منذ العام 2005 تاريخ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولاً الى تموز 2020 رُفعت العديد من الدعاوى على “حزب الله” وحتى اليوم لم يُسلّم مطلوباً واحداً الى العدالة. ولم يمثل منه احد امام القضاء. والوحيد الذي مثُل، هو مصطفى المقدم العنصر الذي قتل في تلة سجد الملازم اول في الجيش اللبناني سامر حنا بعد إطلاقه الرصاص على مروحية للجيش كان يقودها حنا في 27/8/ 2008 .
وللمفارقة ان المقدم قُتل في سوريا في العام 2014 بعد ان سلمه “حزب الله” وسجنته المحكمة العسكرية لثمانية اشهر بتهمة القتل غير العمد لحنا وغرم 10 ملايين ليرة.
وفي مفارقة مماثلة، قتل محمود حايك في ايار 2014 في سوريا ايضاً وهو المطلوب للقضاء اللبناني بتهمة محاولة إغتيال الوزير والنائب السابق بطرس حرب قرب مكتبه في الطيونة في 5 تموز 2012.
إقرأ أيضاً: «حزب الله» يَستحضر «الفتنة»..ثأر «قضائي» من الإعلام ومعارضيه!
وقبل هاتين الجريمتين والموت الغامض للمطلوبين فيهما، لا يزال كل الذين اعلنت التحقيقات في المحكمة الدولية تورطهم في اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 29 تموز 2011 مجهولي المصير وهم: سليم جميل عيّاش، مصطفى أمين بدر الدين، حسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا .
كل المطلوبين من “حزب الله” الى المحاكم اللبنانية والدولية ماتوا بين العامين 2014 و2016 في سوريا!
وفي حين قتل بدر الدين في سوريا في 13 ايار من العام 2016، دانت المحكمة الدولية سليم عياش رسمياً في 18 آب الماضي بصفته مذنباً وحيداً في عملية اغتيال الحريري، وبرّأت كلاً من المتهمين السابقين: حسين عنيسي وأسد صبرا وحسان مرعي. وحتى اليوم لا يزال مصير عياش مجهولاً.
الجريمة المستمرة
وفي مقابل كل هذا السجل الحافل بالتهرب من العدالة وعدم الاعتراف بالقضاء اللبناني ولا بالدولي، واعتبار “حزب الله” انه “اسمى” مرتبة منهما وعدم تسليم اي مطلوب منه مهما كانت رتبته للمحاكمة وان لديه قضاء خاص به يحاكم امامه قيادييه وعناصره، تشكل الدعاوى التي اعلن “حزب الله” رفعها منذ يومين والتي طالت “مبدئياً” موقع “القوات اللبنانية” والنائب السابق فارس سعيد، “تحايلاً” على القضاء والرأي العام واستعراضاً ممجوجاً وذراً للرماد في العيون ومحاولة قلب الحقائق واستمالة الرأي العام، كما يؤكد شقيق الشهيد هاشم السلمان فادي السلمان لـ”جنوبية”.
فادي السلمان
ويقول السلمان ان جريمة قتل شقيقه هاشم قرب مبنى السفارة الايرانية في بئر حسن في 10 حزيران من العام 2013 ، جريمة موصوفة وعملية تصفية واغتيال بدم بارد نفذتها عناصر امنية من “حزب الله” ومن حرس السفارة الايرانية امام مرأى من عناصر من مخابرات الجيش وقوى الامن الداخلي وكل مخبري الاجهزة الامنية وهي موثقة بالصوت والصورة والجريمة الاوضح في تاريخ الجمهورية اللبنانية.
وفيق صفا يمنع تحريك الدعوى
ويؤكد السلمان ان دعوى الحق الشخصي التي قدمتها عائلة الشهيد هاشم ضد السفارة الايرانية وضد “حزب الله” وكل من يظهره التحقيق متدخلاً وفاعلاً، لا تزال في الادراج وسط معلومات مؤكدة ان مسؤول التنسيق والارتباط في “حزب الله” وفيق صفا يمنع اي كان من تحريك الدعوى. وهو كان طلب من وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق “تنييم” الدعوى في مكتبه حتى مغادرته “الداخلية”، وهي اليوم قابعة في ادراج قصر عدل بعبدا وممنوع ان تُحرَّك بأمر من صفا لانها تدين “حزب الله”، ولا يمكنه التخلص من جريمة اغتيال السلمان الواضحة والموثقة.
ويشير الى ان المؤسف ورغم وضوح وجوه الجناة وهوياتهم معروفة، تقول الاجهزة الامنية انها لم تتوصل الى معرفة القتلة وتصر على تجهيل الفاعل ومن معه!
فادي السلمان لـ”جنوبية”: دعوى قتل شقيقي هاشم السلمان ضد سفارة ايران و”حزب الله” نائمة في أدراج القضاء بضغط من وفيق صفا!
ويقول السلمان ان ما قام به “حزب الله” منذ يومين استعراضي وللدعاية المكشوفة، فهو اذا وصل الى قناعة انه يؤمن بالقضاء اللبناني، عليه اولاً ان يسلم سليم عياش قاتل الحريري وان يسلم قتلة الشهيد هاشم السلمان الى القضاء وبعدها لكل حادث حديث.
آخر الدعاوى ضد “حزب الله”
بالاضافة الى الدعوى المستمرة من اهل الشهيد هاشم السلمان ضد “حزب الله” ورفضه تسليم قتلته و”تنييم” الدعوى وتهديد وفيق صفا كل من يتناولها، وكذلك رفضه تسليم سليم عياش الى الاجهزة اللبنانية لتسليمه الى المحكمة الدولية، قُدمت دعاوى جديدة ضد حزب الله” وهي:
في 22 تموز الماضي، تقدم المحامي مجد بطرس حرب بإخبار الى النيابة العامة المالية اتهم فيه “حزب الله” بانتهاك قانون الضرائب، ودعاه إلى دفع الغرامات والضرائب المتوجبة عليه.
