فلسطينيون بعد «نكبة» لبنان.. رحلة البحث عن لجوء جديد!

اللاجئون الفلسطينيون

فيما يعاني المواطن اللبناني الأمرين بسبب الأزمة المالية والمعيشية الخانقة التي ضربت البلاد منذ أشهر، فإن اللاجئ الفلسطيني في لبنان المحروم من جميع حقوقه المدنية والإنسانية والاجتماعية، لا يعيش حالا أفضل.

معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

وأمام الظروف الاجتماعية والمالية الضاغطة والواقع الأليم الذي تشهده المخيمات الفلسطينية، بدأ العديد من اللاجئين الفلسطينيين يفكرون جديا باللجوء الإنساني الى بلد آخر للعيش بكرامة. وفي هذا السياق برز دور “الهيئة الشبابية الفلسطينية للجوء الإنساني” في لبنان، والتي بدأت نشاطاتها في قرع أبواب الفعاليات اللبنانية السياسية والروحية والحزبية والمجتمع المدني، والسفارة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والجمعيات العامة في المخيمات، كذلك أبواب السفارات والهيئات الأممية وجمعيات حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي، للمطالبة باللجوء الإنساني الى بلد آخر انطلاقا من صعوبة المطالبة بالحقوق المدنية والإنسانية في لبنان بسبب الظروف القاهرة وإمكانياته المحدودة.

مطالبات باللجوء الإنساني


وبالفعل شهدت العديد من أبواب السفارات الأجنبية تجمعات نفذتها “الهيئة الشبابية لفلسطيني لبنان للجوء الإنساني” و”الهيئة الشبابية لفلسطيني سوريا في لبنان”، قبل ما يقارب العام، مطالبين إياها بفتح أبواب اللجوء هربا من جحيم لبنان الذي بدأت ناره تحرق الجميع دون استثناء مطالبين حق “اللجوء الإنساني”، بحثا عن حياة كريمة أفضل.
ويشرح رئيس “هيئة الشبابية لفلسطيني لبنان للجوء الإنساني”، كمال عقل، لـ “جنوبية” قائلا،”انطلاقاً من مأساتنا وحرماننا من جميع الحقوق المدنية والإنسانية والاجتماعية، والظروف الضاغطة في المخيمات والتجمعات منذ العام 1984، والعيش في ضياع وعدم وضوح أية رؤية للمستقبل، تجمعنا كهيئة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وقررنا البدء في الحراك المدني السلمي الشعبي للمطالبة باللجوء الإنساني والعيش بكرامة”.

اقرأ أيضا: بركة: تصريحات وزير العمل اللبناني تُعقّد المشهد وتُصعّب حل أزمة اللاجئين الفلسطينيين


وأضاف: “نظراً إلى ظروف لبنان وإمكانياته المحدودة وتجاذباته الداخلية من جهة، ونظراً إلى إهمال “الأونروا” وتقاعسها ولا مبالاتها، وبعد دراسة الوضع الراهن، وبسبب عجزنا عن تغيير القوانين اللبنانية لجهة إعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، ارتأينا أن الحل الوحيد هو اللجوء الإنساني للدول الكبرى، التي تعيد توطين اللاجئين بحصص محددة من الأمم المتحدة. لذلك نحن نطالب برفع وصاية “الأونروا” عمن يرغب، ونقل ملفاتنا إلى المفوضية السامية للاجئين لقبول لجوئنا الإنساني”وأشار عقل انه “تم تنفيذ العديد من الاعتصامات امام السفارات الأجنبية بدءا بالسفارة الكندية ومن ثم الأسترالية والاتحاد الأوروبي وغيرها، حيث كان يقدم المعتصمون رسالة للمعنيين في السفارات حول اسباب طلبهم للجوء او الهجرة، فتطلب تلك السفارات بدورها منهم تعبئة استمارات والدخول ببرامج اللجوء بحسب البروتوكول المعتمد الا انه نظرا لعدم تمتع اللاجئ الفلسطيني بحقوقه المدنية (حيث لا يمكنه العمل او ان يكون له حسابا مصرفيا وغيرها) يتعذر على اللاجئ تأمين المستندات المطلوبة”.

عقل لـ “جنوبية”: قررنا البدء في الحراك المدني السلمي الشعبي للمطالبة باللجوء الإنساني والعيش بكرامة

وامام هذا الواقع أشار عقل ان “السفارة الكندية أعربت عن تفهما كبيرا وفي نهاية المطاف تم التوصل الى نتيجة اذ وصلت للهيئة رسالة من الأنروا يشار فيها ان كندا ستفتح أبوابها للجوء امام 200 الف لاجئ فلسطيني الموجودين في لبنان”، مشيرا ان “الهيئة لم تتحدث باسم جميع اللاجئين في لبنان بل تحدثت باسم ما يقارب 83 الف لاجئ الذين وكّلوا الهيئة”. ولفت عقل ان السفارة الكندية تعاطفت معهم وقالت انها مستعدة لاستقبالهم ولكن يجب ان يكون هناك قرارا سياسيا لإخراجهم من لبنان”.

بانتظار الحل السياسي

وبما ان لا قرار سياسيا حتى الآن طلبت السفارة من الهيئة توجيه رسائل اليها عبر الأنروا للمطالبة بتغيير مكان اللجوء من لبنان الى كندا، بحسب عقبل، مشيرا ان الهيئة حاولت التواصل مع الأنروا عدة مرات لكنها لم تتجاوب معها، حتى انه تم تنفيذ اعتصاما واحدا امام مقرها ولكن من بعده لم تستطع الهيئة الحصول على تراخيص من قبل القوى الأمنية لتنفيذ اعتصامات أخرى مشيرا انهم تعرضوا للتهديد من قبل القوى الأمنية”.

وفي ظل التهم التي توجهّها بعض الأطراف للهيئة والتشكيك بأهدافها رابطة إياها بصفقة القرن، اوضح عقل إنه “إذا تزامن تحركنا مع هذه الصفقة، فإن هذا لا يعني اننا مرتبطون بها، فلو كنا مرتبطين بها لكان وضعنا أفضل بكثير ولدينا علاقات أقوى، لا سيما وان الهيئة تعمل من دون إمكانات، ومن يطلق هذه الاتهامات معظمهم يستحصلون على رواتب وميزانيات مادية وظروفهم افضل بكثير منا”.

السابق
بالصور والفيديو: رفض للسرية على الأموال المنهوبة.. اعتصام أمام مصرف لبنان!
التالي
خلاف نجل أصالة وطليقها إلى الواجهة.. «إلا أخواتي وأمي»!