حزب الله ومواجهة بكركي باسلوب سبق له استعماله؟

ادرك حزب الله ان توصيف البطريرك الماروني بشاره الراعي للمشكلة اللبنانية دقيق ومنطقي وليس عبثي…

يعلم حزب الله ان ما رفعه البطريرك الماروني، من شعارات وعناوين، من الممكن ان تشكل خارطة طريق للمرحلة المقبلة، وتمس جوهر المشكلة اللبنانية كما تقدم حلاً لا يمكن التغافل عنه.. وترفع يد حزب الله عن السلطة اللبنانية..؟؟

ويدرك حزب الله ان ما يطرحه البطريرك من قضايا سياسية وامنية واقتصادية واجتماعية، تهم كل لبناني وليس ابناء طائفة او مذهب..

اقرا ايضا: الراعي يحكي عن «حزب الله» ليسمع.. عون!

ولاحظ حزب الله ان خطاب البطريرك لا يخدم دولة خارجية او محور اقليمي كما لا يتناغم مع مشروع خارجي مهما كانت تسميته

وفهم حزب الله ان الرد على البطريرك بطرق مباشرة سوف يفقده بعض التضامن المسيحي المطلوب والذي يؤمنه له جزء من جمهور التيار الوطني الحر .. الذي يمثله جبران باسيل..

لذلك حرصاً وتجنباً واستدراكاً للوقوع فيما لا تحمد عقباه ولا يتمناه بل بالاحرى ويخشاه حزب لله ..

فإن حزب الله، بقنواته الرسمية وادواته القيادية ومحاوره التنظيمية احجم عن الرد، لانه يدرك ان الرد قد يتسبب بما لا قدرة له عليه من خسارة ما بقي له من حلفاء يقدمون له الغطاء الرقيق والشفاف الذي بالكاد يكفي ليغطي او يحجب عن حزب الله مذهبيته وطائفيته وانخراطه في مشروع تدميري للبنان وعابر للدول العربية وعلى حساب الشعب اللبناني ومصالح ابنائه..ويخدم دولة ايران ومشروعها فقط دون اعتبار للاخرين..؟؟؟

إطلاق الرد المدروس

من هنا وبناءً على ما تقدم فقد بدا رد حزب الله التدريجي والمدروس على موقف البطريرك ومن يؤيده.. ولكن كما يشاع فإنها كلها كانت بطلب وتوجيه وارشاد وايحاء وتحديد نقاط..؟؟؟

مقدمات اخبارية تلفزيونية وصحافية عالية النبرة لكنها غير صادرة عن موقع حزبي رسمي

تصريحات لكتاب واعلاميين ومجموعات مؤيدة وتابعة ومرتبطة لحزب الله ولكنه غير مسؤول عن تصريحاتها

تعدد التصريحات الصادرة عن معممين غير شيعة واخرى مشايخ شيعة من غير معممي حزب الله او ان لهم علاقة مباشرة بحزب الله

تصريح عالي النبرة من الشيخ احمد قبلان لكن لا يمكن محاسبة حزب الله على ما قاله الشيخ قبلان

شتائم وكلام ممجوج وفلتان يتصدر وسائل التواصل الاجتماعي

وبالتأكيد علينا انتظار المزيد من هذه التصريحات التي يقودها فريق متخصص ليعيش المواطن اللبناني اجواء التجاذب كل يوم فلا يتم استهلاك تصريحات الادوات جميعهم في يومٍ واحد او ايام قليله وفترة وجيزة…؟؟

الاستثمار في التضخيم الاعلامي والفوضى السياسية المفتعلة

طبعا المقصود من كل هذا اظهار اجواء التضامن مع حزب الله الى جانب تظهير اجواء رافضة لموقف البطريرك وطروحاته..وبالتالي تصوير ان هناك انقسام عامودي في المجتمع اللبناني يجب تداركه ومعالجته قبل فوات الاوان..؟؟؟؟؟؟

بعد كل هذا التحضير ياتي تسريب معلومة على لسان وقلم صحافي لصيق بحزب الله ومشروعه بأن الايام المقبلة خطيرة وبالغة الخطورة نتيجة التطورات السياسية التي يعيشها لبنان..

