قوى السلطة تتخبط حكومياً.. و«حزب الله» يحذر!

حزب الله لبنان

“إلى أين؟” هذا السؤال الشهير لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي غالبا ما يطرحه خلال الازمات التي تعصف في لبنان، هو اليوم سؤال يطرح على ألسنة معظم اللبنانيين في ظل الظروف السياسية والاقتصادية غير المسبوقة التي يعيشونها، من دون أن يجدوا الجواب الشافي لها.

اقرأ أيضاً: لا جديد في الملف الحكومي.. هل يُحرك المجتمع الدولي المياه الراكدة؟

هذا السؤال يبدو مشروعا في ظل عدة معطيات، أولها إعتبار المجتمع الدولي لبنان من البلدان المنكوبة سياسيا ولا جدوى من التعاطي معه كدولة لها شخصيتها المعنوية ومقوماتها المادية، والدليل هو مؤتمر المساعدات الانسانية الذي عقد في باريس أمس والذي أعطى السياسيين اللبنانيين رسالة واضحة حول شروط تقديم المجتمع الدولي المساعدة للبنان، وثانيها وضع السلطة المأزوم والواضح للعيان في كل الملفات التي تحاول التصدي لها وآخرها ملف التحقيق الجنائي ورفع الدعم عن المواد الاساسية، وثالثها جرّ هذه السلطة البلاد والعباد وعن سابق تصور وتصميم إلى حالة لا توازن وإنهيار سيضعنا بسرعة في القعر وربما في جهنم لاحقا.

ولأن السلطة السياسية وأحزابها معنية بتفسير ما يحدث للبنانيين، حملت “جنوبية” هذا السؤال إلى نواب الكتل النيابية في محاولة لرسم معالم المشهد السياسي والاقتصادي المقبل على لبنان، فكانت الاجابات متعددة بحسب الزوايا التي تنظر منها هذه القوى للأزمة التي يلخبطون فيها جميعا وكيفية الخروج منها .

الحكومة هي باب الفرج

تتفق كل القوى السياسية على إعتبار “تشكيل الحكومة” هو الباب الذي ُيخرج لبنان واللبنانيين من ظلمات الازمة إلى نور الاصلاحات والمعالجات التي ُتفضي إلى حل المعضلات اللبنانية المتعددة، وفي هذا الاطار يوافق مصدر مقرب من “حزب الله” ل”جنوبية” على أن “الملف الحكومي يرخي بظلاله وبآثاره السلبية على كل المسار في لبنان، ولذلك يعتبر الحزب أن تشكيل حكومة في هذه اللحظة هو حاجة أساسية لأن الحكومة هي السلطة التنفيذية المولجة بوضع تفاصيل المسارات الاصلاحية التي يجب أن تنفذ”، مشددا على أننا “نعيش في ظل حكومة تصريف أعمال لا تستطيع أن تضع الحلول موضع التنفيذ، والبقاء في ظلها لن يؤدي إلى حلول على أي مستوى سواء ماليا أو إقتصاديا أو صحيا وكل هذه التحديات تتظافر في وجه اللبناني”.

الوضع الامني بات مدار بحث جدي

ويؤكد المصدر على “الوضع الامني بات مدار بحث جدي في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة وكل المسارات باتت مقفلة، ولذلك فالحزب يحذر من خطورة المرحلة وهو يرى أن الصورة قاتمة”.

يضيف:”الوضع الامني قاتم سواء من خلال التدخلات الاسرائيلية عبر الموساد أو الطائرات الحربية او التجسس، أو عبر الفترة الحساسة التي تمر بها المنطقة خلال المرحلة الاخيرة لحكم الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وهذا يعني ان المنطقة يمكن أن تشهد تغييرات في أي لحظة (خفض دبلوماسيين أميركيين في كل المنطقة) وهذا يعني أيضا أننا يمكن أن نشهد إستحقاقات أمنية وإستهدافات لأن الفوضى يمكن أن تتيح لمن له مصلحة بتنفيذ أهدافه بسهولة “.ويرى المصدر أن”الاسراع في تشكيل الحكومة هو أول خطوة في جلاء هذه القتامة عن المشهد السياسي اللبناني، حكومة تنقذ وتضع رؤية وإستراتيجيات لعمليات الاصلاحية في المالية العامة والمصرف المركزي والمصارف “.

ادغار معلوف
ادغار معلوف

وحدة المعايير

على ضفة تكتل لبنان القوي فإن “الموضوع الحكومي هو موضوع أساسي في كل مشهد الذي يعيشه لبنان” على حد تعبير عضو التكتل النائب إدغار معلوف الذي يقول ل”جنوبية”: “المشكلة أن الرئيس المكلف سعد الحريري يغلق الابواب ولا يريد مناقشة الامور مع أحد، والأفرقاء الذين سمّوه لا يعرفون كيف سيعالج الملف الحكومي”، ويعطي مثلا على ذلك بالقول:” كتلة التنمية لم تكلف الرئيس الحريري أن يختار من يريد من الاسماء للوزراء الشيعة، بل هم من قدموا 20 أسما لإختيار من يراه الاصلح وكذلك الامر بالنسبة للحزب التقدمي الاشتراكي”، معتبرا أن “القطبة المخفية هي في حصة حزب الله التي لا يعلن عنها أو كيف سيقارب موضوع تمثيلهم في الحكومة، لكنه لا يتبع هذه الطريقة مع التيار الوطني الحر ويتهمنا بأننا نحن من نعرقل “.