آخر الدعاوى على “حزب الله” قدمها المحامي مجد بطرس حرب بسبب تهربه من الضرائب في تموز الماضي
وأشار حرب إلى أن التهرب الضريبي في لبنان يصل سنويا إلى ما لا يقل عن خمسة مليارات دولار، مؤكدا أن “حزب الله” من المنتهكين لقانون الضرائب.
إقرأ أيضاً: «حزب الله» يفتح عليه «نار الدعاوى».. فهل يمتثل أمام القضاء؟!
وفي 24 آذار من العام 2017 رفعت الإعلامية ماريا معلوف، دعوى قضائية هي الأولى من نوعها ضد الأمين العام لـ”حزب الله”، تتهمه فيها بالقتل وارتكاب أعمال خطف وتعذيب واغتصاب وتهجير، أمام النيابة العامة التمييزية.
وهناك دعوى من رئيس “حزب القوات” سمير جعجع ضد قناة “المنار” لاتهامه في نشرتها المسائية في 16 ايلول 2011 بدور له في مجزرة صبرا وشاتيلا.
دعاوى “حزب الله”
يذكر ان “حزب الله” المتهرب من العدالة والمثول امام القضاء اللبناني، تقدم بدعاوى عديدة آخرها منذ يومين على موقعي “القوات اللبنانية” الالكتروني والنائب السابق فارس سعيد.
“دير شبيغل”
ومن الدعاوى المرفوعة في العام 2009، دعوى على مجلة “دير شبيغل” الألمانية أمام النيابة العامة في بيروت واخرى على جريدة “السياسة الكويتية” والشاهد محمد زهير الصديق، وعلى كاتب مقالة متعلقة باتهام “حزب الله” بالضلوع في جريمة اغتيال الحريري ويدعى إيريك فولاث وطالب “حزب الله” في دعواه باستدعاء شهود من لجنة التحقيق الدولية.
وفي العام 2010 رفع “حزب الله” دعوى ضد جريدة “اللواء” على خلفية سقوط الطائرة الاثيوبية في البحر بعد اقلاعها من مطار بيروت، وقيل وقتها ان الطائرة استهدفت بصاروخ اسرائيلي لوجود مسؤولين لـ”حزب الله” فيها.
“ويكيليكس”
في 20/3/2011 اعلن “حزب الله” عن دعوى على المحرضين عليه في وثائق “ويكيليكس”.
ديما صادق
وبسبب ما نشرته الاعلامية ديما صادق بتاريخ 28/08/2015 على صفحتها وعمدت الى حذفه لاحقاً تقدم “حزب الله” بدعوى عبر محاميه النائب السابق نزيه منصور ضدها.
وقالت صادق في منشورها :”حزب الله ليس له أي ضلوع في قضايا الفساد المالي لأنه بكل بساطة لا يسرق الأموال إنما هو من يرعى حاشية لها أصول وجذور وأخوة وأقرباء وأبناء، شقيق الوزير محمد فنيش مهرّب أدوية فاسدة وشقيق النائب حسين الموسوي مهرّب حبوب الهلوسة الكبتاغون ومتورط في سرقة سيارات ومتوار عن الانظار”.
ومنذ عام وشهر من الأن وفي تشرين الثاني 2019، شن “حزب الله” حملة اعلامية على قناة “الجديد” على خلفية ثورة 17 تشرين الاول 2019 ومواقف ضده حيث منع موزعي الكابل من عرض القناة للمشتركين في الضاحية والبقاع والجنوب.
ماريا معلوف
وفي 18 تشرين الاول من العام 2019 ، قدم مجموعة من الإعلاميين اللبنانيين، شكوى قضائية أمام النيابة العامة ، بحق الإعلامية ماريا معلوف، بسبب تغريدات لها هاجمت فيها حزب الله ووصفته بالإرهابي.
وأشارت مواقع لبنانية، إلى أن الدعوى شملت اتهام معلوف بـ”جرائم تحقير الشعائر الدينية، والمس بحرمة الشهداء وإختلاق جرائم والتحريض على إثارة النعرات المذهبية، والحض على النزاع بين الطوائف، ودس الدسائس والفتن والقدح والذم”.
إقرأ أيضاً: يزعم اعترافه بالقضاء.. محفوض لـ«جنوبية»: فليسلم حزب الله متهميه أولاً!
وكانت المعلوف نشرت مجموعة من التعليقات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، شنت فيها هجوما لاذعا على حزب الله ووصفته بالإرهابي وشبهته بتنظيم الدولة.
تحريض على العلامة الامين
وفي 23 حزيران 2020 وبتحريض من “حزب الله” ومجموعة تابعة له، ادعت النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان بناء على الدعوى المقدمة من المحامي غسان المولى بوكالته عن نبيه عواضة وخليل نصر الله وشوقي عواضة وحسين الديراني، على العلامة السيد علي الأمين، بجرائم «الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين في البحرين، ومهاجمة المقاومة وشهدائها بشكل دائم، والتحريض بين الطوائف وبث الدسائس والفتن، والمس بالقواعد الشرعية للمذهب الجعفري».
والدعوى اتت للترهيب وتشويه السمعة رغم نفي العلامة الامين علمه بوجود رجال دين يهود وهوياتهم وانه لم يلتق احداً منهم. وتبين لاحقاً زيف الدعوى وبطلانها وان مضمونها فارغ وهي للتشويه الاعلامي والتشهير بالعلامة الامين.
