نصر الله «رهين المحبسين».. إستهداف في لبنان والحوزوية في إيران!

السيد حسن نصرالله
ما زالت المخاوف تؤرق المنطقة من اندلاع حرب شاملة ومواجهات عسكرية غير تقليدية فيها قد تكون لها بداية معروفة السيناريو، ولكن نتيجتها مجهولة وغير واضحة المعالم، فلا أحد يدري حجم الخسائر التي قد تلحق بدول المنطقة فيما لو اندلعت أي حرب مقبلة، ولكن ما هو المؤكد هو أن الضرر سيلحق بالجميع وبأشكال وأنماط غير مسبوقة في ظل موازين القوى المستجدة على كل المستويات.

ما زالت المخاوف الأمنية تلاحق شخص أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الشخصية الرابعة المطروحة على قائمة الاغتيالات الصهيو – أمريكية بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني والقيادي أبو مهدي المهندس والعالم النووي محسن فخري زاده … 

تاريخ من محاولات الاغتيال 

      وقد تعرض السيد نصر الله في العقود الأربعة الماضية من عمر حياته السياسية للعديد من محاولات الاغتيال الفاشلة، كان أحدها أثناء الحرب الدموية الضروس التي وقعت بين حزب الله وحركة أمل في منطقة إقليم التفاح في جنوب لبنان، حيث شارك فيها يومها السيد نصر الله شخصياً في العمليات العسكرية ضد حركة أمل، وتعرض يومها لمحاولة اغتيال فاشلة، فجُرِح يومها على أثر مرور رصاصة أمام وجهه أدت لجُرح في جبهته في حادثة مشهودة كان فيها السيد نصر الله بالبدلة العسكرية وهو يحمل السلاح في وسط ميدان المعارك الضارية بين الثنائي التي كانت بهدف السيطرة على مناطق وأمن الجنوب اللبناني يومها … 

اقرا ايضا: «أمل» تنتفض على «حزب الله» في الحلوسية.. «قلوب مليانة»! 

     وفي حرب تموز 2006 كان تدمير الكثير من مباني ضاحية بيروت الجنوبية على رؤوس أهلها من قبل العدو الإسرائيلي، كان ذلك بحثاً عن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لمحاولة تصفيته جسدياً، ومن أبرز الشواهد في تلك الحرب تدمير طيران العدو لمجمع الإمام الحسن عليه السلام في منطقة الرويس الذي كان على أثر إخبارية بحسب تسريبات عن تواجد السيد نصر الله في المجمع المذكور إبَّان الحرب …  

     وتعرض نصر الله بعد حرب تموز 2006 لمحاولة خطف فاشلة خطط لها ثلاث مئة شخص كشفت أسماء بعضهم يومها للإعلام حيث كان بعضهم من مسؤولي الصف الأمني الأول في حزب الله …  

     وتزامناً مع اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده تسربت معلومات عن كشف محاولة اغتيال فاشلة خطط لها كبير مسؤولي الحماية الشخصية للسيد نصر الله ، مما دفع السيد نصر الله للتواري كلياً عن النظر، وبدأ يتردد في وسائل إعلامية من أنه انتقل على أثرها للإقامة في الجمهورية الإسلامية في إيران …  

تعرض نصر الله بعد حرب تموز 2006 لمحاولة خطف فاشلة خطط لها ثلاث مئة شخص

     ومع تجدد مخاوف محاولات اغتيال السيد نصر الله من وسط بيئته الحاضنة التي تَعِجُّ بالعملاء والمخبرين بعد التسريبات الأخيرة ، ما زال خبر انتقاله للإقامة في طهران الذي نشرته بعض الوسائل الإعلامية، ما زال هذا الخبر يأخذ مداه بين النفي والإثبات، سواء في دائرة المناصرين أم المعارضين لنصر الله … 

الثقافة الحوزوية الى خطاب نصرالله 

     وفي حديثه الأخير في ذكرى سليماني والمهندس أضاف نصر الله قرينة أخرى توحي بانتقاله إلى إيران، فعلاوة على قراءة الحركة الجسمية وهدوء الخطاب قياساً على خطاباته في العقدين الماضيين، وعلاوة على الارتياح والسكون والطمأنينة في أثناء الإلقاء مما تميز به حديثه الأخير مما يفهم منه الخبراء السيكولوجيون أنه بسبب تغير المكان، فعلاوة على كل ذلك يلاحظ المتخصص أن نصر الله استعاد في خطابه شيئاً من الثقافة الحوزوية الدينية التي غابت عن خطاباته السابقة في العقدين الماضيين التي كانت تغلب عليها لغة السياسة والعسكر والأمن والحديث عن التشكيلات الحزبية المختلفة ولغة المحاور والمواجهات الحامية والباردة وما شاكل مما تُفعم به المنطقة ولبنان والعالم من أحداث ..  

فقد كانت اللغة العلمية الحوزوية غائبة عن كل تلك الخطابات التي كان يوجهها نصر الله للجمهور في الفترة الماضية، ويرى المتخصص والمراقب الخبير عودة هذه اللغة لخطاب نصر الله في حديثه الأخير، خصوصاً في المقطع الأخير الذي تحدث فيه بروحية عالية عن جند الله في الكون وموقع حزب الله وحصار القوى الكبرى له في كلام جميل افتقده مستمعوه في خطاباته في الفترة الماضية، مما يؤكد بوجه وجيه عودة نصر الله لبيئته الحوزوية التي قضى فيها قرابة عشر سنين من عمره الدراسي بين النجف الأشرف وحوزة الشيخ حبيب في بعلبك وقم المقدسة وحارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية ، حيث كان مشتغلاً بدراسة مراحل الدراسات الحوزوية في مختلف حلقات الحاضرات الحوزوية التي كان يشارك في حضور الدروس فيها … 

      فهل عاد نصر الله إلى بيئته الحوزوية في إيران ريثما تهدأ العاصفة في المنطقة وتظهر المتغيرات السياسية والأمنية والعسكرية في الأفق ؟  

السابق
اصابات «كورونا» تتخطى الـ 3500 مجددا.. ماذا عن الوفيات؟
التالي
«القرض الحسن» (2): «حزب الله» يسحب الغصبية على جمعية التعاون الإسلامي!