«القرض الحسن» (2): «حزب الله» يسحب الغصبية على جمعية التعاون الإسلامي!

مؤسسة القرض الحسن
أشرنا في الحلقة الأولى من سلسلة الحديث هذه، إلى أن مؤسسة القرض الحسن المالية النقدية الحالية التي هي مؤسسة مصرفية في واقعها الحالي، كذلك إلى رأي الخبراء فيها بأنها مؤسسة غصبية، بلحاظ كونها كانت من ممتلكات جمعية التعاون الإسلامي، التي سيطر عليها حزب الله بالغصب والقوة والقهر والغلبة في حادثة مشهودة يعرفها القاصي والداني في البيئة الحوزوية الشيعية ...

وعمليات غصب حزب الله لبعض الممتلكات الخاصة واستيلائه على بعض الجمعيات والمراكز الدينية والأوقاف والأراضي والأبنية ليست بخفية، وهي لم تقتصر على مؤسسات جمعية التعاون الإسلامي ، والقائمة في ذلك تطول ، وقد يكتب فيها المنصف مجلدات ومجلدات …  

اقرأ أيضاً: «القرض الحسن»(١): هكذا استولى عليها «حزب الله».. وحوّلها الى مؤسسة غصبية وربوية واحتكارية!

    ومن أمثلة التسلط الغصبي على بعض المؤسسات الشيعية الخيرية ما حصل – أيضاً – بالنسبة لإدارة وممتلكات: “جمعية التعليم الديني الإسلامي”، فقد تأسست هذه الجمعية قبل قرابة أربعة عقود من الزمن بتوجيه من المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، لتقوم بإعداد معلمين ومعلمات لمادة الدين، وتوزيعهم على المدارس اللبنانية ليقوموا بتدريس مادة الدين، وبالتعاون مع إدارات مختلف المدارس لتشجيعها على إدراج مادة الدين في مناهجها، كما بدأت هذه الجمعية بتأسيس سلسلة مدارس أكاديمية بمعونة أثرياء الشيعة لتقوم هذه المدارس بتنشئة الطلاب تنشئة إسلامية دينية أخلاقية وعقائدية صحيحة، إلى جانب تعليم أولاد الفقراء والأيتام بشكل مجاني في صفوفها، وعملت هذه الجمعية في هذا الاتجاه مدة من الزمن. 

من جمعية خيرية الى مؤسسة ربحية

       ولكن هذه الجمعية ما لبثت أن انقلبت سياستها لتتحول بين ليلة وضحاها إلى مؤسسة ربحية تعتبر أقساطها الأغلى من بين جميع المدارس ذات التوجه الديني الإسلامي في لبنان، بعد ان قام حزب الله بانقلاب أبيض داخل رئاسة وإدارة جمعية التعليم الديني الإسلامي، وسيطر على الجمعية وممتلكاتها بطريقة شبه غصبية واضحة بقول الخبراء، وليعهد إلى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بمتابعة ملف هذه الجمعية وممتلكاتها لقربه من المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، كونه حضر درسه قرابة ربع قرن من الزمن في المراحل الدراسية الحوزوية المختلفة، فصارت مدارس جمعية التعليم الديني الإسلامي وممتلكاتها من أملاك حزب الله بإشراف الشيخ نعيم قاسم، وليغرق بذلك الشيخ  قاسم بالنعم، وليتصرف في وارداتها كيفما يشاء، بعدما قطع أمل الفقراء والأيتام بالتعلم المجاني في صفوفها، وبعدما تحولت من مؤسسة خيرية إلى مؤسسة ربحية تجارية بامتياز، وذلك بعدما كانت قد أُسِّست بمال الأغنياء لمعونة الفقراء  

قام حزب الله بانقلاب أبيض داخل رئاسة وإدارة جمعية التعليم الديني الإسلامي وسيطر على الجمعية وممتلكاتها

    فالقرض الحسن هو – بقول الخبراء – عنوان غطاء ديني تكاذبي يقوم من خلاله حزب الله حالياً بالتغطية على غصبه لأملاك جمعية التعاون الإسلامي من جهة، ولخديعة أصحاب رؤوس الأموال من الشيعة المتدينين لتحفيزهم على إيداع أموالهم في فروع القرض الحسن بحجة مساعدة الناس عبر نظام رهن الذهب، وبمساعدة والفقراء والمحتاجين والضعفاء عبر نظام الكفالة، خصوصاً في ظل تعثُّر النظام المصرفي اللبناني برُمَّته …  

غطاء ديني تكاذبي يغطي حزب الله من خلاله على غصبه لأملاك جمعية التعاون الإسلامي ولخديعة أصحاب رؤوس الأموال من الشيعة المتدينين

    وإذا كان رأس المال الأولي الذي قامت فروع مؤسسة القرض الحسن بالتوسع على أساسه مغصوباً، فتكون بناءً عليه كل معاملات المؤسسة محرمة ..  

    وما أثير من مسألة توظيف مؤسسة القرض الحسن لجزء من رأس مالها في تجارات واستثمارات في بنوك تجارية ربوية  يُدخلها في وجه آخر من وجوه المعاملات المحرمة وهي المعاملات الربوية، في الوقت الذي تنطلق فيه مؤسسة القرض الحسن من منطلقات دينية وشرعية وفقهية … وللحديث بقية … 

السابق
نصر الله «رهين المحبسين».. إستهداف في لبنان والحوزوية في إيران!
التالي
بعد المعارضات.. من أصرّ على العمل مجدداً بـ«المفرد والمجوز»؟!