فلسطينيو الداخل.. التسمية والواقع والدور والتطلعات

الانتخابات الفلسطينية

يُطلق على هذا المكوّن الرئيس من شعبنا تسميات مختلفة تعبّر عن رأي من يصدرها، وهي بمعظمها تتفق مع مفهوم وحدة الشعب الفلسطيني في مختلف مناطق تواجده. إن أهم هذه التسميات: فلسطينيو الداخل( ألاهم)، الاقلية العربية، عرب اسرائيل، فلسطينيون مواطنون في اسرائيل، فلسطينيون يحملون الجنسية الاسرائيلية، فلسطينيو ٤٨، وعرب ٤٨.

إقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: مأساة عائلية فلسطينية في هنغاريا..طبيب وزوجته وطفلاه يقضون اختناقاً!

ان فلسطينيي الداخل هم الفلسطنيون الذين مكثوا في أرضهم وتمسّكوا بها ودافعوا عنها بعد نكبة العام ١٩٤٨، ويمثّلون ٢١٪؜ من عدد سكان الكيان الصهيوني( أي ١،٨٩٠،٠٠٠نسمة)، وحسب قانون المواطنة الاسرائيلية” حاز على المواطنية كل من أقام داخل الخط الاخضر في ١٤ تموز العام ١٩٥٢” أي عندما أقرّ الكنيست القانون، وبلغ عددهم في العام ١٩٥٢(١٦٧،٠٠ نسمة)، بينما كان عددهم ( ١٥٦،٠٠ نسمة) في العام ١٩٤٨.

يعتبر فلسطينيو الداخل كبقية الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزّةً والشتات هم سكان الارض الحقيقيون ، فقد سكنوها قبل قيام الكيان الصهيوني، واللغة العربية هي لغتهم الأم، وتتماهى الغالبية العظمى منهم مع التراث الثقافي واللغوي العربي والهوية الفلسطينية، والعديد منهم لهم روابط عائلية مع مكوّنات الشعب الفلسطيني المختلفة.لا يعرف الشعب الفلسطيني بأكمله التعصب الطائفي والمذهبي، مع العلم أن أكثريته مسلمون ويشكل المسيحيون ٨٪؜ فقط من عدد السكان ، ويتلقّى ٨٤٪؜ من طلاب فلسطينيي الداخل تعليمهم في مدارس منفصلة عن الاسرائليين اليهود.

تمارس اسرائيل ضد فلسطينيي الداخل التمييز العنصري في السياسة والاقتصاد والامن والثقافة وغيرها

تمارس اسرائيل ضد فلسطينيي الداخل التمييز العنصري في السياسة والاقتصاد والامن والثقافة والتربية والدين ومؤسسات الدولة، ولا يزالوا يتعرضون للعنف والظلم والاضطهاد وسلب الارض وخيراتها، ومصادرتها من أجل توطين المهاجرين اليهود قبل النكبةً وبعدها وحتى اليوم، كما ضيّقت عليهم في الاقامة والمسكن والبناء والخدمات وسبل التعبير عن هويتهم الثقافية وانتمائهم الفلسطيني والعربي والديني ، ورغم أنهم يحملون الجنسية الاسرائيلية لكنهم يعتبرون مواطنون اقل من الاسرائيليين بدرجات. زادت وتيرة التمييز اقتصادياً واجتماعياً منذ سنّ قانون القومية اليهوديةً منذ العام ٢٠١٨ الذي أكّد أن اسرائيل هي الدولة القومية لليهود اينما كانوا ، وحق تقرير المصير لهم فقط.

لا يسمح لفلسطينيي الداخل الخدمة في الجيش والمؤسسات العسكرية باستثناء الدروز والبدو لانعدام الثقة بهم ، لأن الكيان الصهيوني يعتبر ” الخدمة العسكرية رمزاً للانتماء الى الأمة”.

عبّر فلسطينيو الداخل على امتداد العديد من السنوات عن موقفهم الصريح والواضح عل انهم امتداد لمجمل الشعب الفلسطيني

عبّر فلسطينيو الداخل على امتداد العديد من السنوات عن موقفهم الصريح والواضح عل انهم امتداد لمجمل الشعب الفلسطيني ، والقضية الرئيسة هي قضية كل الفلسطينيين ، وهي قضية تحرر وطني من الاحتلال ، واقامة دولة فلسطين الواحدة. إن هذا الموقف الوطني والمظاهرات الشعبية الحاشدة في اكثر من مدينة وقرية في الداخل واهمها ما جرى في اللد وحيفا ويافا ومدن النقب وبئر السبع والجليل الاعلى وخاصة في الناصرة وسخنين ورهط والطيرة والطيبة وام الفحم ودير الاسد والبعنة وطمرة وعرعرة النقب وباقة الغرببةً ومجدلكروم وكفرقرع وقلنسوة، لم يكن وليد الاحداث الاخيرة في الشيخ جرّاح او سيطرة المستوطنين الاكثر تطرّفاً على بعض أحياء القدس، بل نتيجة تراكمات طويلة في مواجهة سياسات القمع والاضطهاد والتعسف والتهجير وسياسات الفصل العنصري المستمرة حتى يومنا هذا .أكّدت أحداث أيار الاخيرة في الداخل الفلسطيني وحدة النسيج الوطني الفلسطيني ، وما تمّ كان جريئاً وشجاعاً ودفاعاً عن الكلّ الفلسطيني.
تؤكّد جميع الدراسات والابحاث والاستطلاعات، أن فلسطينيي الداخل حقّقوا تطوراً جدّياً في وعيهم السياسي أدّى الى نمو خطاب سياسي يقوم على أن مستقبلهم السياسي هو جزءٌ من بنود حل القضية الفلسطينية، وليس على هامش اية تسوية قد تحصل، وهم ليسوا مسألة اسرائيلية داخلية فقط.

إن هذا التطور في الوعي السياسي يجب ان يؤهلهم لاداء دور فاعل في الحركة الوطنية الفلسطينية في المستقبل القريب، وهذا القرار يجب ان يكون مشتركاً بين مكوّنات الحركة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. إن اول من يجب ان يلحظ هذا التطور هو منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لعموم الشعب الفلسطيني ، والتي من واجبها ان تعط هذا المكوّن الرئيس ، بالاضافة الى مكوّن الشتات الدور والمكانة اللتين يستحقانها في المشاركة في تحديد السياسة الوطنية الفلسطينية كبقية المكوّنات الاخرى.

السابق
لبنان يخسر دانيل عبد الخالق.. شيخ الثورة والإعتدال والحوار!
التالي
بالفيديو.. بعلبك تنتفض والشيخ يزبك يرفع الصوت بوجه «تجار الممانعة والدين»!