سجال إنتخابي وشعبوي بين «القوات» و«التيار»..و«البرتقالي»: نذهب الى سوريا مرفوعي الرأس!

التيار القوات

لم ينته اليوم الانتخابي السوري الطويل من دون اشكالات ميدانية وسجالات سياسية ولعل ابرزها بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، والذي اتخذ طابعاً سياسياً وشعبوياً وحاول فيه كل طرف ان يشد عصب جمهوره وخصوصاً “القوات” التي خرج جمهورها لقطع الطريق على باصات النازحين الذاهبة الى الانتخابات الرئاسية الشكلية في السفارة السورية في اليرزة ولا سيما ان رئيس حزب القوات سمير جعجع كان قد اعلن ان “من ينتخب من النازحين بشار الاسد عليه ان يغادر الى سوريا فوراً”. اما “التيار” فكانت رسالته انه على علاقة جيدة مع النظام السوري وانه عندما “يزور سوريا سيكون مرفوع الرأس”.

“التيار”

وأصدرت اللجنة المركزية للاعلام في “التيار الوطني الحر” البيان الآتي: “جميع الناس يعرفون أن أول من تصدى لموضوع دخول النازحين السوريين لبنان في عام 2011 عندما كان عددهم لا يزال 3000 نازح، كان التيار الوطني الحر والوزير جبران باسيل وقد رفض وحيدا، وبكل جرأة، عملية دخولهم العشوائية المناطق وعملية تمركزهم في مخيمات تكون موقتة فتصبح دائمة، على غرار ما طالبت به قوى أخرى، وعلى رأسها القوات اللبنانية.

وبقي الوزير باسيل حاملا هذا الملف وطارحا له في كل المنتديات الدولية مما سبب له مشاكل وخلافات عديدة مع الدول، من دون ان ينكفئ، وساهم ووضع كوزير للخارجية مرات عدة، خططا متكاملة لعودة النازحين، الا أن الحكومات كانت ترفض اقرارها، وكانت القوات على رأس الرافضين، فيما هي استلمت لمرتين متتاليتين وزارة الشؤون الاجتماعية المسؤولة مباشرة عن ملف النازحين السوريين من دون ان تفعل شيئا لعودتهم، وقد اعترف احد وزرائها مرة في مجلس النواب بأنه هو من ألغى مشروع احصاء النازحين السوريين تمهيدا لعودتهم الى بلدهم.

إن الأمثلة والحقائق حول مطالبة التيار بعودة النازحين ومعارضة القوات لها كثيرة واسباب ذلك هي استخدام النازحين كورقة ضد النظام السوري ولا يمكن الغاء هذه الحقائق ببيان من القوات، ان هذه الحقائق هي التي تثبت مجددا كذبهم ورياءهم.

لقد فشلت سياستهم ورهاناتهم والبرهان هو مشهد اليوم الذي اغاظهم فانهالوا على الناس بالضرب والاهانات.

اما في خصوص التعامل مع النظام السوري، فنذكر فقط اننا ذهبنا الى سوريا مرفوعي الرأس بعد ان خرجت من لبنان. اما سمير جعجع فقد ذهب الى القرداحة مطأطئ الرأس خلال وجود سوريا في لبنان بعد ان عاونها عسكريا وسياسيا على احتلال القصر الجمهوري واخراج العماد عون منه.

نحن سنبقى مرفوعي الرأس عندما سنذهب الى سوريا، وهو سيبقى مطأطئا… ان قبلت مستقبلا استقباله”.

“القوات”

واعلنت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، في بيان، ان “القوات كانت أول من طالب لبنان الرسمي بتحمُّل مسؤولياته الإنسانية لدى اندلاع ​الثورة السورية​ تجاه نساء وشيوخ ورجال وأطفال نزحوا قسرًا من تحت نير اضطهاد نظام الأسد، وهربوا من نيران العمليات العسكرية التي عمّت المناطق السورية، وبالتالي لا يعيّرنّ أحد “القوات” في هذه المسألة أو أي مسألة أخرى، ومطالبة “القوات” كانت مشروطة دائمًا بتنظيم مدروس لإقامة العائلات المضطهَدة وليس عشوائيًّا كما حصل عن سابق تصور وتصميم، وذلك تسهيلا لعودتهم ومنعًا لتغلغلهم في الأحياء السكنية”.

