دوران في الحلقة المفرغة.. هل يقدم الحريري مسودته لاختراق التعطيل؟

سعد الحريري

مزيد من الأجواء السوداوية و”الأمور تدور في حلقة مفرغة”، هكذا يصف المتابعون مفاوضات تشكيل الحكومة، حتى ان زيارة الموفد الفرنسي الى بيروت لم تثمر بأية نتائج ايجابية.

وبعد أسبوعٍ على آخر اجتماع مُعلن عنه بين رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري الاثنين الماضي، كشفت ‏مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ لقاء جديداً جمعهما بعد ظهر امس ‏في قصر بعبدا بقيَ بعيداً من الاعلام، على رغم نفي دوائر بعبدا ‏والصمت المطبق في “بيت الوسط”.‏

وافادت معلومات “الجمهورية” انّ اللقاء لم يقدّم أو يؤخّر في مجرى عملية التأليف ‏التي بقيت تحت تأثير الشروط والشروط المضادة، وأنه على رغم من ‏حجم الضغوط الخارجية، ولا سيما منها الفرنسية، فإنّ أيّاً من المعنيين ‏لم يَحِد عن تصلبه قيد أنملة لا على مستوى توزيع الحقائب ولا على ‏مستوى الاسماء.‏

اقرأ أيضاً: التأليف يراوح مكانه.. 8 آذار تُحمّل الموفد الفرنسي شروطها للحل.. وهذه نقطة الخلاف الأساسية!

الى ذلك، بدا للأوساط المعنية برصد المسار السياسي لتأليف الحكومة، بحسب “النهار”، ان الشلل الذي يطبع هذا ‏المسار والذي تعكسه حال اشبه ما تكون بالقطيعة السياسية الشاملة مع انعدام بروز أي ‏تحركات داخلية يهدد بتحويل تعقيدات تأليف الحكومة في حال عدم حصول تطورات ‏سريعة تنهي هذا الشلل الى متاريس سياسية تقف وراءها القوى السياسية. ولذا لم ‏تستبعد هذه الأوساط ان يقوم الرئيس الحريري في قابل الساعات او الأيام القليلة المقبلة ‏بطرح مسودة لتشكيلة حكومية تتلاءم وما يراه ضروريا لجعل هذه المسودة تظهر الطبعة ‏الإصلاحية والانقاذية الملحة للحكومة التي يترقبها اللبنانيون والمجتمع الدولي‎.‎

ومع ان أي معلومات مثبتة من بيت الوسط لم تؤكد هذا الاتجاه او سواه بعد، حيال ما يزمع ‏الرئيس الحريري القيام به، فان الأوساط المعنية نفسها تتحدث عن أيام لا بد من ان تشهد ‏نقلة حتمية لاعادة تعويم المشاورات في التفاصيل والدقائق المتعلقة بتشكيل الحكومة، ‏حتى ولو كانت الاجتماعات التي عقدت بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري ‏انتهت من حيث توقفت في آخر اجتماع في الأسبوع الماضي للعودة الى مربع البدايات. ‏وتشير هذه الأوساط الى انه قد يتعين على الحريري، امام المعطيات التي تركتها زيارة ‏الموفد الفرنسي لجهة الخشية من ارجاء مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي كانت ‏باريس تعد لانعقاده في الشهر المقبل لحشد دعم مالي واقتصادي للبنان بعد مؤتمر الدعم ‏الإنساني الذي سيعقد في نهاية الشهر الحالي، ان يضع جميع المسؤولين والقوى امام ‏مسؤولية تسهيل مهمته لتشكيل الحكومة التي تشكل شرطا لمؤتمرات الدعم، طبعا من ‏دون ان يعني ذلك ان عدم تسهيل هذه المهمة ستحمل الحريري على التراجع، علما ان ‏الرئيس المكلف ليس في وارد الاعتذار و”لن يمشي”. وتلفت الأوساط نفسها في هذا ‏السياق الى انه ما دام الموفد الفرنسي الرئاسي باتريك دوريل خلال زيارته لبيروت توغل ‏في بعض جوانب محادثاته مع مسؤولين وقادة سياسيين الى تفاصيل تشكيل الحكومة، فلا ‏يمكن تبرير الشلل الغريب الذي أصاب المسار الحكومي داخليا بعد زيارته، بل ان الدفع ‏الخارجي والدولي الذي اشتد أخيرا للضغط على الافرقاء اللبنانيين لتسهيل تشكيل الحكومة، ‏يفترض ان يترجم بسرعة والا تكون البلاد امام انسداد هو الأسوأ اطلاقا منذ اكثر من سنة ‏من شأنه ان يبقي الى غير افق محدد الازمات مشرعة تحت إدارة محدودة وضيقة لحكومة ‏تصريف اعمال

من جهة ثانية، اشارت “اللواء” الى ان مواقف كُلٍّ من الرئيسين عون والحريري والنائب جبران باسيل بقيت على حالها لجهة تسمية الوزراء المسيحيين، لكن مصادر تكتل لبنان القوي قالت لـ “اللواء”: ان التسمية يمكن ان تكون مشتركة بين الحريري وباسيل وبما يُرضي الطرفين ويُلبي معايير تشكيل حكومة الاختصاصيين غير الحزبيين، بحيث يطرح كل طرف الاسماء التي لديه ويجري التوافق حولها. واستدركت المصادر بالقول: لكن المهم ان يقتنع الحريري بالتواصل مع باسيل كما تواصل مع اغلب الكتل النيابية، لا ان يكتفي بالتنسيق مع رئيس الجمهورية، طالما ان المبادرة الفرنسية تنص على تشكيل حكومة المهمة بالتوافق بين كل القوى السياسية.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن أي  معطيات حكومية جديدة لم تبرز لاسيما بعد زيارة الموفد الفرنسي إلى بيروت وأفادت أن هناك انتظارا لخلاصات اجتماع  الرئيس الفرنسي  ووزير خارجيته مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية على أن دوريل يرفع بدوره  خلاصات زيارته إلى بيروت إلى خلية الأزمة الفرنسية في الاليزيه اليوم.

وأفادت معلومات “اللواء” أن الثابت في مشهد الاستقلال هذا العام هو الكلمة التي قد يوجهها رئيس الجمهورية عشية الذكرى ويستعرض فيها التطورات والتحديات لكن ما ليس معروفا بعد ما إذا كان حفل الاستقبال يقام ام لا في حين ان  برنامج وضع أكاليل على اضرحة شهداء رجال الاستقلال قيد الاعداد.


السابق
ترامب ينوي التصعيد قبل رحيله.. بحث توجيه ضربة عسكرية لموقع نووي إيراني!!
التالي
أطعمة تضر المرأة الحامل.. خاصةً في الشهور الأولى!