البلد مكشوف أمنياً.. ولا عمليات استباقية!

حواجز للقوى الامنية خلال الحجر العام

منذ حزيران الماضي تنشر وسائل الاعلام أخبارا عن تحذيرات من أجهزة مخابرات غربية للمسؤولين اللبنانيين، بأن الوضع الامني يزداد إنكشافا ومن المتوقع أن تحصل عمليات إغتيال ( ترجيح ان تطال سياسيين). هذه “التنبؤات” تحققت أكثر من مرة خلال الاشهر الماضية وخاصة بعد إنفجار مرفأ بيروت، حيث تم تنفيذ عملية كفتون الارهابية وإلقاء الاجهزة الامنية القبض على داعشي كان يخطط لتفجير نفسه في منطقة الجميزة في أواخر شهر آب الماضي، وتنفيذ أكثر من عملية قتل تمّ ربطها بإنفجار المرفأ أبرزها مقتل العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبو رجيلي وآخرها يوم الاثنين الماضي تصفية المصور جوزيف بجاني في عملية إحترافية.

إقرأ أيضاً: تطور جديد في جريمة قتل بجاني: العثور على هاتفه في هذه المنطقة وأهالي الكحالة يستعدون للتصعيد!

كل هذه الحوادث تدل على أن حال إنعدام الوزن السياسي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد، يسمح بنمو  حالة إضطراب أمني عبر تصفية أصحاب الحسابات الخاصة  حساباتهم، خلف غبار الازمات المستفحلة ودخان الحرائق المندلعة هنا وهناك، وتوجيه ضربات موضعية  تحقق أهدافهم،  بغض النظر إذا كان تأثيرها سيمتد على أرجاء البلاد. لكن عمليات التصفية هذه تتم في ما الاجهزة الامنية عاجزة عن كبحها بالكامل عبر عمليات إستباقية ( بالرغم من التحذيرات الغربية)، كما أنها لم تتمكن من ختم  هذه القضايا والملفات ( حين يتم القبض على مشتبه بهم) بطريقة تطمئن اللبنانيين بأنهم ليسوا مكشوفين أمنيا.

 لا يمكن استباق التحقيقات في الاغتيالات

و في هذا الاطار يفسر النائب في كتلة الجمهورية القوية وهبه قاطيشا لـ”جنوبية” أن ” الانكشاف الامني نعيشه في لبنان منذ فترة طويلة سببه ضعف الدولة، ولذلك كل الافرقاء الموجودين على مساحتها يصبحون أقوى بسبب ضعفها”، لافتا إلى أن “الجرائم التي تحصل هي نتيجة عوامل خاصة دفعت إلى إرتكابها ، ولذلك لا يمكن إستباق التحقيقات حول الاغتيالات التي تمّت، وما يجري إلى الان لا يمكن وضعه إلا في خانة التكهنات التي يطلقها الناس والاعلام في مثل هذه الظروف لكن لا يمكن تحديد المسؤولية”.

قاطيشا لـ”جنوبية”: الانكشاف الامني نعيشه منذ فترة طويلة سببه ضعف الدولة

 ويشير قاطيشا إلى أنه “بعد إغتيال أبو رجيلي لم يظهر شيء نتيجة ضعف الدولة، ولكن بالنسبة لإغتيال بجاني في وضح النهار وبطريقة منظمة، فإذا لم تظهر نتائج محددة فهذا سيؤدي إلى ردة فعل عند الناس ولكن لا نعرف كيف ستترجم”.

يضيف:”حين تكون الدولة ضعيفة فإن الاجهزة الامنية تقوم بواجباتها بالرصد والمراقبة والتعرف على الجاني، لكن القيام بواجباتها بشكل كامل يقتضي إلقاء القبض على الجاني وحتى الان لم يحصل هذا الامر، لدرجة أن المطلوب من العدالة الدولية لم يتم القبض عليه  لذلك ضعف الدولة في كل المجالات”. 

وهبي قاطيشا
وهبة قاطيشا

الامن غير ممسوك

 يوافق الخبير العسكري العميد المتقاعد نزار عبد القادر على أن لبنان يعيش حالة إنكشاف أمني، ويقول لـ”جنوبية”: “في لبنان هناك حالة من الفلتان الامني ومن يدّعي أن الامن ممسوك بصلابة وبصورة إستباقية أو لاحقة هو يدعي شيئا لا يملكه إطلاقا. فالمجرمون يسرحون ويمرحون وإن حصل بين الحين والاخر كشف لمرتكبي الجرائم من قبل شعبة المعلومات، لكن بعد ان تكون الجريمة قد ُأرتكبت”، مشددا على أن “الامن بصورة عامة ليس ممسوكا مما يقلل من هيبة الدولة والقوى الامنية والجيش أيضا، وما يحصل أمنيا هو إمتداد للتراخي السياسي الحاصل في البلد إذ لا أمن من دون سياسة”.

عبد القادر لـ”جنوبية”: من يدّعي أن الامن ممسوك بصورة إستباقية أو لاحقة يقول شيئا لا يملكه

و يشرح عبد القادر أن “هناك حالة من الريبة والشك حول أسباب إغتيال الشاب جوزيف بجاني وربطها بأسرار إنفجار المرفأ لذلك لا بد من إنتظار التحقيق لإثبات هذا الموضوع، وربما تكون هناك أسباب أخرى، والمعلومة  أن مقتله بسبب معرفته بتحقيقات حول تفجير المرفأ ليس هناك ما يؤكدها لأننا بحاجة لمصدر أمني أو قضائي لتأكيدها”.

نزار عبد القادر
نزار عبد القادر
السابق
الأجواء التشاؤمية في الملف الحكومي ترفع سعر الدولار.. كم بلغ سعر الصرف في السوق السوداء؟
التالي
رقم مُرعب يُسجّله «كورونا» في لبنان.. وأكثر من 20 حالة وفاة!