لبنان يخسر دانيل عبد الخالق.. شيخ الثورة والإعتدال والحوار!

الشيخ دانيل عبدالخالق

خسر لبنان عموماً وطائفة الموحدين الدروز خصوصاً، رجل الحوار والمعرفة والفكر والإعتدال، الذي سطّر بعقله – وهو من الدعاة البارزين لتحكيم العقل والمنطق كما يوصي به دين “التوحيد”- مواقف وطنية شجاعة مع إنطلاقة ثورة 17 تشرين 2019 الذي ناصرها ، داعياً لإحقاق الحق ورفع الغبن عن الشعب المظلوم، ليترجل الشيخ دانيل عبدالخالق يوم امس الأربعاء عن صهوته، بعد صراع مع المرض.

الأستاذ في جامعة الحكمة والناشط في حقل التواصل والحوار بين الاديان، رحل تاركاً العشرات من المحاضرات العابرة لحدود الطوائف الى البعد الانساني الأسمى، وهو الذي شغل لفترة من الزمن موقعاً استشارياً في مشيخة العقل، ومثّلها في العديد من المناسبات في لبنان والخارج.

إقرأ أيضاً: تنوّع ديني في «دور الشباب في الحوار الاسلامي المسيحي»



هذا ونعاه أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ سامي أبي المنى بالقول: “نفذ القضاء الحقُّ وترجّل الشيخ دانيل عبد الخالق باكراً عن صهوة حياته المفعمة بالتديّن والعلم والحوار، ورحل راضياً مرضياً بعد ان صبر على المرض، فكان علماً في حياته التي لم يكتمل ربيعها، وعلماً في صبره الذي لم يهن وتقواه التي اختار ان يحياها منفتحاً. خسارتنا بفقدك كبيرة”.

اما مؤسسة “أديان” فنعته بدورها قائلة: “فقدت أسرة أديان اليوم شخصًا عزيزًا عليها، ووجهًا حواريًا بامتياز، ورجلًا صادقًا ومحبًا، كانت له بصمات في مجال مدّ جسور التواصل مع الآخر والبناء على المشترك، واعتبار التنوّع والتعددية غنى.
لقد ترك الشيخ دانيل عبد الخالق بصمة وإرثًا طيّبًا أينما حلّ، وامتاز بنفحة الأمل والرجاء حتى في فترة مرضه”.

كما نعاه “اللقاء الروحي في لبنان” وهو الذي كان أحد أعضائه، وقال: “إنه رجل الحوار والانفتاح والتنوير الروحي، وكتلة مشعة بالعطاء والعلم والعمل، فرحيله خسارة ليس على طائفة الموحدين الدروز فحسب، بل إنها خسارة وطنية جامعة”، مشيراً إلى أن “الراحل كان نشيطا في حقل التواصل والحوار بين الاديان، وأستاذا في جامعة الحكمة، كذلك له مشاركة فكرية في لبنان والخارج”.

من جهته، غرد العلامة السيد علي فضل الله عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “برحيل الشيخ الدكتور دانيال عبد الخالق نفتقد اليوم عالما كريما ومثقفا مرموقا وانسانا فاعلا عرفته ساحات الحوار والتقريب بين الأديان والمذاهب والثقافات. عاش هموم وطنه وشعبه رافضا الظلم والانقسام والعصبية داعيا للعدل والانفتاح والمحبة والحوار. تعازينا الحارة لعائلته وأهله ومحبيه سائلين المولى ان يلهمهم الصبر والسلوان”.

كما وشارك رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على رأس وفد في وداع عبدالخالق في مأتم مهيب في بلدته مجدلبعنا بحضور عدد كبير من المشايخ ورجال الدين وأهالي البلدات المجاورة.

السابق
كتاب مفتوح إلى بايدن وماكرون: الأمن والسلم مهددان في لبنان!
التالي
فلسطينيو الداخل.. التسمية والواقع والدور والتطلعات