مع اختناق الشعب ونفاذ صبره في ظل ارتفاع الأسعار والغلاء المعيشي، يبدو مشهد قطع الطرقات واشعال الإطارات والاحتجاجات وكأنه متوقعا، غير ان التوقيت تُرك للحظة الانفجار العارمة مع تخطي الدولار الـ10000 ليرة. هذا الارتفاع الجنوني ترافق منذ صباح اليوم مع تحركات في مناطق عدة، وشهدت بعضها حالات كر وفر بين المحتجين والجيش. وفي هذا السياق، حمل وزير الداخلية السابق مروان شربل عبر “جنوبية” المنظومة الحاكمة مسؤولية الانهيار الحاصل ودعا الحكومة المستقيلة الى الاجتماع سريعاً.
اقرا ايضاً: الدولار بـ«١٠ آلاف».. حبيقة يُحذر عبر «جنوبية» من الارتفاع الأسوأ!
ومع تطور الاحتجاجات وتوسّعها وتصاعد التحركات التي وحدتها المطالب المعيشية والنقمة من ارتفاع الاسعار والغلاء، بدا واضحا و ىمبرمجا” تأخر محتجون بالنزول الى الشوارع في مناطق جنوبية (صور والنبطية) وفي الضاحية الجنوبية (المشرفية) ، في حين برزت في مناطق مثل غزير، جل الديب والدورة هتافات مناهضة لرئيس الجمهورية مع دعوات لاستقالته، وتحدثت مصادر مطلعة لـ “جنوبية” عن “توجيه رسائل متبادلة في الشوارع المتقابلة سياسياً فما يمكن اطلاقه من شعارات في مناطق محسوبة على فريق سياسي معين لا ينطبق في مناطق أخرى، وان كان العامل المشترك هو الهم المعيشي والجوع، لن تتاخر الأحزاب السياسية عن استثمار اوجاع الناس وهمومهم لتسخيرها وفق ما تقتضيه مصالحهم، وربما لتوجيهها بحسب اهوائهم فيما بعد”.
مصادر مطلعة لـ “جنوبية”: رسائل متبادلة في الشوارع المتقابلة سياسياً
فالسلطة عاجزة اليوم عن الإجابة على مطالب المحتجين، فدولار السوق السوداء لا حسيب ولا رقيب لانفلاته وجنونه، والمحروقات والطحين وغيرها من مقومات العيش الأساسية بات وجودها في الاسواق على المحك.
وأمام هذا الواقع قال شربل : “لو رأيت غير هذا المشهد لكنت تفاجات..، ولا يمكننا اليوم ان نطلب من الموظف والعامل والطالب والعسكري ومن الشعب عموما ان يهدأ وهو لم ير أي حل للازمات التي تعصف في البلد”، معتبراً ان”النظام موجود ولكن المنظومة السياسية لا تطبق الدستور ولا تتفاهم”.
شربل لـ”جنوبية” : لا يمكننا اليوم ان نطلب من الموظف والعامل والطالب والعسكري ومن الشعب عموما ان يهدأ وهو لم ير أي حل للازمات التي تعصف في البلد
وسأل شربل: “كيف سترد المنظومة الحاكمة على مطالب المواطنين بدءًا من الغلاء الذي اوصلهم الى الجوع، والضحايا الذين قضوا بانفجار المرفأ ولا تحقيق انصفهم، ماذا ستقول لهم عن أموالهم المنهوبة والمسروقة؟”.
وتابع: “حتى لو لم ينزل الناس الى الشارع وعبروا عن غضبهم، اين ضمير المسؤولين ووجدانهم الم يشعروا بجوع الناس بعد؟ وماذا ينتظرون؟”
وطالب شربل الحكومة بأن تجتمع سريعا، وقال: “حتى لو كانت الحكومة مستقيلة، نحن اليوم امام وضع استثنائي ومأزوم”، كما دعا المسؤولين الى “التنازل عن مصالحهم وانانيتهم”.
ووجّه شربل رسالة الى المحتجين بأن يكونوا حضاريين وعدم التخريب والفوضى، واسف “ان يكون الخارج مهتما بمأساتنا ووجعنا في حين ان مسؤولينا يقبعون في قصورهم وعلى كراسيهم”.
