رائحة «روبن هود» تفوح من هبة «المازوت المدعوم»!

تهريب المازوت مستمر الى سوريا
شغل إعلام حزب الله الموجه نفسه هذه الأيام بشكل حثيث ومتكرر، بخبر هبة المازوت التي قام ويقوم حزب الله بتوزيعها - ولو متأخراً في وسط فصل الشتاء البارد القارص - يوزعها باسم أمينه العام السيد حسن نصر الله لتعزيز دوره القيادي الذي بدأ يتراجع في بيئة منطقة البقاع .

تمت عملية توزيع المازوت في البقاع على دفعات، وعلى أعداد من العوائل التي ادعى حزب الله أنها الأشد فقراً في البقاع اللبناني، والتي تفاوتت أرقامها بين الرقم المعلن بداية من مذيعة أخبار قناتي المنار والاتحاد الفضائيتين، والرقم المنشور على وسائل تواصل جيش حزب الله الإلكتروني، وبين الرقم الثالث المعلن من مراسل قناة المنار في وقت آخر!  

اقرأ أيضاً: نصرالله يوعز توزيع المازوت بقاعاً على المُحتاجين.. المعابر غير الشرعية تشهد!

     ولو ضرب عدد الرقم الأقصى المُعلن لعدد العوائل المستفيدة من هبة المازوت هذه العدد الأقصى بأدنى متوسط تعداد أفراد الأُسَر البقاعية، لأمكن القول بأن الهبة المزعومة تقريباً وصلت إلى حدود خمسين ألف نسمة من تعداد سكان البقاع اللبناني، هذا البقاع الذي يسكنه قرابة مليون نسمة من مواطنين لبنانيين ونازحين سوريين ولاجئين فلسطينيين، وجماعات من عرب البادية ومن جنسيات أخرى من يد عاملة أجنبية.  فلو صحت الأرقام لكانت هبة المازوت المزعومة طالت عُشر سكان البقاع اللبناني مما ادعى حزب الله في إعلامه بأنهم من العوائل الأشد فقراً، في حين أن الإحصاءات الميدانية المحلية وتلك التي قامت بها منظمات حقوقية دولية تفيد بأن تعداد الفقراء في لبنان عموماً شارف على نصف السكان ..  

المازوت لأنصار حزب الله! 

   وبعد المتابعة الميدانية تبين بأن المستفيدين من هذه الهبة المزعومة هم أنصار حزب الله ومؤيدوه دون سواهم، وأنه يلعب لعبة التضليل الإعلامي الخطيرة مرة أخرى كعادته في إيهام اللبنانيين أن مساعيه هي لخدمة كل الشعب اللبناني ولكل أبناء الطائفة الشيعية، وهو في واقع الحال في إطار فكره الشمولي لا يخدم إلا المحازبين والتابعين، في وقت تكثر فيه جرائم السرقة والنصب والاحتيال والعدوان على أملاك الغير والقتل والنزاعات المادية في البيئة اللبنانية عموماً والبقاعية خصوصاً بسبب الضائقة التي تمر بها البلاد !  

تبين بأن المستفيدين من هذه الهبة المزعومة هم أنصار حزب الله ومؤيدوه دون سواهم

     والمشكلة الأساس التي نريد الإضاءة عليها هي في السؤال العريض التالي : من أين جاء حزب الله بالمازوت لتوزيعه على أنصاره في البقاع اللبناني، في وقت تعيش فيه الدولة اللبنانية أزمة تحويلات كبرى للعملة الأجنبية لاستيراد موارد الطاقة من النفط والغاز ؟  

وفي وقت تحاصر الدول المُصدِّرة للنفط والغاز المكرر تحاصر حزب الله كمنظمة مُدرجة على لائحة الإرهاب، فمن أين جاء نصر الله بشحنة المازوت هذه ؟ فلا يُعقل أنه اشتراها من السوق اللبنانية المدعوم هذا، وقد قُدِّر معدل الهبة بخمسة ملايين ليتر من المازوت في ظل شح هذه المادة في السوق التجارية اللبنانية بسبب طلب أصحاب مولدات الكهرباء المتزايد عليها لعلة ازدياد ساعات تقنين الكهرباء في لبنان !  

لا مجال للحصول على شحنة مازوت كهذه سوى من حصة المحروقات المهربة الى سوريا عبر الحدود

ولو كان حزب الله قد اشترى شحنة المازوت من السوق المحلية دفعة واحدة، لكانت قد شهدت هذه السوق أزمة مضاعفة هذه الأيام، ولو كان قد اشتراها بالتدريج ليوزعها دفعة واحدة في خبطته الإعلامية الأخيرة فأين سوف يقوم بتخزينها ؟  

هل تحول حزب الله إلى مُهرِّب ليهب المازوت لأنصاره في البقاع؟

      وأمام هذه التساؤلات الكبرى، لا مجال للحصول على شحنة مازوت كهذه سوى من حصة المحروقات المهربة الى سوريا عبر الحدود، والتي انفضح امرها وتمكنت وسائل الاعلام والتلفزة من تصويرها بشكل واضح، وهي تتم عبر قوافل شاحنات محمية من الحزب بشكل علني وصريح. 

     فهل تحول حزب الله إلى مُهرِّب ليهب المازوت لأنصاره في البقاع ؟ وهل يجوز له بحسب فتوى مرجعه السيد الخامنئي خرق القوانين اللبنانية التي ترتبط بالنظام العام في لبنان ليقوم بعملية التهريب هذه ؟ 

 هل يملك حزب الله المازوت الذي تم تهريبه عبر الحدود أم أنه بفعله هذا وهب ما لا يملك ؟! 

السابق
بايدن نسخة «ترامبية» منقحة في مواجهة ايران و سوريا.. ولبنان!
التالي
«لقاء تشرين» يؤكد على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة انقاذ وطني