في زاروب حديث، حيث ابنية شاهقة شيدت في زمن الفوضى، تعلق على جدران بيت قديم متهالك تم طلاؤه بالازرق الفاتح، صورا لكوكب الغناء العربي “الأسطورة” ام كلثوم، والى جانب كل صورة منها دونت على قطع كرتونية مقاطع اولى من اغاني ام كلثوم “يا أغلى من ايامي، يا احلى من احلامي، واطاوع في هواك قلبي وانسى الكل علشانك،هو حناني عليك اساك حتى علي … وفي الوسط عبارة بالخط العريض كتب عليها شارع الاسطورة ام كلثوم، وفي الاسفل كرسيان قديمان وباقات ورد ذات الوان مختلفة يغلب عليها الاحمر، تحرس هذا الجدار الذي ينطق لحنا،وعلى بعد امتار منه لوحة اقل حجما تضج بصور فيروز ومقاطع من اغانيها.
اقرأ أيضاً: «الكورونا» والإقفال «يكتمان» أنفاس اللبنانيين..وعصابات الموت تستبيح البقاع!
يعزو حسام صفي الدين لـ”جنوبية”، وهو يملك مغسلا للسيارات، الاهتمام المتزايد هذه الايام الى كورونا، فهذا المكان يحمل الايقونات “الصور” والتي صارت جزءا منه”، ويقول”: أعتني بها اكثر فاكثر في زمن الاقفال ووباء الكورونا، فتحول نهارات اليأس الى انس” .
على مدار اليوم، يقلب حسام صفي الدين، الذي يملك مغسلا للسيارات، صور اللوحة الجدارية، ويمسح الغبار الذي تبعثه السيارات المارة في هذا الزاروب المتفرع من كورنيش صور الجنوبي ويعرف بنزلة برج عودة او شارع ابو محمد جهمي نسبة الى الرجل الذي كان يقيم فيه دكانا .
يهوى الخمسيني صفي الدين المطربة الراحلة ام كلثوم، ولا يفوت يوما دون الاستماع الى اغانيها منذ كان في الثانية عشرة من العمر، حيث كان يقتني جهازا للراديو بهدف الاستماع اليها عبر اذاعات عربية ،قبل ان ينتقل الى متابعتها حاليا وينام على صدح صوتها على محطات تلفزة عربية تبث اغانيها بالصوت والصورة.
في قناعة حسام ودون العودة الى احد ،يحلو له تسمية المتفرع بشارع ام كلثوم ولا يرضى دون ذلك ،فهذه الصور المعلقة على جدران بيته ،باتت من ميزات الشارع ومحطا لالتقاط الصور وخاصة لزوار المدينة من الاوروبيين .
