جوي لحود: الثورة انقسمت وسطوة السلاح تمنع التغيير

تظاهرة

في ظل استمرار عجز السلطة عن لجم الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي الذي بلغ مستويات خطيرة، وتلهّي المنظومة السياسية بنزاع حول حكومة لم تولد بعد، عادت التحركات الاحتجاجية وقطع الطرق في مختلف المناطق في مشاهد اعادت الى الأذهان ثورة 17 تشرين الاول 2019 لا سيما بعدما أعاد الثوار نصب الخيم في ساحة الشهداء والدعوات لتحركات احتجاجية.

اقرا ايضا: «أمل» «تركب موجة» الحراك الجنوبي..وطوابير «الإذلال» تتمدد!

وعلى وقع الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار مع تجاوزه عتبة الـ15 ألف أمس، انفجرت الازمة المعيشية – المالية – الحياتية، بأبشع مظاهرها، الا انه لم تغصّ ساحات الاعتصام بالحشود الكثيفة، بينما يقتصر المشهد يوميا على قطع الطرقات في عدد من المناطق من قبل الناس الغاضبين تعبيراً عن سخطهم وهلعهم وخوفهم على مصيرهم.

فأين مجموعات الثورة، وهل انكفأت 17 تشرين؟

في هذا السياق، رأى المحامي والناشط في ثورة “17 تشرين” جوي لحود في حديث لـ “جنوبية” ان الأعداد الضئيلة مردها ان ساحة الاعتصام مقسومة الى 3 اقسام”، موضحا انه “بعد ما يقارب العام والنصف على 17 تشرين، انفرزت الثورة سياسيا ولا يمكن الحديث عن ثورة واحدة”.

وأشار انه “أصبح واضحا لا سيما بعد انفجار بيروت، واغتيال لقمان سليم وكذلك كلام البطريرك الراعي ان القنوات السياسية داخل الثورة بدأت تفرز نفسها، لافتا ان ثمة اشخاصا في الشارع همها الأساسي المطالب المعيشية، ولكن ثمة اشخاصا اخرين ينزلون الى الشارع تلبية لمطالب زعيمهم لغاية اجندات سياسية وتوجيه رسائل معينة وكذلك عرض عضلات، وثمة اشخاص يرفعون رايات سياسية واضحة منهم يساندون البطريرك عبر المطالبة بسيادة لبنان وحياده والدعوة الى مؤتمر دولي. وبالتالي الشعارات متفاوتة في مختلف الساحات”.

بعد ما يقارب العام والنصف على 17 تشرين، انفرزت الثورة سياسيا ولا يمكن الحديث عن ثورة واحدة

وأشار ان ثمة تلاقي بين بعض مجموعات الثورة والأحزاب التي يقال عنها سيادية، فيما فئة على الأرض تفضل العيش تحت حكم ميليشيا وهو ما يتلاقى مع الثنائي المسلح، وهذا الأمر قد يكون إيجابيا، اذا استطاع الثوار ايصال رسالتهم، أو سلبيا في حال استطاعت الأحزاب جرهم حيث الحسابات والاجندات السياسية”.

وعن عودة زخم الثورة والدعوات للتحركات الاحتجاجية في الأيام المقبلة، قال لحود إن “الساحة مقسومة للأسباب التي ذكرت سابقا، وبالتالي يتحرك المحتجون في مختلف المناطق وتحت شعارات مختلفة، وهو ما يفسر تراجع زخم ثورة 17 تشرين”.

الى ذلك رأى ان “هذه التحركات الاحتجاجية لن تتوقف وستتفاقم، ففي حين استطاعت السلطة السياسية ضخ الأموال في محاولة لفرملة الانهيار إضافة الى التعبئة العامة بسبب “كورونا”، لكن اليوم لم يعد بإمكانهم تهدئة الناس بسبب نقص السيولة، وبالتالي الانفجار الكبير اقترب وهو ما قد يفجر ثورة شعبية كبيرة”.

وعن إمكانية ان تحرر هذه الأزمة الشعب اللبناني من زعمائهم وطوائفهم، قال لحود “هذا الأمر هو أقصى طموحنا، لكن لبنان بلد طائفي وثمة قوة قاهرة وخروج عن القانون والعدالة، وهو ما يدفع العديد من المواطنين الى التردد للنزول الى الشارع والتعبير عن اعتراضهم”.

كما شدد لحود انه في ظل سطوة السلاح لا إمكانية للتغيير، لأن السلاح يخلق انعدام في التوازن بلبنان ويضرب العقد الاجتماعي المتفق عليه، وكذلك يخلق سلطة “فيتو” اعلى من الدستور والقضاء والمؤسسات وبالتالي لا يكمن اصلاح أية مؤسسة في لبنان طالما هناك قوة قاهرة”.

واشار انه “ثمة تخوف من الوقوع في فخ حكومات التسوية الداخلية لأنه بذلك يتم تجديد ازمة التعطيل التي نعيشها منذ عام 2008 حتى اليوم، لذا يجب الخروج من لبنان والذهاب نحو التدويل بحيث يكون ثمة مظلة دولية تحاول اقلّه اجراء توازن على طاولة المفاوضات”.

السابق
اقفال تام.. لا صيدليات غدا!
التالي
الخبيرة الاقتصادية منصور: الانهيار سيفكك بيئة «حزب الله» بين منتسبين والجمهور الساخط!