القرض الحسن (7): مشغول بإحتكار الذهب.. و هدايا بلا عتب او تعب!

القرض الحسن
إن من يراقب ويهتم بالشأن الفقهي والديني يلتمس بوضوح في سلوك مؤسسة "القرض الحسن" تعاطيها بالربا من خلال مجموعة من المعطيات، فقد تحولت إلى بنك ربوي بكل ما للكلمة من معنى، فالفوائد غير المباشرة التي يُحصِّلها القرض الحسن من القروض التي يودعها في البنوك التجارية داخل لبنان وخارجه.

هناك ما يُسمَّى في مؤسسة القرض الحسن نظام الهدايا كما يطلق عليها الإداريون فيها، وهذه الهدايا يهبها القرض الحسن للزبائن لقاء الإيداع، وليس هناك من وجه لقبولها إلا بوجه التحايل على الدين لتشجيع الإيداع في فروع المؤسسة، وبالتالي تشجيع جميع عملياتها المالية في السوق المالية والتي يكتنف الكثير منها شبهة الحرام.

إقرأ أيضاً: القرض الحسن(6):«حزب الله» يستولي على «خُمس الفقراء»!

فالهدايا التي تهبها مؤسسة القرض الحسن للعملاء المودعين، لا تدخل في ضمن أرباح عقود المضاربة التي يتحمل فيها الشريك المُضارب الخسارة في حال وقوع الخسارة في عقود المعاملات التجارية كما هو مقرر في الفقه الديني، لتكون هذه الهدايا حصة من الأرباح في حال الربح، وهذا وجه آخر لوجوه الربوية المُقنَّعة وشبهة الحرمة في أداء إدارة هذه المؤسسة ومداولاتها اليومية …

المعادن الثمينة

وما يمكن أن يقال حول الوظيفة الاحتكارية التي تقوم بها هذه المؤسسة في السوق المالية والتجارية، هو ما تفعله بتداولاتها بالمعادن الثمينة، فهي تقوم بعمليات تداول كبرى لبيع وشراء الذهب من سوق الذهب اللبنانية، مستفيدة من مخزونها الكبير من الذهب المرهون لديها من قبل المقترضين، فللمؤسسة متابعين ومراقبين وعاملين ومندوبين يوميين في سوق الذهب والمعادن الثمينة، يراقبون ويتابعون الهبوط والارتفاع في أسعار المعادن الثمينة والذهب بنحو الخصوص، للتدخل في الوقت المناسب للتداول بالذهب بالبيع والشراء اليومي، لكسب فروقات الأسعار لمضاعفة الأرباح من هذه الفروقات بالعملات الصعبة وذلك عند الهبوط والصعود في معدلات السعر …

وبسبب عِظم الكتلة المعدنية من الذهب التي يمتلكها القرض الحسن، أصبح لمبادلاته في سوق الذهب تأثيرها – ولو المحدود – في رفع وخفض قيمة الذهب في سوق المعادن الثمينة في لبنان.

ويرى مراقبون اقتصاديون أن “القرض الحسن أصبح يملك قدرة لا بأس بها على التلاعب بسعر الذهب في السوق المحلية، فهو يتحرك للمساعدة على خفض سعر الذهب في تداولات هذه السوق اليومية عند ارتفاع نسبة وكمية الذهب الذي يُراد رهنه لديه ليحصل على مقادير أكبر من الذهب المرهون ليستثمره في مبادلات سوق الذهب اليومية”، ويلفتون الى انه يتحرك القرض الحسن على مقلب آخر لرفع سعر الذهب، عندما يريد التصرف في هذه المرهونات التي تعثَّر على المقترضين الوفاء بقروضهم لاستردادها، وصارت من ممتلكات القرض الحسن بموجب شروط عقود القرض بين المقترضين المتعثِّرين والمؤسسة، والهدف من عملية التدخل هذه في سوق مبادلات الذهب هو زيادة رأس مال المؤسسة من العملات الصعبة، مما يزيد من قدرتها التنافسية والاستثمارية في السوق النقدية وبين المُؤسسات المالية والمصرفية، وهي تقوم بجميع هذه المعاملات والمبادلات دون ترخيص قانوني، يجيز لها الخوض بمثل هذه التعاملات والمداولات المصرفية والبنكية في السوق المالية والنقدية وسوق المعادن الثمينة.

وتستأثر المؤسسة بكميات كبيرة من الذهب، تحتكرها عن زبائنها للتداول بها في طول وعرض هذه العملية، وهذه ورقة احتكارية أخرى يقوم بها القرض الحسن بالنسبة للتداول بالذهب تضاف إلى أوراقه الاحتكارية الأخرى للعملات الأجنبية.

والله من وراء القصد ..

السابق
للصحافيين الراغبين بتلقي لقاح «كورونا».. هذا ما عليكم القيام به!
التالي
بيرني ساندرز يعلّق لأول مرة على جدل صورة القفازات يوم تنصيب بايدن