«البطون الخاوية» الى الشارع لكسر «أَقفال» الدولة الفاشلة!

ازمة معيشية تظاهرة لبنان

تتوسع رقعة الاحتجاجات الشعبية وصرخات الجائعين في كافة المناطق، بعدما عرّى الاقفال المفروض بسبب جائحة كورونا فقرهم الذي كان مستترا تحت رداء أعمال صغيرة يقيهم مردودها الضئيل من خواء البطون. اليوم وبعد إسبوعين على الاقفال ومع إشتداد الاختناق المالي والنقدي وإرتفاع الاسعار، لم يجد الفقراء بدٌ من تسجيل تمرد شعبي على قرارات الاقفال فخرجوا لليوم الثالث على التوالي متحدّين الاقفال ومطالبين بالخبز والعمل.

اقرأ أيضاً: .. في إنتظار «ثورات» من نوع آخر!

إذا إستعاد شعار “الموت من الكورونا أفضل من الموت جوعا” زخمه، من الشمال إلى الجنوب والبقاع والجبل، وعبّر الكثير من المحتجين صراحة بأنهم يفضلون شراء ربطة خبز لأولادهم بدل شراء كمامة تقيهم الوباء، في وقت لا تزال السلطة السياسية تعيش حالة إنكار غير مسبوق للواقع، فهي تريد من الفقراء وأصحاب المهن الحرة والدخل المحدود البقاء في منازلهم، ولكنها في المقابل لا تقوم بأي خطوة دعم لهؤلاء، ومن دون أن تحسب حساب بأن الانفجار الاجتماعي  آت لا محالة، إذا إستمر هذا التعاطي الرسمي مع الامور خصوصا في ظل حكومة تصريف أعمال لا تغني ولاتسمن من جوع.

الوزير رشيد درباس
الوزير رشيد درباس

اداء ليس بالمستوى المطلوب

يوافق وزير الشؤون الاجتماعية السابق رشيد درباس على أن الاداء السياسي للتصدي لتداعيات الاقفال العام ليس بالمستوى المطلوب، ويقول لـ”جنوبية”:”العقدة الاساسية في ما يحصل هي الادارة السياسية للأزمة الحالية، وهؤلاء المسؤولين لا يستحقون شرف إدارة الاوضاع في البلاد، بل لا يحق لهم أن يكونوا شواهد عليها لأنهم يهتمون فقط بالتقصير في معالجة الازمات”، سائلا “كيف نطلب من بائعي القهوة وأصحاب المهن المتواضعة والمياومين الجلوس في منازلهم من دون دعم؟ هم يفضلون الموت من الكورونا بدل الموت من الجوع”.

درباس لـ”جنوبية”: المشكلة في الادارة السياسية.. والمخرج بمساعدات خارجية توصلها حكومة اصيلة

يضيف:”لو كنت في سدة المسؤولية كان علي إستنفار كل علاقات لبنان الدولية وهذا ما يجب أن يفعله وزيري الخارجية والصحة والشؤون الاجتماعية، إذ لا مخرج لنا كلبنانيين إلا من خلال تلقي مساعدات من الخارج لأن البلد مفلس حكومة وشعبا، وهذا المخرج لا يمكن أن يؤتي ثماره من دون وجود حكومة أصيلة تعرف كيف تتلقى المساعدات وتوصلها إلى مستحقيها من دون هدر، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يمد يد المساعدة إلينا إذا لم يتيقن أن تقديماته توضع في إناء مضبوط وليس في سلة مهترئة تتسرب منها المساعدات إلى المحاسيب وأزلام السلطة”.

 ويشير إلى أنه “حين كان وزيرا للشؤون الاجتماعية وحصلت جائحة النازحين السوريين، وكان يستقبل  جهات مانحة وتصل إلى لبنان منح عربية ودولية، لأنهم كانوا يعتبرون أن هناك حكومة تتلقى التبرعات وتعرف كيف تديرها كي تصل إلى مستحقيها”.

ويختم: “اليوم هذه المعطيات كلها غائبة فكيف يمكن أن نطلب الصبر من الناس القابعين في منازلهم بسبب الكورونا، علما اننا لا نشكل حكومة كي تتمكن من التعامل مع الجائحة بطريقة تحفظ كرامتهم؟”.

الوضع صعب

على ضفة وزير الداخلية السابق مروان شربل فإنه يعتبر أن “التصدي لجائحة كورونا في ظل وضع إقتصادي مهترئ أمر صعب جدا”، ويقول ل”جنوبية”:”هناك صعوبة في التعامل  مع الجائحة والدولة مفلسة لا يمكنها ان تتصرف على النحو الذي قامت به فرنسا لجهة التعويضات التي قدمتها للمؤسسات والافراد المتضررين من الاقفال”، لافتا إلى أنه “قبل الوصول إلى مرحلة الاقفال فإن المواطنين لم يتقيدوا بشروط الوقاية من الفيروس لجهة التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة وغسل اليدين”.

يضيف:”الاجهزة الامنية والوزارات المعنية تقوم بما هو واجب عليها، والمحتجون هم أغلبهم من المياومين الذين يحصلون معيشتهم يوميا ولا يمكنهم الصمود طويلا إذا لم يعملوا ولا يمكنهم البقاء من دون عمل لأشهر، علما أنه لا يمكن وقف إنتشار الفيروس وهناك مرافق للدولة لا تزال مفتوحة مثل المطار ولذلك نحن ندور في حلقة مفرغة “.

شربل لـ”جنوبية”: المياومون لا يمكنهم الصمود.. والاقفال لا يمنع إنتشار الفيروس

والسؤال الذي يطرح هنا هل وجود حكومة أصيلة يخفف من وطأة الاقفال؟يجيب شربل:”الحكومة المستقيلة والمجلس الاعلى يجتمعون لمناقشة التوصيات للتصدي للوباء، و الحكومة المقبلة عليها تنفيذ الاصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي كي يمد يد المساعدة للبنان، عندها يمكن للدولة الطلب من  المواطن الفقير البقاء في منزله، وتقول له أنها تتكفل بمعيشة أطفاله، علما أن الاقفال والحجر لن يوقفا انتشار الفيروس بل ستتراجع أعداد المصابين فقط”.

السابق
تغريدة من عون حول لقاح «كورونا».. ماذا قال؟
التالي
Waiting for Revolutions of Different Kinds.