علي الأمين: الإنتخابات الرئاسية في «قبضة المرشد»..وطهران نحو تنازلات مؤلمة في الملف النووي!

علي الامين
ثلاثة ملفات حضرت في ثلاث إطلالات إعلامية لرئيس تحرير موقع "جنوبية" الصحافي علي الامين.

الاولى وركز فيها على الملف النووي الايراني واستحالة العودة الى صيغته الاساسية التي اقرت  في العام 2015 بين وإيران وإدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما، ومراهنة ادارة جو بايدن على تراجع ايران عن ورقة الصواريخ البالستية ونفوذها في المنطقة.

والثانية وتناول فيها دور إيران وحزب الله في تنامي تجارة المخدرات في سوريا. اما الثالثة فتناولت التمدد الايراني في المنطقة، وأكد الامين فيها الحاجة الى خطاب اسلامي وعربي جديد ويكون له جاذبية وحيوية وان يكون قابل للوصول لأي شخص في العالم، لمواجهة هذا المد وسد الفراغ لغياب خطاب مماثل.

التفاوض حول “النووي” طويل

واكد الامين في مقابلة مع قناة “اليوم” السورية عن الاتفاق النووي الايراني وإعادة إحيائه في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، ان الرئيس الاميركي الجديد وإدارته يتعاطيان من وجهة دبلوماسية مع الاتفاق النووي الايراني. وهذا ما اراح النظام الايراني وأخذ “نفساً” في ظل التعاطي المختلف عن إدارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب.

وتأمل طهران ان يعاد إحياء الاتفاق النووي كما أقر في العام 2015 في زمن إدارة اوباما، ولكن واقع الحال يقول والمؤشرات التي اظهرتها السياسة الاميركية في المنطقة، لا تؤشر الى العودة الى هذا الاتفاق.

وقال الامين ان الظروف التي أدت الى الاتفاق النووي في العام 2015 والتوازنات التي كانت موجودة، ليست متوفرة اليوم للادارة الاميركية الحالية.

والتوازنات الموجودة اليوم لا تسمح للولايات المتحدة بالعودة الى الاتفاق نفسه كما هو. وأشارت كما الاوربيين الى نقاط جديدة وتعديلات عليه. وايران ترفض في العلن اية تعديلات ولكن ربما قد تقدم تنازلات تحت الطاولة.

وايران تحرص على الشكل، وان كانت منهزمة تحتفي بنصرها، وهذا معروف تاريخياً في السياسة الايرانية. والقيادة الايرانية تعرف ان لا يمكن لاميركا ان تتنازل عن ورقتها الافعل والاقوى وهي العقوبات. وايران تريد هذه الورقة اولاً.

إقرأ أيضاً: عاصفة بكركي «تلفح» حارة حريك..و«فشة الخلق» بمعراب!

كما ترفض إيران الشروط الاميركية التي تزعجها كالتخلي عن الصواريخ الباليستية، والنفوذ الاقليمي وهذه عناوين تدفع الى القول ان الادارة الاميركية الجديدة تدير الامور بشكل مختلف وتوجه رسائل الى ايران كما الى حلفائها.

ورسالة ضربة البو كمال منذ يومين رداً على استهداف القنصلية الاميركية، تؤكد ان ادارة بايدن تضع الورقة العسكرية على الطاولة على غرار التفاوض ايضاً.     

عدم لامبالاة شعبية بالانتخابات الايرانية

ورداً على سؤال عن رفع الجانب الايراني سقف شروطه على ابواب الانتخابات الرئاسية، قال الامين : مرحلة الانتخابات الرئاسية الايرانية في حزيران المقبل، ينظر اليها على انها محطة مفصلية ومؤشر على وجهة السياسة الايرانية وكيف ستتعامل مع المراحل والتحديات المطروحة اكان على مستوى العلاقة مع اميركا او المنطقة.

وقال ان القرار هو عند الولي الفقيه وبغض النظر عن هوية الرئيس المنتخب ومواقفه اكانت لينة او متشددة.

وللمفارقة وللمرة الاولى في تاريخ ايران، ان الشعب الايراني ليس مهتماً ويعتقد انها انتخابات شكلية وليس لها اي تأثير، ولن تبدل في الواقع الايراني شيئاً.

واضاف الامين : اتوقع ان يكون هناك صراعاً داخل الحرس الثوري مع إمساكه الكامل بمراكز القرار والاقتصاد والمال والسياسة ولم يعد اي نفوذ للمعتدلين.

وبالتالي تغدو الانتخابات الايرانية لها بُعد داخلي، اذا ما رحل الخامنئي، وهو اصبح في عمر قد تقع فيه وفاة طبيعية والحديث ساعتها يتركز عن وراثة خامنئي، ومن هي الشخصية التي ستحل مكانه.

واكد الامين ان اقصى ما تطمح اليه ايران، هو الهروب من ضربة اميركية، والخروج بمشهد المنتصر ولو كان شكلياً وبغض النتائج الفعلية للتفاوض والتي قد تكون لمصلحة اميركا.

واستبعد الامين، ان يكون هناك اتفاق قريب وقد يمتد التفاوض حول الاتفاق الى نهاية العام وكله مرهون بالتنازلات الايرانية عن الصواريخ البالستية والنفوذ في المنطقة . والاميركيون بدورهم يراهنون على العقوبات وعلى تراجع ايران.

