فلتان الأخلاق يُسابق الدولار..والماء يَطفو على سطح البضائع المغشوشة!

بقرة
لم يترك فلتان سعر صرف الدولار مهنة او حرفة او مادة اساسية الا وافسدها وخلخل ذمم القيمين عليها والعاملين فيها.

فـ”سطل الحليب” اي سطل الـ5 كيلو والذي كان قوت العائلة الجنوبية على الترويقة والعشاء بما يؤمنه من لبن ولبنة واجبان وبسعر 7 و8 و10 الاف ليرة قبل فلتان سعر صرف الدولار، بات اليوم 24 الف ليرة بسبب ارتفاع اسعار الاعلاف لكن القصة لا تنتهي هنا!

ويؤكد احد العاملين في هذا المجال لـ”جنوبية”، ان الغش هو المسيطر على هذا المنتج، وبات “سطل الحليب” ساحة للتلاعب من خلطه بالماء، الى خلطه بحليب الماعز وبالحليب الناشف او البودرة، وقبل الازمة والعام 2019 كان حليب البودرة رخيصاً وكانت “بتوفي” خلطه. اما اليوم فالحليب الناشف (البوردة) يحلق ومقطوع من السوق.

ويقول ان الاخطر ايضاً هو خلطه بالنشاء. وبعضهم وفي طريقة غش “احترافية” يعمد الى سحب الدسم او “الخير” من سطل الحليب ليصبح ماءً ابيضَ  لا طعم له ولا دسم فيه. وهذا الدسم يستعمل في معامل الحليب والاجبان والالبان لإستخلاص القشطة والزبدة الحيوانية.

غش زيت زيتون

اما زيت الزيتون فايضاً له طرقه للغش فيه، كما يقول عامل في هذا المجال لـ”جنوبية”، ولكن مع ارتفاع السعر بات الغش مكلفاً، فلا يمكن خلط زيت الزيتون بالماء لانه يطفو، ولا يمكن خلطه بزيت الطعام او “القلي” لان اسعاره مريخية وبات اعلى سعراً من زيت الزيتون.

غش الحليب يتم بخلطه بالنشاء او بسحب الدسم او “الخير” من سطل الحليب ليصبح ماءً ابيضَ  لا طعم له ولا دسم فيه!

اما الغش فيه فيتم بخلطه بزيت زيتون قديم ليس انتاج العام، ويعود الى عام وعامين وربما اكثر، ولا يمكن اكتشاف انه “مبورد” او له طعم غير جديد وزكي، لان المعروف ان انتاج العام يكون كثيفاً وغامق اللون الى زيتي غامق و”حدّ” اي انه طعمه فيه شيء من “الحرورة”.

بنزين وعدادات “ملغومة” وماء!

وعن البنزين والمازوت فالقصة كبيرة. ويقول عامل في هذا المجال لـ”جنوبية”: ان الغش يتم بطرق عدة منها التلاعب بالكيل والعداد وانقاصه اقله 3 ليترات من اصل 20 للتنكة الواحدة، وكذلك تعبئة رواسب الخزانات، بما فيها من رمول ورواسب وماء لتنهك “فلاتر السيارة” وبخاخاتها.

مواد التنظيف

وبالوصول الى مواد التنظيف، والتي باتت تُصنعّ يدوياً وانتشرت معاملها في الجنوب وصيدا والضاحية وصبرا وشاتيلا وداخل المخيمات الفلسطينية، باتت الغش فيها معياراً لانتاج كميات هائلة وبيعها باسعار متوسطة.

إقرأ ايضاً: «العجل المدعوم المُسمّن» يَظهر جنوباً!

وبعدما حلّقت اسعار مواد التنظيف ومساحيق الجلي والغسيل والشامبو، حيث يتم خلط المواد بالماء والملح ومواد كيماوية ضارة وصبغات وكلها مواد خطيرة، تسبب الحكاك والفطريات والامراض الجلدية وبعضها يسبب سرطانات الجلد!

عطورات وزيت وماء!

اما سوق العطورات او العطورات المركبة، فهذا المجال قد نخره الغش وجودة العطر المركب تكون في طريقة خلطه وتعزيزه بـ”الاسانس” او خواص العطر.

وما يجري اليوم يشرحه متخصص في هذا المجال لـ”جنوبية”، ويقول ان مصادر “الاسانس” او الخواص هي فرنسا، وتصدر من دبي الى لبنان باليورو والدولار.

لم تعد العطور المركبة في متناول اللبنانيين وبالتالي الغش يبدأ من تخفيف نسبة “الاسانس” وزيادة السبيرتو لتخفيف الكلفة على الزبون وعلى مُركِب العطور!

وبالتالي العطر الجيد والذي كان يبدأ من 10 $ اصبح سعره اليوم 120 و150 الف ليرة لكل 100 ملم.

وبالتالي لم تعد العطور المركبة في متناول اللبنانيين. وبالتالي الغش يبدأ من تخفيف نسبة “الاسانس” وزيادة السبيرتو لتخفيف الكلفة على الزبون وعلى مُركِب العطور. وعندها تكون النتيجة كارثية لعطر غير جيد ومخلوط بالماء والزيت وفيه القليل من الاسانس اقل من 20 في المئة وبالتالي لا يصلح لشيء!  

السابق
سجال إنتخابي وشعبوي بين «القوات» و«التيار»..و«البرتقالي»: نذهب الى سوريا مرفوعي الرأس!
التالي
مجزرة غزة تتوقف بوساطة مصرية..ووقف إطلاق النار بين اسرائيل و«حماس» قيد الإختبار!