الحكومة في ثلاجة الانتظار.. «الثنائي»: من غير المقبول ان يختار الحريري وحده اسماء الوزراء

سعد الحريري

تواصل القوى السياسية المعنية بالتأليف رفع سقف المطالب والشروط ما عطل محركات التشكيل الحكومي بشكل كامل، وعلمت “الجمهورية” من مصادر ‏متابعة انّ الحكومة العتيدة دخلت غرفة الانتظار، وبات من المبكر الحديث عن أي ولادة ‏قريبة لها بعدما هُدر التوقيت الذي كان يمكن ان تُشَكّل في خلاله، اي قبل اكثر من ‏اسبوعين. واكدت المصادر انّ الكلام عن انّ الرئيس المكلف سعد الحريري سيعتذر ‏بسبب تهديد اميركي له بعقوبات هو كلام غير دقيق، وتمّ تَناقله فقط عبر وسائل الاعلام، ‏لكنّ الحقيقة هي انّ قرار عدم اعتذار الحريري هو قرار خاص به، فهو لم يرشّح نفسه ‏حتى يعتذر وكان يعلم تماماً انّ طريقه ليس مفروشاً بالورود، وإنما هو طريق وَعِر ‏وليس سهلاً، وهذا القرار اتخذه بملء إرادته، وهو ينتظر حالياً تَبدّل الظروف المؤاتية ‏ليعاود استئناف التفاوض في شأن تشكيل الحكومة.‏

اقرأ أيضاً: الحكومة إلى 2021.. من «ينقذ» المبادرة الفرنسية؟!

الحريري فرمل عمله


ولَمّحت المصادر الى “انّ الحريري فرمَلَ عمله وخطواته بعدما برز كلام أميركي ‏واضح بأنّ الاميركيين لا يريدون “حزب الله” في الحكومة، وهو يعلم جيداً أن لا حكومة ‏يمكن ان تشكّل من دون “حزب الله”.‏
أمّا في شأن التفاوض مع رئيس الجمهورية في ملف التأليف، فلا يزال عون ينتظر أن ‏يأتيه الحريري بـ”معايير ستاندرد” تنطبق على جميع الأفرقاء السياسييين الذين سيمثّلون ‏في الحكومة. واستبعدت المصادر حدوث خرق في تأليف الحكومة في ظل الاجواء ‏القائمة حالياً، مُبدية تخوّفها من ان يطول عمر التأليف ويمتد الى ما بعد شباط المقبل.‏

لا اتصال ولا وسيط

 الى ذلك لم يحصل أمس اي اتصال او اجتماع حول الشأن الحكومي، وساد صمت رهيب ‏في القصر الجمهوري و”بيت الوسط”، ولم يسجّل أي نشاط لوسيط بينهما منذ اللقاء ‏الأخير بين عون والحريري قبل 9 ايام تقريباً، كذلك بالنسبة الى مَن اعتادوا نقل المواقف ‏والرسائل المتبادلة.‏
وعن زيارة الحريري المحتملة لعون نَفت مصادر بعبدا علمها بوجود موعد محدّد سلفاً ‏لهذه الزيارة، ولفتت الى انّ اي لقاء لم يعقده عون مع الحريري بناء على موعد سابق، إذ ‏اعتاد الأخير في غالبية اللقاءات التي عقدها حتى الآن مع رئيس الجمهورية طَلبَ الموعد ‏وهو في الطريق الى القصر الجمهوري.‏

الثنائي الشيعي

في الإطار أبلغت مصادر الثنائي الشيعي الى “الجمهورية” انّ “آلية وضع أسماء الوزراء هي العقدة الاساسية التي لا تزال تؤخّر الاتفاق على تشكيل الحكومة”، وأكدت انّه “من غير المقبول ان يختار الرئيس المكلف وحده اسماء الوزراء، أيّاً تكن طوائفهم، لأنّ مثل هذا الأمر ينطوي على تعديل جذري في قواعد المشاركة، ويشكّل سابقة قد يتسلّح بها البعض في المستقبل لتحويل الاستثناء قاعدة”.

وأوضحت المصادر “انّ قوى 8 آذار أبدت مرونة واسعة تمثّلت في اقتراحها أن تضع لائحة من مجموعة اسماء مرشحة للتوزير، على أن يختار الرئيس سعد الحريري من بينها، وهذا موقف يعكس تبدّلاً في المقاربة مقارنة مع ما كان يحصل في السابق، حيث كنا نكتفي بإبلاغ الرئيس المكلف أسماء وزرائنا من دون أن يكون له حق في تعديلها”.

ونفت المصادر ما رُوّج قبل أيام من انّ الحريري اقترح اسماء على “الثنائي الشيعي” الذي وافق عليها، مؤكدة “انّ أصل هذه القاعدة مرفوض”.

وفي حين ينتظر الوسط الرسمي والسياسي زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا في الساعات القليلة المقبلة لمناقشة آخر المقترحات والصيغ حول تشكيل الحكومة، أوحت الاجواء بحسب “اللواء” بان تشكيل الحكومة دونه عقبات داخلية سياسية شكلية حول الحصص وخارجية اعمق تتعلق برفض توزير اي مقرب من حزب الله حتى ولو من باب تسمية شخصية غير حزبية وغير محسوبة على الحزب. وتردد ان الاميركيين ابلغوا لبنان برفضهم هذا عبر اقنية دبلوماسية اوروبية رفيعة المستوى، فبات لا مسودة ولا نقاش في اي شأن حكومي. وإستغرب تكتل لبنان القوي «البطء المتمادي في عملية تشكيل الحكومة، ‏وإعتبر ان أسباب التأخير أصبحت معروفة من الرأي العام، وهي غير مقبولة ‏بشقيها الداخلي والخارجي، فلا شيء يمنع تشكيل الحكومة باعتبار ذلك قراراً سيادياً وطنياً ولا يجوز ربطه بالخارج بأي صورة من الصور، ‏ومن غير المسموح استخدام الوضع الاقتصادي المتأزم ذريعة للإخلال بالتوازنات والوحدة الوطنية».

السابق
لا هاتف ولا إنترنت.. لبنان الى العصر الحجري مع بداية العام!!
التالي
انخفاض طفيف بعدّاد «كورونا».. والاقفال العام بين هذين الخيارين!