ولفتت الى ان “بعض قياديي “​التيار الوطني الحر​” انبروا مُدَّعينَ بإعادة النازحين، بينما بحسب زعمِهِم “القوات” حالت دون ذلك، ولهؤلاء نقول إنه في العام 2011 مع اندلاع الثورة السورية وما بعده في السنوات التي تلت كان “التيار الوطني الحر” ممثلاً في الحكومة بـ10 وزراء لوحده ومن دون حلفائه، في حكومة من لون واحد، وبالتالي هو يتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية، و”القوات” كانت خارج الحكومة، ووجهة نظرها معروفة لجهة ضرورة تنظيم هذا الملف عبر إنشاء مخيّمات على الحدود ترعى هذه المسألة، وهو ما تمّ رفضه والإصرار على عشوائيّة دخلوهم للاعتبارات السياسية المعروفة لدى محور 8 آذار، ومنذ العام 2016 أصبح لـ”التيار الوطني الحر” رئيسًا للجمهورية وأكثريّة وزاريّة ونيابيّة فماذا فعلوا لإعادة النازحين غير المزايدات الكلاميّة لاعتبارات شعبويّة في الشكل، وسياسيّة في المضمون، بغية تغطية قرار إبقائهم في لبنان، ترجمة لقرار ​النظام السوري​ وتوجّهاته برفض عودة النازحين”.

إقرأ ايضاً: «إنتخابات السفارة» تابع..«الثنائي الشيعي» يَستنفر القضاء بعد التعرض لمواكب النازحين!

وبيّنت انه “مع توقُّف العمليات العسكرية الكبرى في سوريا طالبت “القوات” وسعت لإعادة النازحين الى بلادهم، ولكنّها كانت تسعى حيث يمكن للسعي أن يؤدّي الى نتيجة، على غرار الطلب من ​المجتمع الدولي​ عمومًا والسلطات الروسيّة خصوصًا إقامة منطقة عازلة على الحدود اللبنانية-السورية من الجهة السورية، بينما جُلَّ هدف “التيار الحر” من هذه القضية كان ​تحقيق​ غاية بشار الأسد في إعادة تعويمه سياسيًّا، في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني أنّه ضدّ عودة النازحين لأسباب ديموغرافية، ولو كان مع إعادتهم لماذا لا يفتح الحدود لاستقبالهم، ولماذا لا يبدأ بإعادة كل من اقترع له في ​السفارة السورية​؟ وفي الأحوال كافّة، لماذا لا يتّخذ “التيار الوطني الحر” قرار إعادتهم طالما أنّ لديهم ثلاثية الرئاسة الأولى وحكومة ​تصريف الأعمال​ التي هي من لون واحد وأكثرية نيابيّة؟ والإجابة بكل بساطة لأنهم كذابون ومنافقون”.

ولفتت الى ان “اللاجئ تعريفًا بحسب القانون الدولي “يخسر صفة اللاجئ عندما لا يعد يخاف من سلطة موطنه الأصلي”، وبالتالي على كلّ نازح اقترع للنظام السوري أن يُكمل طريقه من السفارة في الحازمية إلى مناطق النظام في سوريا لا أن يعود أدراجه من حيث أتى للتصويت لهذا النظام، وإذا قفزنا فوق هذا التعريف فمن غير المقبول أساسًا أن يتذرّع بعض جماعة الأسد في لبنان بالانتخاب في السفارة من أجل القيام بعراضات مقصودة، تخللها رفع أعلام وصور وهتافات وأناشيد في عمق المناطق اللبنانية عمدًا، ممّا استفزّ أكثريّة اللبنانيين المسالمين والآمنين وأدى إلى بعض الإشكالات التي عمل الجيش و​قوى الامن الداخلي​ على تطويقها بسرعة، واذا كانت ذاكرة بعضهم تخونه، أو حتّى أخلاقه، فنحرص على تذكيره بأنّ نظام الأسد لم يترك بيتًا في لبنان إلا ودمّره، ولم يترك منطقة إلا ونكّل فيها، ولم يترك عائلة إلا وأبكاها، وحتى اللحظة ما زال هناك المئات من اللبنانيين، مجهولي المصير، في أقبية هذا النظام، وفي الأمس القريب قام بتفجير ​مسجدي التقوى والسلام​ وأرسل ​ميشال سماحة​ مع عشرات الكيلوات من المتفجرات لتفجيرها في لبنان، فإن ننسى لن ننسى”.

السابق
«إنتخابات السفارة» تابع..«الثنائي الشيعي» يَستنفر القضاء بعد التعرض لمواكب النازحين!
التالي
فلتان الأخلاق يُسابق الدولار..والماء يَطفو على سطح البضائع المغشوشة!