إيران تُحصن «قلعة فوردو» تحسباً لضربة اميركية وشيكة!

ترامب وايران
هي ضربة الضرورة المنتظرة التي قد تتلقاها ايران بعد ايام، ضربة عسكرية محدودة يحتاجها جميع ابطال المسرح السياسي في الشرق الاوسط لتثبيت مصداقية الدول الكبرى التي فضحها النفاق السياسي من ناحية، وكذلك لتلميع صورة الانظمة الممانعة من جهة ثانية وتجديد الزعامات السياسية المتهالكة.

أظهرت صور أقمار صناعية، حصلت عليها وكالة “أسوشيتد برس”، اليوم الجمعة، قيام إيران بالبناء في موقعها النووي تحت الأرض في “فوردو” التي جاء اكتشافها من قبل الغرب في عام 2009 وتقع بالقرب من مدينة قم التي تقع الى الجنوب من العاصمة طهران. 

إقرأ أيضاً: الانتقام سيكون على مراحل.. ايران تعلن اعتقال ضالعين باغتيال فخري زاده

ولم تعترف إيران علانية بأي أبنية جديدة في منشأة “فوردو”، قبل ان تسمح لشركة روسية بتجديد الموقع ومراقبته بموجب الاتفاق النووي الذي وقعته مع الدول الكبرى عام 2015. 

صور الأقمار الصناعية التي أظهرت عمليات بناء بمنشأة نووية إيرانية

غير انه قبل عام، أعلنت شركة الوقود النووي الروسية المعنية، أنها علقت العمل في تجديد منشأة فوردو النووية الإيرانية بعد قرار إيران استئناف تخصيب اليورانيوم في منشأة “فوردو” وهو ما يجعل من المستحيل تحويل المنشأة لإنتاج نظائر مشعة للأغراض الطبية، كما كان ينص الاتفاق النووي الذي انسحبت منه اميركا عام 2018 مستأنفة العقوبات القاسية ضد النظام الايراني. 

زيارة رئيس الاركان الاميركي  

تزامن تسريب صور الاقمار الاصطناعية الاميركية لموقع فوردو والتحذير من خطورة استئناف ايران لنشاطها النووي وبناء منشأة جديدة في الموقع المذكور مع زيارة رئيس الاركان الاميركي المفاجئة للمنطقة، في ظل استعدادات عسكرية غير مسبوقة والاعلان حشد الاساطيل في الخليج وتعزيزها بحاملتي طائرات، اضافة لاستقدام طائرتي B52 الاستراتيجيتين القادرتين على اطلاق عشرات صواريخ كروز الجوالة القادرة على اصابة اهدافها بدقة متناهية. 

استعدادات عسكرية غير مسبوقة مع الاعلان حشد الاساطيل في الخليج المعززة بحاملتي طائرات

رئيس الاركان الاميركي الجنرال مارك ميلي الذي التقى امراء قطر والامارات واجتمع في الدوحة مع مسؤولين من طالبان لتبريد الجبهات قبل رحيل ترامب عن البيت الابيض، وصل اليوم الى اسرائيل في زيارة تأتي “كجزء من تعزيز التنسيق الأمني بين الجيشين الإسرائيلي والاميركي” حسب البيان الرسمي الاسرائيلي، ولكن بتوقيتها المتزامن مع الحشد العسكري والاعلان عن اكتشاف منشآت ايرانية نووية جديدة في “فوردو” تحمل في طياتها هذه الزيارة الكثير من الدلالات، خصوصا مع تكرار الحديث في الاعلام الاميركي عن رغبة الرئيس دونالد ترامب المتوافقة مع رغبة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربة عسكرية تؤخر المشروع النووي الايراني وتفي بالوعود السياسية التي قطعها الرئيسان لجمهورهما، بالعمل على كبح ايران وضربها في حال استأنفت انشطتها النووية. 

تجديد الانظمة والزعامات المترنحة 

بالمقابل وحسب خبراء، تحتاج ايران الى وقف العقوبات الاميركية عليها، هذه العقوبات التي ترهق نظامها وانعكس على شعبها ضيقا سياسيا واجتماعيا، بات يعبر عن نفسه باعتراضات شعبية واسعة وصلت حدّ إعدامات مكثفة للمعارضين لترهيب باقي المعترضين، هذا النظام الذي تجاوز حكمه الاربعة عقود، وبات بحاجة ملحة الى مواجهة تذكيرية محدودة مع الشيطان الاكبر الاميركي لاستعادة جذوة الثورة الخمينية، على شكل ضربة محدودة متفق عليها وردّ متفق عليه، كما حدث عندما أُطلقت الصواريخ الايرانية على القواعد العسكرية الاميركية في العراق ردا على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، هو ردّ بقي ناقصا عابه عدم سقوط ضحايا من الجنود الاميركيين، وكذلك تعرضه لنكسة حادة مع اسقاط الطائرة المدنية الاوكرانية عن طريق الخطأ بواسطة الدفاعات الجوية للحرس الثوري.

يلتقي النظام الايراني الهرم الذي يحتاج لمواجهة تعيد له شبابه، مع حاجة ترامب الى فعل قوة يودّع به الحكم

 
ويلتقي النظام الايراني الهرم الذي يحتاج لمواجهة تعيد له شبابه، مع حاجة الرئيس ترامب الى فعل قوة يودّع به الحكم، وهو يستعد لسلسلة معارك داخلية طاحنة مع  الديموقراطيين الذين سلبوه الرئاسة، بالتحالف مع الاعلام واللوبيات والشركات العملاقة، فمنعوه من التجديد دورة ثانية وتحقيق حلمه في السلام الجائر بحق الفلسطينيين، الذي كان سيهديه لحليفه رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، وهو على حافة انتخابات برلمانية جديدة فرضها عليه خصوم الليكود مستغلين ضعفه السياسي مع رحيل حليفه ترامب، فهو بدوره ينتظر تلقي ايران ضربة عسكرية يضيفها الى رصيده الشعبي، بعد نجاح الموساد بناء على امره بتنفيذ عملية اغتيال رئيس المشروع  النووي الايراني  محسن زادة في عمق الاراضي الايرانية. 

السابق
خطة سّير الضاحية تعّلق في «عنق الزجاجة»!
التالي
المفتي قبلان يشن هجوما عنيفا على القضاء: لتحريره من خبث بعض السياسيين وعقدهم!