ويتبعها دعوة للحوار لاخراج لبنان وسياسييه وقادته واحزابه ومجموعاته من اجواء المواجهة الى ميدان وساحات الحوار … كيف..؟؟

تنطلق الدعوات الاعلامية للحوار وضرورته لتجنب المواجهة في الشارع..

الدعوة للحوار لاستيعاب اي تدخل دولي في شؤون لبنان واستقواء فريق على فريق

اعلان استعداد بعض القوى السياسية بناءً على ايحاء وتوجيه انها قادرة على لعب دور الوساطة وتقريب وجهات النظر بين الفريقين.

طبعاً حزب الله سوف يقبل الحوار ويرحب بالوسطاء، والوساطات ويشكر كل من قام بها حرصاً على لبنان واستقراره ودرءاً للفتنة وافشالاص للمؤامرة الصهيونية، وفي نفس الوقت لا يمكن ادانة حزب الله لانه لم يصدر على لسان احد مسؤوليه اية اشارة او رد فعل سيئة بحق البطريرك باستثناء التحذير من ان الوصاية الدولية تشكل وصفة حرب يجب تجنبها كما قال نصرالله في خطابه الاخير…

ما هدف حزب الله من هذا كله

استيعاب الصدمة الاعلامية واجواء التفاعل السياسي وردات الفعل المؤيدة لخطاب وكلمة البطريرك

اعطاء اشارة للخارج قبل الداخل انه حزب سياسي محاور وليس ميليشيا مقاتلة

فهم حدود دور البطريرك على الساحة الداخلية وحجم التأييد الدولي لهذه المبادرة وفي نفس الوقت زعزعة الالتفاف حولها..؟؟ من خلال ضرب بعض ثوابتها او التشكيك بالتفاهم وتالاجماع عليها..

اعادة ملف التجاذب الى الداخل اللبناني ومناقشته بين القوى اللبنانية الضعيفة والهزيلة وغير المنهجية في تفكيرها وممارساتها ومسارها السياسي.. وحزب الله هو الاقوى.. ويعرف ما يريد..؟؟

يدرك حزب الله انه الاقوى على الساحة ويملك من الحضور الاعلامي والسياسي والامني ما يجعله يخرج منتصراً من هذه الجولة على القوى السياسية اتي اشرنا اليها..

الخلاصة

ومن بعد ذلك ومن بعد هذا كله… يبدا تمييع المبادرة، بطلب توسيع الحوار وضم قنوات وادوات ومجموعات جديدة واضافية تحت عنوان الحرص على الانسجام الوطني ومشاركة اكبر شريحة ممكنة.. ومن ثم يستثمر حزب الله في طموحات بعضها اسياسية بتوزيع المواقع والمكافآت على رموزها…وقد يتم تشكيل حكومة ايضاَ اذا لزم الامر.. لان حماية المشروع اهم من مصالح اللبنانيين… ومن ثم يتم تطوير التواصل مع اكبر شريحة ممكنة من القوى السياسية والمجموعات الحزبية والشعبية لاعطائها دور سياسي او اطلالة اعلامية وتكثر تفسيرات المبادرات واهمية اعطاء افرصة وتجنب الفتنة والمواجهة الداخلية والكثير من العبارات والمصطلحات غير المجدية حتى يقع الخلاف بين المكونات التي كانت تلتف حول البطريرك ومبادرته.. ولنا في اللقاء التشاوري النيابي السني عبرة ونموذج…؟؟

وهنا يمكن القول .. أن من كثر كلامه كثرت سقطاته واخطاؤه ..وبالتالي تنتهي المبادرة وتضيع فرصة خلاص وانقاذ لبنان.. ولمن يتساءل نقول لقد سبق لحزب الله ان مارس هذا السيناريو وهذ الاستراتيجية من قبل..؟؟؟؟؟ في مواجهات سياسية مختلفة ….!!

لذا الحذر من الوقوع في هذا الفخ الذي عشناه سابقاً في تداعيات ونتائج الاتفاق الرباعي عام 2005.. واتفاق الدوحة عام 2008… واتفاق بعبدا…وحكومات التوافق الوطني… واخرها كان التسوية الرئاسية…والتحقيق في جريمة المرفأ..؟؟؟

السابق
نجل عادل إمام يدافع عن مسرحية والده: «قدمته بصورة جيدة»
التالي
الدولار بـ«١٠ آلاف».. حبيقة يُحذر عبر «جنوبية» من الارتفاع الأسوأ!