كرة انتفاضة كانون تستعيد تشرين.. ودوي صرخة جياع طرابلس يصل إلى كل لبنان!

طرابلس احتجاجات

تحمل التطورات التي تجري في طرابلس دلالات عدة، ربما تشي بأن لبنان بأكمله مُقبل على إنفجار إجتماعي كبير، لن تسلم منه السلطة السياسية التي تدير الاذن الطرشاء للناس ومعاناتهم، مُراهنة على قنوطهم من فائدة أي تحرك يمكن أن يقوموا به كي يذكرّوها بأن لهم عليها حقوقا، قبل أن تطلب منهم ترك أعمالهم المتواضعة خوفا من وباء كورونا.

إقرأ أيضاً: «البطون الخاوية» الى الشارع لكسر «أَقفال» الدولة الفاشلة!

لذلك ليس مستغربا أن يتحول الشاب عمر طيبا الذي سقط خلال إحتجاجات طرابلس يوم أمس،  إلى أيقونة للكثير من المحتجين في مدينة الفيحاء الذين واصلوا تحركهم لليوم الرابع على التوالي، وربما ستزداد النقمة أكثر حين تُعرف أسباب وفاة الشاب الذي وجد في الزاهرية و قيل أنه إنتحر بسبب الفقر.

ما يجري يشي بأن شرارة ثورة شبيهة بثورة 17 تشرين الماضية قد إنطلقت، وربما قد يكون الدافع لإشتعال باقي المناطق اللبنانية التي تلمس يوميا لا مفر لهم من التحرك في وجه عُصبة سياسيين  تضرب حقوقهم و معاناتهم بعرض الحائط.

فهمي كرامي

كرة التحركات ستكبر

إذا كل التطورات والتحضيرات على الارض، تشي بأن جولات المواجهات في الشارع ستتوسع وستشمل كافة المناطق، وهذا ما يوافق عليه الناشط في حراك طرابلس فهمي كرامي الذي يقول ل”جنوبية” أنه “إذا لم يحصل تصرف حكيم من الأجهزة الامنية يمكن أن تصل الامور إلى أبعد الحدود”، لافتا إلى أنه “إذا كان حساب السلطة الحاكمة أن ما يحصل في طرابلس سيبقى محصورا فيها فهم مخطئين،  لأن الاوضاع في لبنان حاليا لن تبقي الاحتجاجات ضمن طرابلس فقط  لأن الوجع مشترك مع كل لبنان ولذلك الاحتجاجات ستجر إلى كل المناطق مثل كرة الثلج” .

كرامي لـ”جنوبية”: الاحتجاجات لن تبقى  ضمن طرابلس فالوجع اللبناني مشترك 

ويوضح أن” التحرك الحاصل في طرابلس اليوم بدأ بشكل عفوي من شباب المدينة ومن ثم لحقتهم حركة الناشطين في طرابلس (لأنهم كانوا ملتزمين بإجراءات الحجر خوفا من الكورونا)  ثم تطورت الامور وبات الفقير يواجه الفقير الاخر من الاجهزة الامنية”.

ويختم:”من المؤلم أن تتعمد المطالب المحقة بالدماء،  ولا نعرف إلى أين  ستصل الامور في ظل وجود عناصر مدسوسة تؤدي إلى تأزم المشهد أكثر، وللأسف بتنا امام مشهد فقير يواجه فقير والسلطة تتفرج عليهم”.

ابراهيم منيمنة

المناطق تتحضر

في المقابل يرصد الناشطون في المناطق ما يحصل في طرابلس، وبالرغم من تأييدهم و تضامنهم مع ما يجري في طرابلس إلا أن النزول إلى الشارع يخضع لحسابات متعددة يوجزها الناشط في حراك بيروت إبراهيم منيمنة ل”جنوبية” بالقول:”حالة الجوع  تعم كل المناطق ونحن كحراك شعبي نرصد تجاوب الناس  مع هذه التحركات، وأعتقد أنها ستكون مختلفة  هذه المرة عما حصل في 17 تشرين الماضي”، مشيرا إلى أنه “سيحصل تدرج في التحركات الشعبية خصوصا أن الدعوات السابقة للناس لم تلق تجاوبا منهم نتيجة إحباطهم من كل ما يحيط بهم لكن غياب السلطة الحاكمة عن تحمل مسؤولياتها يدفع الناس مجددا إلى الشارع و بأشكال مختلفة وبسورة غضب أكبر”.

منيمنة لـ”جنوبية”: غياب السلطة عن مسؤولياتها يدفع الناس إلى الشارع وبأشكال مختلفة

 يضيف:”الجوع وصل إلى مرحلة متقدمة عند الناس لدرجة أنهم ينزلون إلى الشارع في ظل خطر الكورونا، وطرابلس هي اكثر المناطق المحرومة والمهمشة في لبنان وهي تدفع الثمن الاكبر من الاقفال وبالتالي النزول إلى الشارع يعني أن الامور وصلت إلى أقصى حد”.

 ويختم:”ما يحصل أن الناس تشعر أنها من دون ملجأ في ظل سلطة مصابة بموت سريري ولا تقوم سوى بالقمع الأمني”.

مواكبة لطرابلس من صور

وكما في بيروت كذلك الامر في صور، حيث يعتبر مصدر في حراك صور ل”جنوبية” أنه “لا يجب أن نترك طرابلس وحدها كي لا نتيح لأهل السلطة تصويرها بأنها مدينة خارجة عن القانون بينما هي مدينة محرومة تشتكي وتنتفض على إهمال اهل السلطة لها”، لافتا إلى أنهم “يواكبون التحرك في طرابلس عبر بسلسلة اجتماعات كي نوازن بين ضرورة التحرك للإعتراض على أداء السلطة من جهة  الالتزام بالتدابير للوقاية من فيروس كورونا من جهة أخرى، خصوصا أن إنتشار الفيروس في منطقة صور كبير جدا”.

ويختم:”نحن لا نريد تحميلنا مسؤولية تدهور الوضع الصحي في مدينتنا، ونقوم حاليا بإعتصامات رمزية ولكننا مقبلون على تحركات أكبر لأن وضع الناس في صور يشبه أوضاع طرابلس”.

السابق
بالفيديو: تجدد الاشتباكات في طرابلس.. وهذا ما حصل أمام منزل كرامي!
التالي
ام كلثوم.. آخر «ابداعات» الكورونا!