بكركي «متكئة» على الفاتيكان.. و«مرتاحة» لإنتزاع ٣ لاءات من بعبدا!

بكركي

ليس خبرا عاديا إعلان شركة مملوكة من مصرف لبنان هي شركة طيران الشرق الاوسط عن إمكانية توقفها قريبا عن قبول شيكات بالدولار صادرة عن المصارف اللبنانية، بل يعني ان لبنان تعرى بالكامل إقتصاديا وماليا وقد يتهاوى كليا بعدما تصدّعت أساساته خلال العام الحالي. وبالرغم من أن ورقة التين سقطت منذ ثورة 17 تشرين وعرّت كل القوى السياسية وأظهرت مدى إستشراسهم للمحافظة على مكتسباتهم السياسية والمادية ولو على حساب مصير اللبنانيين، إلا أن هذه القوى لا تزال تتناكف حول الصلاحيات والمناصب والحصص بدل الانصراف إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

إقرأ أيضاً: اللبنانيون يصنعون معادلة «الجيش والقضاء والثورة»!

رسائل مشفّرة بين عون وبري

فالتصريحات التي تحمل رسائل خلفية “مشفرة”  بين رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري  اليوم خير دليل ولا تبشر بالخير،  وما بينهما و الصمت الذي يلف بيت الوسط حول تطورات تشكيل الحكومة، و يشي بأن الامور بين هذه الطبقة السياسية ليست على “نفس الموجة”،مما  ينعكس سلبا على إنجاز الاستحقاقات المطلوبة ولا سيما تشكيل الحكومة، بإستثناء الأجواء “المريحة” التي تعكسها بكركي. 

اللاءات الثلاث

 من المفترض أن يزور الرئيس المكلف سعد الحريري رئيس الجمهورية غدا، بعد حراك قام به نحو بكركي، وتبعه زيارة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى بعبدا، حيث تقول مصادر قريبة من بكركي لـ”جنوبية” أنه “أسقط خلال هذه الزيارة ثلاثة أمور أولها الثلث المعطل فلم يعد هذا الشرط مطروحا في عملية التشكيل، وثانيا فكرة الحكومة السياسية تحت ستار الاختصاصيين و المحاصصة الفاقعة كما كان ينوي  رئيس الجمهورية من خلال إلحاحه على المكلف  كي يأخذ برأي الكتل النيابية”.

تضيف المصادر:”هذه اللاءات الثلاث جعلت تشكيل الحكومة أكثر عقلانية ، ومن الممكن في اللقاء المرتقب غدا ما بين عون والحريري أن تبدأ مرحلة البحث في الحلول، بحيث يأتي العام الجديدة بحكومة مستقلة فعلا وليست قائمة على المحاصصات بين الكتل السياسية والنيابية، وبذلك إرتفع منسوب الامل نسبيا بتشكيل الحكومة”.

هذا التفاؤل الذي تبديه المصادر لا يمنع من السؤال عن السبب الذي ستدفع رئيس الجمهورية لأخذ “لاءات” البطريرك الراعي بعين الاعتبار خصوصا أن لديه حليف قوي هو “حزب الله” لن يسير بأي حكومة من دون رضا بعبدا ، تجيب المصادر :”الاسباب عديدة أولها داخلي أي الرأي العام المسيحي الحانق على أداء رئيس الجمهورية، والذي كان أحد الاسباب التي دفعت الراعي لطرح فكرته حول الحياد الايجابي للبنان، والثاني خارجي مستند إلى الرأي العام  وإلى الزيارة الاخيرة  للبطريرك الراعي إلى الفاتيكان ليوم واحد والخلوة المهمة التي عقدها مع قداسة البابا”.

دور إيراني يفرمل ولادة الحكومة حتى ولو أُزيلت الكثير من العقبات الداخلية

وتشدد المصادر ان بكركي تستند الى طرح حياد لبنان الذي لاقى تأييدا داخليا وخارجيا أي الفاتيكان وباريس، فالموقف الفرنسي وبالرغم من مرض الرئيس إيمانويل ماكرون وتأجيل زيارته إلى بيروت  إلا أنه ليس بعيدا عن حركة الراعي، لأن بكركي تدرك جيدا أن باريس ليست مرتاحة كثيرا إلى الشروط التي يضعها الرئيس عون وفريقه السياسي امام تشكيل حكومة، وربما هناك تقاطع بين الراعي والفاتيكان وباريس حول هذه المسألة”.

في المقابل، تُقر المصادر بدور إيراني يفرمل ولادة الحكومة حتى ولو أُزيلت الكثير من العقبات الداخلية، فتقول:”صحيح هناك عوامل خارجية تُلجم هذا التفاؤل الداخلي وأبرزها الموقف الانتهازي الذي تتخذه إيران تجاه الادارة الاميركية الجديدة وهي تنتظر من إدارة بايدن نوعا من الايجابية في التعامل معها، أي أن تقايضها ببعض التسهيلات في المنطقة العربية وأبرزها في لبنان من خلال تشكيل حكومة برسم الادارة الاميركية الجديدة”.

السابق
انخفاض بعدّاد كورونا… كم بلغ عدد الاصابات والوفيات اليوم؟
التالي
هذا الفيلم يمثل السعودية في ترشيحات الأوسكار