بعد فشل “حزب الله”، إلصاق تهمة العمالة بالعلاّمة الأمين على خلفية حضوره مؤتمر الأديان في البحرين العام الفائت حيث نفاها العلامة الأمين ببيان صادر عن مكتبه الإعلامي أكّد فيه “وجود شخصيات دينية عديدة من المسلمين والمسيحيين واليهود وكان في عداد المشاركين في المؤتمر عدد من السفراء منهم السفير اللبناني، كما وأنه لم يكن يعلم بوجود تلك الشخصية إلا بعد انتهاء المؤتمر”، قرر الحزب عبر مجموعة محامين الإدّعاء على العلّامة الأمين بتهم “إثارة النعرات الطائفية، والحض على النزاع بين الطوائف”، والاستمرار بسمرحية الترهيب للأصوات المعتدلة عبر القضاء وسياسة كمّ الأفواه.
اليوم الثلاثاء، شهد قصر العدل في بعبدا برئاسة قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد مكنى جلسة للبتّ بالدفوع الشكلية المقدمة من قبل الجهة المدّعى عليها الممثلة بمحامي العلامة الأمين صخر الهاشم، الذي قال عقب إنتهاء الجلسة في حديث لـ”جنوبية”: “نحن كنا قد تقدّمنا بمذكرة دفوع شكلية، وكان اليوم سيتم البتّ بالدفوع الشكلية، ومع دخولنا الجلسة، تبين ان الجهة المدعية كانت قد تقدمت بمذكرة مرفقة مع قرص ممغنط CD يضم مقابلات للعلامة الأمين خارج لبنان ، ما دفع برئيس المحكمة للتأكيد على انه شاهد مضمون الـ CD ولم يجد في اي حلقة من الحلقات توثيق للتواريخ مما يعني أن الحلقات قد يكون مرّ عليها الزمن، وبالتالي أصدر قرار بتكليف الجهة المدّعية إبراز المستندات التي تثبت كل حلقة موجودة الى أي تاريخ تعود، وبالتالي ترحيل جلسة البت بالدفوع الى تاريخ 2-2-2021 على ضوء المستندات التي ستقوم الجهة المدعية بتقديمها”.
أضاف: “طلبنا نحن أيضاً كفريق لدفاع عن العلامة الأمين إبلاغنا نسخة عن الـCd أيضاً، للإطلاع على ما يتم الحديث عنه وخوفاً من أي تزوير محتمل”.
وعن مضمون الـcd قال الهاشم: “صراحةً لم أطّلع عليه ولكن ما اعتقده ان السيد لم يتحدّث في أي موضوع خارج الفقه والدين ، لم يشتم أحد أو يهين أي فكر، أنما قد يكون أعطى آراء منفتحة في بعض الأمور الفقهية في المذهب الشيعي والتي لا اعتبرها تمس بكرامة الشيعة او بالمذهب بحد ذاته”.
وتابع: “من المؤكّد ان حزب الله ذاهب الى النهاية في القضية ونحن أيضاً لانه كان بامكانهم الإكتفاء بالمذكرة التي قدّمتها وربحناها في الدفوع الشكلية”.
وعن طبيعة المذكرة، فنّد الهاشم ما قامت به الجهة المدّعية عبر المحامي الموسوي على ان “الأخير قدّم 3 شكاوى في الوقت عينه، الأولى في المحكمة العسكرية، الثانية في النيابة العامة التمييزية والثالثة في بعبدا”،وتابع:”النيابة العامة التمييزية ولدى مراجعتنا اياها اخذت قرار بحفظ الأوراق لأنه هناك ملاحقة في المحكمة العسكرية، وبالتالي قدمنا المذكرة هنا مع قرار النيابة العامة التمييزية لنقول انه لا يمكنكم الاستمرار بالدعوى لأنها موجودة أمام المحكمة العسكرية، وحسب المادة 182 لا يجوز ملاحقة الفعل الواحد امام عدة مراجع وبالتالي من المفترض أن يبتّها الرئيس مكنى ، وانا اعتقد ان الرئيس سيذهب أبعد من ذلك ليرى المقابلات وتواريخها وقد يكون مرّ عليها الزمن”.
وعن حضور العلامة الأمين قال: “لم يحضر العلامة جلسة الدفوع ولن يحضر أيضاً الجلسة القادمة لأنه سنتبلغ القرار ولنا الحق أن نستأنف ونميّز”.
تضامن مع العلامة الأمين
هذا وانضم حز ب القوات اللبنانية الى المتضامين مع العلامة الأمين، حيث حضر وفد من محامي القوات برفقة الوزير ملحم الرياشي الى قصر العدل في بعبدا تضامناً مع الأمين، ووقفوا الى جانب العائلة مع نجله السيد حسن الأمين.
اذ عبّر الوزير السابق ملحم الرياشي، الذي مثّل رئيس الحزب سمير جعجع، عن تضامن رئيس القوات والقوات مع السيد الأمين ومع قضايا العدل والحق والانسان التي نتشارك فيها معه مؤكداً “الثقة بالقاضي زياد مكنّا”، وواضعاً “باسم الحكيم محامي القوات بتصرّف القضية للدفاع عن السيد الأمين والترافع عنه اذا ما دعت الحاجة لما يمثله من قيمة وطنية كبرى بأبعادها الثلاثية: السيادية والميثاقية والحوارية”.
من جهته، اعلن الشيخ الدكتور سامي أبي المنى عن تضامنه مع سماحة العلامة الأمين، قائلاً: “نحن ننتظر قرار قاضي التحقيق حول الدفوع الشكلية المقدمة من وكيل سماحته، مستبشرين خيراً باستقلالية القضاء ونزاهته ومعربين عن أسفنا لمحاولات إدانة الفكر الحواري المنفتح والنيل من وجه روحي إنساني معروف في قيادة مسيرة الحوار والتقارب والسلام ونبذ العنف”.
