خطة سّير الضاحية تعّلق في «عنق الزجاجة»!

زحمة سير
كلنا يراقب زحمة السير والاختناق المروري الذي تعاني منه مختلف مناطق ضاحية بيروت الجنوبية منذ عقود من الزمن، هذه الزحمة وهذا الاختناق الذي تضاعف بعد حرب تموز 2006 لأسباب عدة، منها تحوُّل الكثير من سكان الجنوب والبقاع للسكن في الضاحية بسبب فقدان أسباب المعاش أو صعوبة البقاء في بلادهم نتيجة العدوان الإسرائيلي يومها.

تداعيات الحرب السورية التي دفعت اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية السورية للجوء إلى السكنى في مخيم منطقة برج البراجنة الفلسطيني في قلب الضاحية، ومنها تمركز النزوح السوري في ضاحية بيروت الجنوبية بشكل أساسي حيث يُقدَّر عدد النازحين السوريين المقيمن في الضاحية بثلث تعداد النازحين السوريين إلى لبنان تقريباً، خصوصاً في مناطق حي السلم وبرج البراجنة والأوزاعي والجناح وبئر حسن حيث تكثر البيوت الشعبية ذات الإيجار الأرخص نسبياً قياساً على بقية مناطق بيروت، ، وهذا الأمر خلق تضخماً سكانياً في أكثر مناطق الضاحية الجنوبية، كما ضاعف أزمة فقدان البيوت السكنية المتاحة للشعب اللبناني.

اقرأ أيضاً: بالصور والفيديو: «خطة سير» الضاحية فشلت… زحمة خانقة احتجزت آلاف السيارات لساعات!

ففرص إيجاد بيت للإيجار تضاءلت في ضاحية بيروت الجنوبية بسبب كثافة غير اللبنانيين المقيمين في مناطقها من السوريين والفلسطينيين إلى جانب العمال السودانيين والمصريين والسريلنكيين ومن جنسيات أخرى !  

زحمة السير ساهم ت في إضعاف الحركة الاقتصادية لاجتناب الكثيرين دخول الضاحية هرباً في مضاعفات ضياع الوقت

 فقد أدى ويؤدي كل ذلك لزيادة الأزمات على رؤوس اللبنانيين المقيمين في ضاحية بيروت الجنوبية، ومنها أزمة زحمة السير اليومية والاختناق المروري اليومي الذي ساهم ويساهم في إضعاف الحركة الاقتصادية لاجتناب الكثيرين دخول الضاحية هرباً في مضاعفات ضياع الوقت، في انتظار انفراج السير وتنظيم حركة المارَّة الذي يعاني من جهة أخرى من وهن أداء شرطة اتحاد بلديات الضاحية وعدم خبرتهم في تنظيم حركة السير التي تزيد المشهد تعقيدا! 

سوء التخطيط الهندسي  

     ومن الأسباب الجوهرية التي أدَّت وتؤدي إلى هذا الازدحام والاختناق المروري، سوء التخطيط الهندسي المُدني للطرقات والأرصفة وذلك في الرسم الهندسي لمساحات وأحجام الأرصفة والقواطع والحدائق، وعرض الطرقات ودَوَّارات التقاطعات ومداخل الأوتوسترادات. هذا الرسم الهندسي الذي حصل بعد إعادة هيكلة التخطيط المدني لطرقات الضاحية بعد حرب تموز 2006، فقد ساهم ذلك في تضييق الطرقات أمام المركبات، كما ساعد على زيادة هذا الازدحام والاختناق توجيه السير الخاطئ باتجاه واحد في كثير من الطرقات الفرعية والرئيسية !  

وكل ذلك بسبب عدم خضوع هذه العمليات لدراسات علمية ميدانية صحيحة، فالمشرفون على هذه التعديلات يحاولون تطبيق ما درسوه في كتب الهندسة النظرية دون ملاحظة خصوصية الواقع الميداني، وهذا دفعهم في الأشهر الأخيرة لإعادة النظر في هذا التخطيط من أساسة بمعاودة توسعة مداخل التقاطعات والدَّوَّارات والحدائق الوسطية ونقاط إشارات السير، كما دفعهم لتعديلات كبيرة بأحجام الأرصفة والمساحات المقتولة التي تسبب بها التخطيط الأول لمداخل الضاحية ومداخل الطرقات العامة والكبرى فيها، فجاء التخطيط الثاني منذ أشهر ، وفي زمن تعاني منه بلديات الضاحية من شح الموارد بسبب حدة الأزمات الأخيرة النقدية والمالية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من سنة، فجاء التخطيط الثاني ليُكَبِّد بلديات الضاحية خسائر مالية فادحة لإعادة الأمور إلى نصابها، في أكثر من عشرة محاور تعمل البلديات فيها على توسعة مداخل الضاحية فيها وتلافي مسببات زحمة السير والاختناق المروري ..  

    ويأتي كل ذلك من جيوب المواطنين، دون أن نرى من يحاسب المسؤولين عن سوء التخطيط هذا، في دائرة الهندسة في قصور بلديات ضاحية بيروت الجنوبية ..  

   وقد زاد مؤخراً الطين بلة خطة السير الجديدة التي فرضتها بلديات الضاحية على كثير من الطرق الرئيسية والفرعية، مما ضيق الخناق أكثر فأكثر واضطر المواطنين لقطع مسافات أطول، مما تسبب باختناقات وازدحامات في نقاط وتقاطعات أخرى، وهناك شوارع منذ عقود ترتسم في أذهان المواطنين بأنها ممرات للدخول للأحياء صارت في الخطة الجديدة ممرات للخروج منها، مما عقد حياة الكثير من السكان القدامى الأصليين، فسوء التخطيط هو سيد الموقف. 

 ولكن على من تقرع مزاميرك يا داوود؟ ! 

السابق
بعد عقود من اطلاق كود «الصفر»… اوجيرو تستبدلها برقم «2» وتربك اللبنانيين!
التالي
إيران تُحصن «قلعة فوردو» تحسباً لضربة اميركية وشيكة!