اغتيال لقمان.. ابحث عن الزمان والمكان!

لقمان سليم
من المستفيد الأكبر من اغتيال لقمان ونظائره؟

ما زالت تتوالى ردود الأفعال المحلية والعالمية المستنكرة والمستهجنة لعملية الاغتيال الجبانة التي تعرض لها الناشط السياسي والمعارض الشيعي المفكر الحر شهيد لبنان المغدور لقمان سليم نجل النائب الراحل المحامي محسن سليم الذي كان له دور في منع دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى عمق ضاحية بيروت الجنوبية سنة 1982 ، فساهم يومها بحماية ضاحية المقاومة بمقاومة الكلمة الجريئة والرأي والموقف والفكر والعلم تماماً كما كان يفعل ولده الشهيد لقمان من بعده .

اقرأ أيضاً: صحافية التقت سليم قبل أيام: كان يدبّر انشقاق تاجر متورط بغسيل أموال لحزب الله

وأقبح المواقف وردود الأفعال على جريمة الاغتيال كانت ما صدر عن جواد حسن نصر الله على صفحته على تويتر حيث قال : ” خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب بلا أسف ” ! هذه التغريدة التي أدت إلى موجة تصويت ضد حزب الله عبر مواقع التواصل دفعت نجل أمينه العام لمحو التغريدة والتملص من ارتباطها بحادثة الاغتيال !

حزب الله المستفيد الأول

ولو طالعنا أبعاد الحدث المكانية والزمانية لأمكننا توجيه بوصلة التحقيق في الجريمة بشكل واضح ، فالمستفيد الأبرز من هذه العملية هو حزب الله ، وهو إن لم يكن قد باشر عملية الاغتيال ، ولكنه حرَّض عليها بطريقة غير مباشرة عبر مواقفه الإعلامية والميدانية في تخوين الشهيد لقمان وفرض حصار عليه وعلى أنشطته المختلفة في لبنان ، خصوصاً في ضاحية بيروت الجنوبية حيث كان يقيم الشهيد لقمان ، كما أدان حزب الله نفسه بالاعتداءات المتكررة على حرم منزل الشهيد في منطقة الغبيري مما بات يعرفه القاصي والداني في الضاحية.

الجريمة وقعت في منطقة نفوذ أمني كبير للحزب ، وهو إن لم يكن فاعلاً فسيكون شريكاً في طمس الحقيقة ما لم يبادر لكشف الفاعل الحقيقي


وأما الحديث عن الفتنة فإنها لن تكون لأن الشهيد لقمان لم يكن لديه حزب أو ميليشيا أو تجمع بشري يكفي ليُزَوِّد مقتله الفتنة بالوقود … وفي البعد المكاني للحادثة نرى وقوعها في منطقة نفوذ أمني كبير للحزب ، وهو إن لم يكن فاعلاً فسيكون شريكاً في طمس الحقيقة ما لم يبادر لكشف الفاعل الحقيقي …

تصفية الأصوات المعارضة لـ«حزب الله»

أما في البعد الزماني للحادثة، فيرى مراقبون بأن مخاوف حزب الله بدأت تتعاظم في لبنان داخلياً من احتمال سقوط مدوٍ في الانتخابات البرلمانية القادمة على وقع انتفاضة 17 تشرين وما رافقها وتلاها ، ووقع الأزمات المتلاحقة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها لبنان ولم يُحسن حزب الله إدارتها ، لا وبل كان شريكاً قوياً في وصول البلد إليها .. وأن تصفية الأصوات المعارضة تخدم سياسته في كم الأفواه وقطع تأثير أفكار المعارضين على قواعده الشعبية ، فالاغتيال يمكن وضعه في هذا الإطار ، كونه أراح حزب الله في برنامجه الانتخابي في الانتخابات القادمة ، ومن المتوقع تكرر عمليات مماثلة في قابل الأيام …

هل يُعقل أن يرتكب أعداء حزب الله هذه الحماقة بقتل معارضيه؟


فهل يُعقل أن يرتكب أعداء حزب الله هذه الحماقة بقتل معارضيه الذين سوف يكون لأقلامهم وأفكارهم وإعلامهم التأثير الأكبر في سحب بساط السلطة من تحت أقدام الحزب ونوابه وممثليه في النظام اللبناني في الاستحقاقات المقبلة؟ !
فمن المستفيد الأكبر من اغتيال لقمان ونظائره ؟ وما مدخلية التحضيرات الانتخابية والبرامج الانتخابية الاستباقية في حادثة الاغتيال وما سيليها من أحداث لحين دخول الانتخابات حيِّز الإجراء ؟

أسئلة ترتسم في الأذهان وتطرح نفسها بقوة ، ولولا مخاوف التصفيات المماثلة لخرج الكثيرون بتحليلات تشير بالبنان إلى القاتل .. خصوصاً من كان القتل لهم عادة ، وكان لهم في تجربة سفك الدماء الريادة ….

السابق
قتلها وفرّ الى تركيا.. زوج زينة كنجو ينشر صورا مستفزة: «اشتقتلك ومش عم نام»!
التالي
اعادة فتح البلاد على 4 مراحل: السوبرماركات والمصارف ستفتح ابوابها.. ماذا عن المدارس؟