معلوف لـ”جنوبية”: ليس هناك حلا في الافق


يضيف:”الواضح أنه كلما يتأخر موضوع تشكيل الحكومة فإن الوضع الاقتصادي سيزداد سوءا وكلما سيكون تعامل المصارف مع المودعين أصعب، هناك ضغط في الموضوع الاقتصادي في ظل الحديث عن رفع الدعم”، مشددا على أنه “ليس هناك حلا في الافق ونحن كتيار لا نعرف ماذا يمكن أن نقول للإعلام وكل ما نطلبه هو وحدة المعايير وهذا ما يؤخذ علينا من قبل القوى السياسية”.
إنفجار إجتماعي

انيس نصار

في جعبة كتلة الجمهورية القوية الكثير من الملاحظات حيال المشهد السياسي الحالي وتداعياته على معيشه اللبنانيين، إذ يتخوف عضو الكتلة النائب أنيس نصار ل”جنوبية” “من إنفجار إجتماعي قادم وقد يأتي يوم لن يستطيع فيه السياسيون من السير في الشارع أو النوم في منازلهم”، معتبرا أنه “بالرغم من كل ما حصل في إنفجار بيروت أو في أزمة المصارف إلا أن أحدا لا يعرف ما الذي حصل والمؤسف أن المسؤولين لا يريدون تحمل المسؤولية بالرغم من أنهم في السلطة منذ عقود”.

ويضيف:”الدواء هو إنتخابات نيابية مبكرة لتغيير هذه السلطة وليتحمل الشعب اللبناني مسؤولياته في إختيار من يريد أن يحكمه التغيير يبدأ من الاسفل وليس من الاعلى”.

نصار لـ”جنوبية”: الإنفجار الإجتماعي آت.. والسياسيون سيختبؤن


يشير نصار إلى أن “كلام الرئيس ميشال عون بأننا ذاهبون إلى جهنم فيه كثير من الدقة بل نحن نبتعد عنها مسافة سنتيمترات فقط، والسبب هو العرقلة الحاصلة في الملف الحكومي فبحسب الدستور تتشكل الحكومة من قبل الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية ، وحين تتغير هذه القاعدة فهذا إخلال بالقواعد الدستورية وهذا ما نعانيه اليوم وخلال السنوات الثلاثين الماضية لأن تشكيل الحكومة وفقا لمعايير الزبائنية والمحاصصة لن ينجح هذه المرة، وليس صحيحا أن سبب تأخير التشكيل هو ظروف إقليمية بل مماحكات داخلية”.

ويختم:”القوات اللبنانية جزء من القوى السياسية ولكن بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان فإن مطلبها هو تشكيل حكومة إختصاصيين و مستقلين (أي لا يأخذ تعليماته من زعيم الطائفة التي ينتمي إليها).

مصطفى علوش

الحريري في بعبدا قريبا

في المقابل يرى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش ل”جنوبية” أن”عدم قدرة الرئيس سعد الحريري على تأليف حكومة “المهمة” تقرّبنا يوما بعد يوم نحو إنفجار الفوضى العامة في الشارع من دون أن يتمكن أهل السلطة من توقيفها”، لافتا “إلى أن من يعيق إنتاج حكومة في هذا الوقت هم أطراف ترى نفسها خاسرة وتسعى إلى تجنب الخسارة الكاملة من خلال إنتظار تولي الديمقراطيين إدارة الحكم في الولايات المتحدة الاميركية لأنها تربط أي حكومة بنهج الحكم الذي سيتبعه الرئيس المنخب جو بايدن، ولأنها تعتبر أنه يمكنها تعويم نفسها تجد أنه لا بد الانتظار وهذا النهج يتبعه فريق رئيس الجمهورية وعلى رأسه النائب جبران باسيل”.

علوش لـ”جنوبية”: الحريري سيقدم تشكيلته قريبا ليتبين من يعرقل


ويشير إلى أن “الرئيس الحريري سيقدم تشكيلته الحكومية قريبا ليقول للجميع أنه قام ما يملي عليه ضميره لإنقاذ الوضع وأن العرقلة ليست بسببه”.
ويختم :”كل يوم نقترب من فقدان السلطة ولكن قوى الامنية تمسك البلد وفي مرحلة قصيرة حتى القوى الامنية لن تستطيع السيطرة على الوضع”.

السابق
«حزب الله» بعد اتهامه بانفجار المرفأ.. حان وقت الترهيب!
التالي
آلام التعضيل بعد ممارسة الرياضة..كيف نتخلص منها؟