عندما يدكّ «العهد المستقوي».. ما تبقى من الجمهورية!

ما تزال عملية تشكيل حكومة إنقاذية للوضع الاقتصادي في لبنان تراوح مكانها، بل تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، وتضيق أفق الفرج بارتفاع الأسعار وفقدان الدواء والغذاء ..

 الطبقة السياسية في لبنان عاجزة عن حل الأزمات والشلل يُخيم على مساعي الحلول الداخلية أمام تصَلُّب المواقف من أطراف النزاع .. 

اقرا ايضاً: دياب لعون ونصرالله عن تفعيل «التصريف»..«كش ملك»!

ويأتي موقف العونية السياسية المتشدد في هذا السياق، فبعد أن كان للعونية السياسية دورها الرائد في الحرب الأهلية اللبنانية التي انتهت بنفي العماد ميشال عون إلى فرنسا ليعود بتسوية سياسية أخرجت القوات العسكرية السورية من لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وليقوم بتأسيس تيار سياسي أوصله بتحالفه وتفاهمه مع حزب الله لسُدَّة رئاسة الجمهورية ..


حلف جهنم!

بعد كل ذلك بدأ لبنان بسلوك الطريق نحو جهنم الموعودة التي وعد بها عون اللبنانيين قبل شهور، ونرى بعض ملامحها اليوم، وقد نشهد ما هو أعظم من ذلك في قابل الأيام فيما لو بقيت الملفات دون معالجة حقيقية تبدأ بتشكيل حكومة فاعلة لا مفعول بها .. 

وبدا للبنانيين ان هذا التحالف هو حلف جهنم حقيقي، مهمته تعطيل تشكيل الحكومة وتعطيل البلد، وتلعب العونيةالسياسية الدور الأبرز فيه مستقوية بتحالفها وتفاهمها مع حزب الله ..      ففي الحديث عن الأحجام السياسية فإن التيار العوني لا يشكل أكثر من ربع المسيحيين اللبنانيين في داخل لبنان، كما لا تتجاوز نسبة تمثيله للمسيحيين اللبنانيين في الخارج نسبة العُشْر من مجموع المسيحيين اللبنانيين الحائزين في الخارج على الجنسية اللبنانية، والذين لهم حق المشاركة في الحياة السياسية في لبنان، والدليل على صحة هذه الدراسة ما رأيناه من نسب لمشاركة هؤلاء في الانتخابات النيابية الأخيرة .. 

وأما بقية المسيحيين اللبنانيين في الداخل والخارج فينتمون إلى تيارات سياسية متنوعة ومتفاوتة ومختلفة، والأكثر منهم هم من المستقلين الذين لا يتعاطون الشأن السياسي .. 
وبذلك لا تستطيع العونية السياسية بهذا التمثيل، أن تَجُرَّ جميع المسيحيين اللبنانيين في داخل وخارج لبنان للقبول بمشروعها السياسي، فضلاً عن أن تفرض مشروعها هذا على كل اللبنانيين ..
   

من أين حصلت هذه العونية السياسية على قوة التعطيل؟ 

 مما لا شك فيه أن العونية تستقوي بتحالفها مع الحزب الأقوى عدة وعديداً في لبنان، ألا وهو حزب الله، لتستغل حاجته إلى حليف مسيحي، ولتفرض بقوة خياراتها مما يُحمِّل الحزب تبعات ذلك بطريق غير مباشر، وبالتالي يكون حزب الله هو المسؤول غير المباشر عن التعطيل الحالي القائم في البلاد، وهذا بالتالي يتطلب من قيادة حزب الله مراجعة حساباتها التحالفية في الشارع المسيحي، التي باتت تُكلِّفها وتُكلِّف بيئتها الحاضنة أكلاف باهظة، أخطرها حالياً ما نشهده من التدهور المالي والنقدي وتفاقم الأزمات المعيشية والحياتية .. 
     فهل سيستجيب حزب الله لمطالب السواد الأعظم من اللبنانيين بتعديل تفاهماته السياسية الداخلية اللبنانية في الشارع المسيحي لكي يرفع عن نفسه تهمة التعطيل القائم، ام ان هذا التعطيل العوني هو بتنسيق وربما بتعليمات من الحزب كنا يقول مراقبون، من اجل وضع لبنان ورقة اقليمية ضمن اوراق معسكر الممانعة التي تقوده ايران.

السابق
الدولار يتراجع في السوق السوداء.. كم سجل مساء اليوم؟
التالي
الإنقسام بين «أمل» و«حزب الله» يتمدد إلى المقابر..«مقاطعة ضمنية» للمآتم «الكورونية»!