الجنوبيون جوعى و«حزب الله» منشغل بالأسد..والإفلاس يَشل مؤسسات البقاع!

طوابير امام محطات البنزين جنوبا
الجنوب يغلي على وقع رفع الدعم وتحول العيش الى جحيم في ظل انشغال "حزب الله" بانتخابات الاسد وبمزايداته في الملف الفلسطيني وغير عابىء بما يكابده الجنوبيون يومياً. في المقابل افلاس الدولة وشح ماليتها ينعكس على كل مرافق الحياة ومنها المؤسسات الرسمية التي تعنى بشؤون الناس حيث خرجت معظم دوائر البقاع المالية عن الخدمة بسبب عدم توفر الطوابع والورق والمحابر! (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

الجنوبيون يموتون مليون مرة يومياً لتأمين رغيف الخبز الناشف وقوت يومهم ولا يجدونه، في حين تطوقهم الازمات، ورفع الدعم، والذي لم يوفر صنفاً، حتى البنزين والدواء بات عرضة للزيادات العشوائية.

ويقول مواطنون لـ”جنوبية”، ان التلاعب بعدادات البنزين وبسعره بات امراً شائعاً. وفي حين ان سعر صفيحة الـ20 ليتراً و95 اوكتان هو 39 الف ليرة، تبيع بعض المحطات الصفيحة بـ45 الفاً ويتذرع اصحابها انه بنزين 98 اوكتان. بينما يؤكد احد تجار المحروقات لـ”جنوبية” ان لا بنزين 98 اوكتان في الاسواق وكله كذب وغش.  

اما الدواء فباتت اسعاره تتفاوت من صيدلية لاخرى، فإن بعض الصيدليات تزيد مبالغاً جراء تأمين الادوية المفقودة. وتتذرع انها تشتريها من صيدليات اخرى وهناك كلفة نقل. ولكن هاجس رفع الدعم والشح في الادوية وتهافت المواطنين، يجعل من اي سعر مناسباً للمضطر في مقابل ما يحكى عن مضاعفة سعر الادوية اذا ما رفع الدعم كلياً!

“حزب الله” يضغط على بعض المترددين من السوريين في انتخاب الاسد ضمن مناطق نفوذه جنوباً وبقاعاً وفي الضاحية

اما “الثنائي الشيعي” وخصوصاً “حزب الله”، فهو في واد آخر وعالم مختلف، وباله كله ليس في جوع اللبنانيين والشيعة والجنوبيين والبقاعيين، بل هو منصب على فلسطين والقدس وما يجري فيها، لانها قضية تعتبر وقوده الشعبي والسياسي رغم قداسة القضية واهميتها عند العرب والمسلمين واللبنانيين.

ولكن المتاجرة فيها، وكذلك بقضية ترشح الرئيس السوري بشار الاسد لولاية رابعة، ولافت تحمس “حزب الله” ومحازبيه لهذه الانتخابات وكأنه يخوض معركة الاسد الانتخابية ايضاً بعد معركة دعمه ومنع سقوطه عسكرياً.

إقرأ أيضاً: لحوم «حزب الله» المدعومة على «المجوز مفرد»..وغليان جنوبي وبقاعي مع رفع الدعم!

ويضغط “حزب الله” وفق معلومات لـ”جنوبية” على بعض المترددين في انتخاب الاسد في السفارة السورية في بيروت، من السوريين في مناطق نفوذه جنوباً وبقاعاً وفي الضاحية.

رفع الدعم يطوق الجنوبيين

وكأنَّ الجنوب يستسلم لقرارات السلطة التي لا يمكن أن تنفذ الاَّ بقبول من “الثنائي الشيعي”. حيث اقفل امس عدد كبير من محلات بيع اللحمة و محلات بيع الفروج، بسبب نهاية صفقة المدعوم كما وقف الأهالي بالساعات أمام محطتين فتحتا أبوابهما في منطقة صور لتعبئة 20 ليتر بنزين، كل هذا و الخوف من القادم أسوأ.

