قفز في السوق السوداء الى الـ9500.. جباعي لـ«جنوبية»: المهاترات و«الكارتيلات» توصلان الدولار الى20 ألف!

الخبير والباحث الاقتصادي الدكتور محمود جباعي
لم يتأثر سعر صرف الدولار ببرودة الطقس والعطلة القسرية الناجمة عن الاقفال بسبب جائحة كورونا،حيث واصل صعوده اليوم وتخطى التسعة آلاف وخمسماية ليرة ،تزامن ذلك مع ارتفاع كل السلع الحياتية ،اذ يسلم التجار الكبار بضائعهم للتجار الصغار على اساس عشرة آلاف ليرة للدولار الواحد.

منذ اسبوع وعلى وقع التخبط والمناكفات السياسية ،يرتفع الدولار بشكل يومي ،في ظل غياب اي افق لمعالجة التدهور الاقتصادي والمالي من جانب الدولة .

وتسعيرة الدولار في السوق السوداء الناشطة عبر منصات الكترونية يتحكم من خلالها “كارتيل “الدولار برفع او خفض الدولار، تتوحد في لحظة بكل المناطق التي ينشط فيها من يشتري الدولار، سواء لحساب تجار كبار او أمتهان هذه الصنعة الجديدة من قبل شبان يافعين لا يجدون فرصة عمل ،كما هو الحال في مدينة صور،التي ينتشر على مداخلها منذ ساعات الصباح الاولى عشرات الشارين والبائعين في نفس الوقت، للفوز بزبائن يحولون بضع مئات من الدولارات الى الليرة اللبنانية لشراء حاجياتهم ،مفضلين الاحتفاظ بمدخراتهم من العملة الصعبة ،حتى لو كانت رواتبهم الشهرية المحلية (عناصر حزب الله – منظمة التحرير الفلسطينية – وكالة الاونروا والعاملين في المنظمات الدولية “nGo “وغيرهم )او الدولارات المحولة من اقاربهم في الخارج.

لا تخفي مصادر مكلفة ومتابعة لمكافحة تجارة الدولار غير الشرعية لـ”جنوبية” الاشمئزاز من ظاهرة هذه التجارة العلنية في كثير من المناطق، وبالاخص في صور ،وتردف “لقد سبق لاكثر من جهاز امني توقيف عدد من الصرافين الجوالين، ومصادرة الاموال التي كانت في حوزتهم وتم الادعاء عليهم من قبل النيابة العامة المالية، ولكن مسألة الدولار والتحكم بسقوفه نزولا او صعودا، يعود لتجار عملة وصرافين كبار يعمل عدد من الشبان لصالحم وهؤلاء ليسوا هم من يتحكمون بسعر الدولار ابدا”.

الخبير جباعي

يعزو الخبير والباحث الاقتصادي الدكتور محمود جباعي استمرار ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء الى “عدد من الاسباب العملية والعلمية والسياسية ،وان السبب العلمي يكمن في انخفاض الناتج المحلي في لبنان من 54 مليار الى حوالي 18 مليار دولار ،فبالتالي هذا الانخفاض في حجم الناتج المحلي واجهته ازمات اقتصادية كبيرة وشح الدولار في السوق ، فالكتلة النقدية بالليرة اللبنانية وصلت حاليا ما بين 25 و26 الف مليار ليرة ،والسبب سياسات المصرف المركزي بموضوع شيكات “البنكير” واعطاء الدولار على سعر 3900 ليرة ،فتحورت الكتلة النقدية في السوق الى كتلة بالعملة الوطنية، و يضيف” بالتالي صارت اكبر بكثير من الكتلة بالعملة الاجنبية (الدولار)وهذا امر طبيعي ان يصبح الطلب على الدولار اكثر من العرض واسعار الدولار تزيد” .

و يوضح جباعي “اما في الموضوع العملي ، يوجد بعض التجار و الأفراد في السوق يتحكمون في سعر الدولار، وهناك لعبة في رفع وتنزيل الدولار لتحقيق ارباح اقتصادية يحققها بعض الجهات المتحكمة “بكارتيل” الدولار مثل سائر الكارتيلات المتحكمة في البلد ،وهذا الكارتيل يلعب في السوق بنسبة الف الى الفي ليرة في السوق وهي زيادة عن الحجم الطبيعي للسعر” .

إقرأ أيضاً: الدولار يتأرجح على عتبة الـ9000 ليرة..هل يتجاوز الـ10 آلاف

ويعتبر جباعي ان “السبب السياسي هو واحد من الاسباب الرئيسة في التحكم بسعر صرف الدولار في السوق السوداء” و يتابع” المهاترات السياسية والازمة السياسية الخانقة وعدم تشكيل حكومة جديدة، نتيجة اهداف كل فريق يريد تحقيق مكاسب سياسية على حساب الشعب اللبناني ،ويبدو ان القوى السياسية ليس عندها مشكلة في استمرار المناكفات ليصبح الدولار بعشرين الف ليرة” ،مضيفا أن “الدولار سيرتفع اكثر في حال عدم ايجاد حلول سياسية جذرية”.

وأشار الى ان “اللعبة السياسية واضحة، والدليل انه عندما كان الرئيس المكلف سعد الحريري يقصد قصر بعبدا ويحاول ان يعطي اي اشارة ايجابية ،كان الدولار ينزل الف ليرة احيانا ،ونستطيع القول ان الارتفاع ما بين الفين وخمسماية الى ثلاثة آلاف ليرة مرده الى اللعبة السياسية” ،داعيا المواطنين الى “التنبه لان الدولار قد يتم خفضه او رفعه من قبل التجار في ظل اي جو سياسي ايجابي ،وهذا ما شهدناه سابقا حيث وصل الدولار الى عشرة الاف ثم هبط الى ستة آلاف ومئتي ليرة”.

السابق
التصعيد سيد الموقف.. اشتباكات بين القوات الروسية والإيرانية في ريف الرقة
التالي
«الجنرال» الأبيض «يستبيح» لبنان من شماله إلى جنوبه..صقيع وعزل قرى!