في وقت قررت السلطة الانتفاض على نفسها، في مشهد هزلي لم يشهد له مثيل في العالم ان تنتفض الدولة نفسها بأحزابها على ذاته، اقتصر الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد العمالي بمشاركة احزاب السلطة في مناطق الجنوب . لا سيما صور على المؤسسات العامة، فيما سجل نشاط طبيعي في المؤسسات التجارية في أرجاء المدينة وجوارها.
اقرا ايضا: عندما «تتظاهر» السلطة على الشعب!
ولم يخل هذا التحرك من الرسائل السياسية بين أهل السلطة، اذ احتشد أمام مؤسسة كهرباء لبنان الواقعة على مدخل صور الشرقي العشرات من المياومين والعمال في مؤسسة الكهرباء بمشاركة مسؤولين نقابيين في صور والجنوب وممثلين عن الاتحاد العمالي العام، ورفع المشاركون اللافتات على وقع اغاني وطنية.
وفيما من المعلوم ان غالبية المياومين في الجنوب هم من أنصار “حركة امل” فكانت الصرخة اطلقها رئيس نقابة عمال الكهرباء في الجنوب علي سعد، باسم عمال الكهرباء الذين لم يتم تثبيتهم رغم كل التحركات، بمثابة رسالة تحذيرية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على وقع التأزم الحاصل بينه وبين الرئيس نبيه بري الذي تفجر في اليومين الماضيين على خلفية التأليف الحكومي ومبادرته.
وقال: سعد إن الوضع لم يعد يحتمل على الإطلاق. فقد أصبح المياومون وكل اللبنانيين بحالة يرثى لها. مؤكدا أن عمال الكهرباء سيعمدون إلى وقف أعمال الصيانة اذا لم تلب مطالبهم.
كما تحدث باسم الاتحاد العمالي علي غريب وعدد من النقابيين تناولوا في كلماتهم الوضع الاقتصادي.