تجارة المخدرات في سوريا

وفي حديث لقناة “حلب اليوم” وحول دور إيران و”حزب الله” في تنامي تجارة المخدرات في سوريا، إعتبر الامين ان المساحة اللبنانية والسورية مشتركة من منطلق سيطرة “حزب الله” وتمدده من لبنان في إتجاه سوريا بالاضافة الى وجود مواقع ثابتة له داخل سوريا ومنها القلمون والمناطق المحاذية للحدود اللبنانية –السورية.

ويعلم الجميع ان تجارة المخدرات وزراعة الحشيشة في البقاع، نمت في الىونة الاخيرة، ولم يشكل نفوذ حزب الله ودوره اي تراجع لها. وهذا يؤكد ان هناك حماية من “حزب الله” لهؤلاء التجار والمزارعين والمهربين.

وتابع : ومنذ انفجار الازمة السورية، هناك تحول في سوريا وهي لم تعد دولة متماسكة واصبحت مكاناً لنفوذ الميليشيات، وتطورت هذه التجارة وفي ظل سيطرة “حزب الله” على امتداد الاراضي اللبنانية –السورية وهذا ما يعرفه المتابعون لهذا الامر في البقاع.

واضاف : ان اول معمل كبتاغون في البقاع، واكتشف منذ 10 سنوات كان لشقيق النائب السابق في “حزب الله” حسين الموسوي. وبعد ضجة كبيرة اختفت المعامل من البقاع، ويرجح انها صارت كلها داخل الاراضي السورية بغطاء امني وسياسي من “حزب الله” وتعمل في ظروف مريحة لتصدير الكبتاغون الى خارج سوريا.

وعن إستفادة “حزب الله” والنظام السوري ونجاح ايران عبر تجارة المخدرات في الالتفاف على العقوبات الاميركية، قال الامين ان : هناك وجهان للاستفادة. مباشر : عبر مجموعات منظمة وحزبية تقوم بالصناعة والتهريب. والثاني غير مباشر وهو الاخطر عبر وسائل السيطرة على البيئة الاجتماعية الموجودة، وهناك نوع من العصابات والمافيات وهي قديمة ومتغلغلة منذ عقود في هذه الصناعة والتجارة.

وفتح “حزب الله” المجال لهذه العصابات وللاستفادة منها في مجال تمويل بعض الحاجات والمصارفات له، مقابل ولاء هذه الجماعات له، ومقابل حمايتها وتغطيتها امنياً وسياسياً.

 كما شكلت موارد هذه التجارة المالية، احد مصادر النفوذ، ووفرت جزءاً من الخسائر التي سببتها العقوبات الاميركية لإيران ولـ”حزب الله”.  

تمدد ايران وتراجع العرب

وفي مقابلة مع إذاعة “طريق الإرتقاء” الطرابلسية، رأى الامين ان التمدد الايراني والمشروع الايراني في المنطقة مرده الى تراجع النظام الاقليمي العربي.

وقال الامين : ان ضعف الامة الاسلامية، وتدهورها ساهم في خلق مساحة لتمدد مشاريع ايران في لبنان سوريا والعراق واليمن والبحرين، كما سمح بتحريك العقل والمنطق الاقلوي.

ورأى ان “النَفس الاقلوي” تم تعزيزه في المنطقة بفعل الاستعمار وانهيار السلطنة العثمانية وصولاً الى نشوء الكيان الصهيوني في المنطقة.

وقبل نشوء هذا الكيان لم يكن في العالم العربي او الاسلامي نزعة قومية او اقلوية، ولم يكن هناك تفريق بين المسيحيين والمسلمين واليهود، وبعده صار هذا التمييز واضحاً وجلياً.

اما عن ايران فهي تستثمر بلا شك في الاقليات، وفي البعد الشيعي وفي مفهوم الدولة الفارسية القومية وهي اليوم تتقدم في ذلك بشكل مريع.

إقرأ ايضاً: حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: ثورة ١٧ تشرين هي الأصل و حراك بكركي ثمرة من ثمارها

ولفت الامين الى ان هناك مشكلة داخلية في بيئتنا ومجتمعاتنا العربية يجب الوقوف عندها وتصحيحها.

وعن ضلوع ايران في استدراج نموذج “داعش” الى المنطقة العربية، قال الامين ان : هناك من يؤكد ان ايران دعمت “داعش” واستفادت منها ومن العلاقة مع الولايات المتحدة.

واكد الامين الحاجة الى خطاب اسلامي وعربي جديد، ويكون له جاذبية وحيوية، وان يكون قابل للوصول لأي شخص في العالم.    

وعن سيطرة “حزب الله” وقوته العسكرية، في حين يعيش عزلة محلية وعربية، قال الامين : “حزب الله” قوي بالشكل وبالمضمون ضعيف. ولديه صداقة موقتة  ووحيدة مع “التيار الوطني الحر” وقد تنقلب في اي لحظة مع تبدل اولويات ومصالح الطرفين.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 28/2/2021
التالي
«الإقفال» إلى خط النهاية..وحكومة الإفلاس «الكوروني» تبتز اللبنانيين!