنى منها المغتربون بفعل انهيار الليرة اللبنانية مقابل ما يحملونه من دولارات المهاجر.    

ويعيش الجنوبيون مآس يومية، وتتفاقم يوماً بعد يوم، مع شد الخناق، حيث باتت غالبيتهم في مستوى مدقع من الفقر ويفتقرون الى الحد الادنى من الحياة الكريمة من الماء والغذاء والخبز، وصولاً الى فقدان البنزين والمازوت، واخيراً اللحوم وكلها لم تعد في متناول غالبية اللبنانيين والجنوبيين والبقاعيين.

تتواصل المشاهد المؤسفة بقاعاً وتستمر العتمة الشاملة ليلاً وينتشر ظلام العصابات والقهر والفلتان نهاراً

في المقابل، تتواصل المشاهد المؤسفة بقاعاً وتستمر العتمة الشاملة ليلاً، وينتشر ظلام العصابات والقهر والفلتان نهاراً ليصبح ليل البقاع ونهاره اشد سواداً من الليل الحالك.

إقفال ملاحم بالجملة جنوباً!

جنوباً لم تعد اللحمة في متناول الفقراء، وبحسب أحد أصحاب المسالخ في منطقة صور فإن بيع اللحمة انخفض حوالي ال 80 بالمئة في صور و بلداتها، فقد تدنَّى المبيع من 10 آلاف كيلو إلى 2000 كيلو تقريباً.

و ذلك بسبب ارتفاع الأسعار، حيث ارتفع سعر كيلو اللحم من 120 الف ليرة الى 140 الف ليرة خلال ايام.

و الجنوب كله اليوم يعتمد على 6 مسالخ موجودة في: صور، برج رحال، البازورية، النبطية، الشرقية و العاقبية.

ويقول:” إن هذه المسالخ تعمل حالياً فقط بسبب وجود المغتربين، و لكن من المتوقع ان تقفل غالبيتها بعد شهر ايلول، مع العلم انَّه حتى اليوم اقفل اكثر من نصف الملاحم في الجنوب، و من الطبيعي ان تقفل في الايام القادمة العديد من الملاحم الموجودة في البلدات بسبب ضعف القدرة الشرائية”.

مافيا أصحاب المحطات

وفي ملف البنزين، وعن سبب إقفال بعض المحطات في منطقة صور، قال مصدر من المعنيين بأزمة المحروقات، ” أنَّ محطة بنزين تقع عقارياً تحت سلطة بلدية العباسية، لم تفرِّغ البنزين في خزاناتها منذ فترة. و هي تبيع الصهريج المخصص لها لمحطتين، إحداها لأحد مسؤولي “أمل” و الثانية محسوبة على “حزب الله”. 

إقرأ أيضاً: عقوبات أميركية جديدة لـ«خنق» حزب الله..والحراك الفاتيكاني تحفيزي لا تنفيذي!

ما يعني أنَّ هذه المحطة وعدد من المحطات تبيع الصهاريج التي تشتريها من الشركة الموزعة إلى محطات أخرى، و تستوفي أرباحاً طائلة في ظل غياب تام لأجهزة الرقابة الرسمية. وأمس قطعت طريق عام المجادل – جويا بعد رفض محطة محروقات البلدة فتح أبوابها.

صيدا

وشهدت محطات الوقود، منذ ساعات الصباح الاولى امس، زحمة مواطنين اصطفوا في طوابير بانتظار دورهم لتعبئة البنزين، وعلى الرغم من ارتفاع سعر الصفيحة والتطمينات بأن الازمة في طريقها الى الحل، الا ان مشاهد طوابير السيارات لا تزال على حالها، لا بل تزداد يوما بعد يوم، حيث يسجل اشكالات متفرقة في عدد من المحطات، ( سقوط جريحين في محطة النقيب ) الامر الذي استدعى انتشارا لعناصر الجيش والقوى الامنية، ولا سيما امن الدولة عند مختلف المحطات، لتأمين سلامة المواطنين.

إنتحار جديد جنوباً!

وفي دلالة على صعوبة الاوضاع المعيشية والاقتصادية، سجل الجنوب امس حالة انتحار جديدة حيث عثر على جثة الشاب ع.ا.م ( 45 عاما) مصابة بطلق ناري في الرأس، أمام مدخل منزله في بلدة عين قانا في منطقة اقليم التفاح، و حضرت الى المكان دورية من مخفر قوى الأمن الداخلي في جباع والادلة الجنائية، وباشرت التحقيق.

و بحسب مصدر من البلدة، ان الضحية قضى انتحاراً بسبب اوضاعه المادية السيئة و انسداد الأفق أمامه. 

البقاع: لا ماء ولا كهرباء!

ودخل البقاع كهربائياً على قاعدة “كل صاحب مولد ايد الو”،  حيث فرضت المولدات فاتورة تصاعدية على المواطنين، في ظل تقاعس مؤسسات الدولة عن مراقبة ومتابعة جشع اصحاب المولدات وتسعيراتهم العشوائية، خلافاَ لتسعيرة وزارة الطاقة التي وصلت الى حدود جنونية.

وذلك في ظل ظروف معيشية واقتصادية سيئة، وانعدام كلي لفرص العمل، وانقطاع كامل لمادة المازوت. 

وانعكس ذلك في الفواتير وابتزازاً واضحاً من “كارتيلات المولدات” لعدم قدرة الدولة على ايجاد بديل ولحاجة الناس الملحة للكهرباء.

وانعكس تقنين كهرباء لبنان وكهرباء المولدات  على مياه الشفة، واضطر المواطنون في ظل هذا الوضع الى شراء مياه الاستعمال والشرب، حيث وصل سعر صهريج المياه ال ٢٠ برميل الى 80 الف ليرة، عدا عن كلفة شراء مياه الشرب.

وفي منطقة بعلبك الهرمل أيضاَ يتململ المواطنون من تسعيرة اصحاب المولدات المرتفعة، مع ارتفاع عداد ساعات التغذية البديلة عن التقنين، مبررين عدم رضوخهم لتسعيرة وزارة الطاقة بإرتفاع الكلفة لارتباط جميع الاعطال بسعر صرف السوق السوداء وانقطاع المازوت وشرائه من السوق السوداء حتى وصل سعر الصفيحة الى مئة الف ليرة.

السابق
تسعيرة الـ3900 لن تحل أزمة طوابير البنزين.. هذا ما طلبه البراكس!
التالي
السِّحر ينقلب على «سَحَرة» المرفأ..وصفا «يَزرك» باسيل حكومياً!