المقاتلون العائدون من سوريا..آثار نفسية تتماهى مع حرب فيتنام!

حزب الله في سوريا
قضية رمي وسام جهير المقاتل في "فرقة الرضوان" النخبوية التابعة لـ"حزب الله" في سوريا، لقنابل في صور منذ اسبوع ليست مرتبطة كما اشار البيان الرسمي ووزعته وسائل اعلامية مقربة من "الثنائي" في صور بحالة نفسية وعصبية، بل بتصفية حسابات مالية وتنظيمية بين جهير و"حزب الله" بعد طرده من "فرقة الرضوان" وشركة الغام ايرانية كان يعمل فيها في الجنوب بعد عودته من القتال في سوريا لمشاركته في تجار الشنطة غير الشرعية للدولارات والتي راح ضحيتها عنصر للحزب في حي السلم.

هذه القضية والحالة النفسية للمقاتلين العائدين من القتال في سوريا في صفوف “حزب الله” فتحت ملف المعالجة النفسية لهؤلاء.

ورغم التعتيم الذي يمارسه “حزب الله” على هذا الملف واعتباره من “المحرمات” الاجتماعية ولكونها تمس بمعنويات وسمعة “المقاتل الحديدي” للحزب، يتردد في الآونة الاخيرة في مجالس مناصري “حزب الله” ومحازبيه، وعلى نطاق ضيق ان العديد من عناصره العائدين من سوريا، والذين شاركوا لسنوات في الحرب ضد فصائل المعارضة السورية بتلاوينها كافة، يخضعون للعلاج النفسي في مصحات  محدودة العدد على امتداد لبنان وهي موزعة بين الجنوب والضاحية .

مصادر متابعة لـ”جنوبية”: 3 مراكز لمعالجة عناصر “حزب الله” نفسياً في منطقة صور وقرى “الشريط الحدودي” سابقاً!

وتقول مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان هناك 3 مراكز منها في منطقة صور وقرى “الشريط الحدودي” سابقاً.

ويتم التعاطي فيها بطريقة سرية للغاية وهي تنضوي تحت مستوصفات طبية وتشبه العيادات الخارجية وبعضها يسمى مختبراً او مركزاً للعلاج الفيزيائي.

وتشير الى ان العديد من حالات هؤلاء، ولا سيما من خاضوا معارك قاسية للغاية وسقط معهم فيها العشرات من زملائهم، يشعرون بأزمات نفسية طبيعية.

ويتكتم “حزب الله” على هذه القضية، اذ يعتبرها نقيصة وهز لـ”أساطير بشرية”، هو صنعها وادلج عنها الروايات وقدّس موتها على اعتبار انها اصناف بشرية خارقة.  وإن ماتت فذلك ايضاً مقدر لها وتصبح بحد ذاتها اسطورة.

بين سوريا وفيتنام

واذا كانت تضحيات مقاتلي الحزب ضد اسرائيل في الجنوب محفوظة عند اللبنانيين قبل العام 2000  من كل الطوائف، والشيعة خصوصاً يقدرونها ويعتبرون انها معركة مجدية، تحولت الحرب السورية الى محرقة لمقاتلي “حزب الله” بشرياً والى خسارة سياسية ومالية وشعبية وعالمية وعربية لقيادة هذا الحزب.

إقرأ أيضاً: رامي «قنابل صور» في عهدة «حزب الله»..التحقيقات والخلفيات في خبر كان!

وتحولت الحرب السورية الى فيتنام جديدة ضحيتها وليس بطلها “حزب الله”، وتم زجه ايرانياً في حرب خاسرة تماماً كالتي خاضها الجيش الاميركي في فيتنام وقتل له خلال 15 عاماً 57 الف جندي وجرح واسر ما يقارب 157 الف جندي .

بينما خسر “حزب الله” حتى اليوم وخلال سبع سنوات من القتال السوري ما يفوق الـ1300 قتيل وهو رقم وسطي بين ما يعلنه “حزب الله” وبين ما تشهده مواقع التواصل من نعي للمقاتلين.

مقاتل سابق: الحرب ليست نزهة!

ويكشف مقاتل سابق في “حزب الله” لـ”جنوبية” ان عناصر الحزب هم بشر يخافون من الحرب والموت والبعض، قد يكون اكثر جرأة وشجاعة من الآخرين، ولكن هذا لا يعني ان الحرب نزهة او ان لا أحد يخاف من الموت.

ويؤكد انه صادف في معارك سوريا بين 2013 و2014 وكانت قاسية جداً العديد من المقاتلين الصغار وعديمي الخبرة العسكرية ولم يخوضوا معارك سابقة، فكان منهم من يبكي ويخاف من صوت الرصاص والبعض هاله ما رآه من موت وقتل الى درجة الحزن والكآبة.

مقاتل في سوريا: العائدون وبعد حرب طاحنة تحولوا من مقاتلين ناجين الى “قنابل بشرية غاضبة ومحتقنة”!

ويقول ان اصوات الرصاص والقذائف والمدافع والصواريخ على مدار الساعة والاشتباكات من “مسافة صفر” ووجهاً لوجه تعني ان المقاتل، اما يقتل خصمه فوراً او يقتله الخصم فوراً والخيار الثاني المتبقي، ان يصاب وقد تكون اصابته حرجة وقاتلة لاحقاً.

وهذه الاصوات المرعبة والمشاهد المخيفة تصيب المقاتل بضغط نفسي شديد، وكثيرون لا يمكنهم الصمود امامه او تحمله طويلاً.

اصوات الرصاص والمدافع ومشاهد الموت تصيب المقاتل بضغط نفسي شديد وكثيرون لا يمكنهم الصمود امامه!

ويشير الى ان العائدين من سوريا، وبعد حرب طاحنة تحولوا من مقاتلين ناجين الى “قنابل بشرية غاضبة ومحتقنة” وتشعر بـ”فائض القوة”، وانها “ماكينات عسكرية” جاهزة للحرب على مدار السنة والايام والساعات.

ويضيف: لكن هؤلاء سرعان ما يشعرون بعد تسريحهم وعودتهم الى حياتهم الطبيعية واعمالهم الحرة او مكوثهم بلا عمل، انهم بلا فائدة وانهم ضيعوا عمرهم في حرب عبثية!

ومع تنامي هذه الحالات النفسية، تتزايد المعالجات لهذه الحالات بسرية تامة خوفاً من انفجارها في المجتمع، وساعتها تهتز كل اسطورة وصورة مقاتل “حزب الله” الذي “لا يقهر”!

السابق
صيادو صور..جباه سمراء و بحر بلا سمك!
التالي
رغم خروج «كورونا» عن السيطرة..فهمي يُمدد قرارات الإجراءات الوقائية!