متى تنصب خيم شاطئ صور؟

ومع ارتفاع درجات الحرارة، امس الاحد، قصد الكثير من محبي بحر صور وشواطئها الرملية الساحرة ليمضوا عطلة نهاية الأسبوع مع عائلاتهم وأصدقائهم.

وحلَّ مئات المواطنين من مختلف المناطق اللبنانية ضيوفا على شاطيء مدينة صور الجنوبي، و افترش هؤلاء الرمال بعدما صحبوا معهم لوازمهم لتمضية عطلة نهاية الاسبوع.

و ركنت العديد من السيارات عند جانب الكورنيش ما تسببت بزحمة سير كبيرة، و عن سبب عدم الركن في الاماكن المخصصة لها في مواقف الخيم، فذلك لأن بلدية صور لم تسمح بعد للخيم البحرية المستثمرة بمباشرة عملها.

وكل عام و قبل هذه الفترة كانت البلدية تعلن عن شروط استثمار الخيم و تدعو الناس لتقديم طلبات للحصول على إذن استثمار خيمة، و لم تقم بذلك حتى اليوم بسبب جائحة الكورونا و عدم موافقة المعنيين.

و عن هذا الأمر قال أحد أصحاب الخيم: ” لم تسمح لنا البلدية بعد بمباشرة اعمالنا، رغم امتلاء الشاطئ بالزوار، الأجدى ان نفتح أبواب رزقنا، عسى أن نعوِّض خسائر العام الماضي، و عن عقد استثمار الخيمة، سيبقى عقد السنة الماضية ساري المفعول لأننا لم نستفيد منه بسبب الإقفال، كما انّ البلدية ستلغي رسوم هذا العام”.

البقاع

ووصلت الازمة الاقتصادية ومترتباتها الى مالية قصر عدل زحلة لتعطل الناس، بانقطاع القرطاسية، وخاصة الإيصالات في مالية زحلة ما يفتح باب الرشى لبعض الموظفين وابتزاز المواطن للاسراع بانجاز معاملته.

وينقل مواطنون لـ”مناشير” أن هذه الاشكالية بدأت منذ نحو اسبوع، فيتعرضون للتاخير في انجاز معاملاتهم خلال دفع محاضر مخالفات السير التي نظمت بحقهم.

كما شكا مواطنون قصدوا مالية زحلة لدفع كفالات مالية لموقوفين ما يؤدي  الى تأجيل اطلاق السراح،  وزيادة في الغرامة.

وقال احد المواطنيين أنه اراد دفع كفالة مالية لسجين من اجل إخلاء سبيله، فتفاجأ برد الموظف لأن يؤجل له دفع الكفالة وإخلاء سبيل السجين 10 ايام، بحجة أنه لا يوجد ورقة لطباعة الوصل.

وعند الحاح المواطن على اتمام المعاملة طلب الموظف مبلغاَ ليتسنى له تأمين نموذج الوصل الذي يريده.

افطارات انتخابية سورية مخالفة للتعبئة

ويبدو ان التعبئة ومنع التجمع والاكتظاظ والاحتفالات والافطارات، لا تشمل مؤيدي النظام السوري والحملة الانتخابية للرئاسة السورية، او بالاحرى أن وزيري الصحة والداخلية عيونهما لا ترصد مخالفات “الممانعة”، ما حصل مساء امس الاول في بلدة برالياس اثر دعوة احد محازبي حزب البعث خالد سيف الدين الى حفل افطار حاشد في دارته في برالياس، أثار حالة من البلبلة والتساؤولات عن هذه الدعوات والتلويح بعبارات التخوين والتهديد وابتزاز النازحين.

وسأل احد أصحاب المطاعم المقفلة في البقاع لماذا وزير الداخلية دائماَ قراراته استنسابية، لا تمس احزاب وقوى ٨ اذار.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 9/5/2021
التالي
«تحرير» الودائع مقابل «لحس» الدعم..ومشاورات لإطلاق «جبهة معارضة»!