محتشمي مؤسس «حزب الله».. رحيل يستعيد أدوارا شيعية «مريبة» من إيران الى لبنان!

ايران حزب الله
رحل منذ أيام مؤسس حزب الله اللبناني السيد علي أكبر مُحتَشَمي پور، الذي تقلد مناصب عدة من قبل نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، منها منصب وزير الداخلية، ومنها سفير إيران لدى دمشق، وسط اتهامات اعلامية سابقة انه كان السبب الاول في الانقسامات الشيعية داخل ايران وخارجها!

رحلة السيد محتشمي بعالم السياسة في بلاد فارس، بدأت من ” المحافظة والتشدّد” ايام المرحلة الخمينية في ايران بثمانينات القرن الفائت، الى انتخابه نائباً اصلاحيا في البرلمان بعهد خامنئي للدورتين الثالثة والسادسة، يضاف إلى ذلك تقلده منصب المستشار الاجتماعي للرئيس الإيراني الإصلاحي الأسبق الدكتور السيد محمد خاتمي، وكل ذلك إلى جانب عضوية محتشمي للمجلس المركزي لجمعية “رجال الدين المناضلين “، ورئاسته لتحرير صحيفة بيان الإيرانية ..

اقرا ايضا: وفاة أحد مؤسسي حزب الله في ايران.. من هو علي اكبر محتشمي بور؟

     وكانت وفاة محتشمي صباح يوم الإثنين 7 حزيران 2021، متأثراً بمضاعفات إصابته بعدوى تفَشِّي جائحة وباء ڤيروس كورونا التاجي المُستجد، وذلك عن عمر ناهز 75 عاماً في مستشفى خاتم الأنبياء في العاصمة الإيرانية طهران.

مناصب وأدوار متقلبة

     وبالرغم من تاريخ محتشمي الطويل في رفقة قيادات الثورة الإيرانية، سيما قائد هذه الثورة الامام الخميني، وبالرغم من ارتباطه القريب بجُل قيادات هذه الثورة ، وتعرضه سنة 1983 في سفارة إيران بدمشق لمحاولة اغتيال بواسطة طرد بريدي مُفخخ ، إلا أن كثيراً من علامات الاستفهام تدور حول الأدوار التي لعبها محتشمي، في أثناء مسيرة الثورة داخل إيران وفي تأسيس حركات المقاومة خارج إيران .

    فأن يكون وزيراً للداخلية في حكومة رئيس الوزراء الأسبق المير حسين الموسوي، المتهم بالانقلاب على الثورة والتحريض على الفوضى المناهضة للنظام في إيران، والذي اعترف بشكل مفاجىء ان بعض معاونيه – أي معاوني المير حسين – بارتباطهم بأجندة خارجية تُخطط لقلب النظام الإيراني، فيتم القبض على الموسوي ويحشر بالاقامة الجبرية، في حين ان محتشمي بقي حرا طليقا يتقلب في المناصب، هو امر مثير للتساؤل والاستغراب في آن!

 أخطر دور لعبه محتشمي في لبنان هو في تعميق هوة الانقسام العامودي الحاد في الدائرة الشيعية

    كما أن حماس محتشمي في البداية، لتولي منصب سفير إيران في دمشق، وما استتبع ذلك من مشاريع سياسية وتنظيمية بين لبنان وسورية يزيد من التساؤلات حول الدور الذي كان يلعبه الرجل في سياسات إيران الخارجية، خصوصاً بعد تأكيد ارتباطه بالشيخ محمد منتظري الذي كان بدوره داعما لصهره مهدي الهاشمي، الذي تم اعدامه لاحقا بجريمة السعي لضرب جميع الحركات التحررية النظامية، المرتبطة بالنظام الإيراني خارج نطاق الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهذه العلاقة بين محتشمي والشيخ محمد منتظري ترسم معالم دور خطير، كان يلعبه الرجل للايقاع بالمعارضين، أومنع سياسات إيران الخارجية من الوصول إلى أهدافها ..

تأسيس حزب الله وتهميش الصدر

   وأخطر دور لعبه محتشمي في لبنان، هو في تعميق هوة الانقسام العامودي الحاد في الدائرة الشيعية في لبنان، من خلال تشجيع قيام كيان تنظيمي شيعي رديف للكيان الشيعي التنظيمي الذي أسسه المغيب السيد موسى الصدر، وهو تنظيم حزب الله كرديف لحركة أمل الشيعية، الأمر الذي زاد من حدة الخلافات الشيعية في لبنان، وأدى إلى تأخُّر المشروع الشيعي السياسي في لبنان ورجوعه إلى الوراء مئة سنة بعد أن كاد شيعة لبنان يصلوا إلى نتائج النهضة التي وضع أسسها وأرسى قواعدها المغيب السيد موسى الصدر.

كثير من علامات الاستفهام تدور حول الأدوار التي لعبها محتشمي في أثناء مسيرة الثورة داخل إيران 

 فإزاحة خط السيد موسى الصدر عن ساحة جهاده الذي خطفه القذافي، وغيّبه في مهاية شهر اب عام 1978، وتأسيس كيان تنظيمي رديف لحركة  الصدر  التنظيمية في لبنان هو حزب الله، مع ملاحظة دور الصدر في نجاح الثورة ضد نظام شاه إيران ، سيما كلمته الشهيرة للشاه : ” سأنزع العرش من تحت قدميك”، وذلك عندما نزع الشاه من السيد الصدر الجنسية الإيرانية، فكل هذه النقاط تتلاقي وتتقاطع مع دور محتشمي في تأسيس حزب الله، ليطرح السؤال الكبير والخطير نفسه، حول الدور الذي كان يلعبه محتشمي في خلق الانقسامات الشيعية الشيعية داخل إيران وفي لبنان والمنطقة، من خلال الحركة الدبلوماسية التي كان يمارسها بصفته ممثلاً رسمياً للنظام الإيراني داخل البلاد وخارجها.

   ويبقى سر ارتباط محتشمي بتهميش قضية تغييب السيد موسى الصدر، وازاحتها عن المشهدين الإيراني واللبناني، قُبيل تاريخ انتصار ثورة إيران عام 1979 وبعده، يبقى هذا السر أخطر وأكبر علامات الاستفهام، التي تطرح نفسها بقوة، في تقييم الحركة الدبلوماسية التي لعبها محتشمي طيلة مسيرته بين إيران والعراق وفرنسا وسورية ولبنان ودول المنطقة.

السابق
روح «17 تشرين» تعود الى الجنوب.. اطلاق مبادرة «جنوبيون مستقلون» من مدينة الثورة
التالي
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم 15/6/2021