جنون وضروب «القرض الحسن»..قروض بالليرة بعد «تسييل» ذهب الفقراء!

قرض "التيسير" من "القرض الحسن"
القروض المتعثرة ليست فقط في المصارف من شخصية واسكانية بل تشمل الموجودة في "القرض الحسن" ايضاً. الفرق بين الاخير وغيره هو الذهب المرهون والذي يتم تسييله وبيعه لسد الاقساط المتأخرة. "حزب الله" حوّل هذه الاموال الناتجة عن تسييل الذهب الى قروض جديدة بالليرة اللبنانية وقروض الليرة سابقة في مسيرة جمعية "القرض الحسن" التي تعمل بنكاً وشركة مالية لكنها ليست كذلك قانوناً بل جمعية لها علم وخبر فقط.

منذ تأسيسها في العام 1982 ونيلها العلم والخير كجمعية في العام 1987، تمارس جمعية “القرض  الحسن” دورها الذي يشبه عمل المصرف والمؤسسة المالية لكنه ليس اي من الجهتين.

ومنذ انطلاقتها وحتى اليوم ومن خلال 31 فرع موزعة في البقاع وبيروت والجنوب منحت آلاف القروض وقدمت خدمة لكثير من المودعين من مختلف المناطق.

ومنذ انفلات سعر صرف الدولار، ارتفعت صرخة المقترضين في مختلف المناطق اللبنانية من “القرض الحسن” بعد رفضها استيفاء الاقساط من المدينين الا بالدولار الاميركي او ما يعادله وفق سعر صرف السعر السوداء.

راكمت جمعية “القرض الحسن” ايضاً كتلة نقدية كبيرة بالليرة اللبنانية بفعل تقاضيها القسط بالليرة وفق سعر الصرف في السوداء زائد 20 في المئة

وهنا وقعت الواقعة بين الجمعية والناس واتهموها بالسطو على ذهبهم اذ  انها لم تتساهل معهم ورفضت مثلاً وضع سعر صرف وسطي او اعتبار دولارها كدولار المصارف بـ3900 ليرة بل اصرت ان من استدان بالدولار ولو على سعر اصرف القديم الرسمي قبل عام والمقدر بـ1507 عليه ان يرد الدين بالدولار واذا لم يتوفر بسبب شحه في السوق يرده وفق سعر الصرف اليومي في السوق السوداء.

اصرار الجمعية هذا دفع بمئات المقترضين الى التخلي عن ذهبهم وبيعه للقرض الحسن لسداد الدين الامر الذي راكم مبالغ كبيرة بالدولار الاميركي من جراء بيعه ذهب المتعثرين.

إقرأ أيضاً: معلومات لـ«جنوبية»: بعد إنكشاف خطوطه عبر المطار والبر..نشاط للتهريب البحري!

في المقابل راكمت جمعية “القرض الحسن” ايضاً كتلة نقدية كبيرة بالليرة اللبنانية بفعل تقاضيها القسط بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف في السوداء زائد 20 في المئة وهذا الفرق لضمان عدم الخسارة اذا تغير السعر وذلك لمن لا يملك سنده بالدولار من المقترضين.

وتؤكد المصادر ان ما يقوم به “القرض الحسن” قد يكون قانونياً لناحية القوانين اللبنانية التي ترعى التجارة وكون هناك اتفاق بين “القرض الحسن” والمدين ويقر به الاخير بحق الاول بييع الذهب والتصرف به عندما تخلفه عن دفع القسط الثالث، لكنه غير اخلاقي ويخالف الشرع الاسلامي ويُحول “القرض الحسن” الى تاجر ومرابي وليس الى مصرف اسلامي، كما يدعون انه لا يبغى الربح والربى.

 بل هو يمارس اقسى انواع لاستغلال لاوجاع الناس وحاجتهم الى السيولة في وقت يعيش اللبنانيون والشيعة خصوصاً مأساة معيشية وخصوصاً ممن لا ينتسبون الى “حزب الله” ولا يتقاضون رواتب بالدولار كما يعلن قادته ومسؤولوه.

قروض بالليرة اللبنانية!

وفي سابقة لم تعهدها جمعية “القرض الحسن”، وهي مخالفة لسياستها التي دأبت عليها من 4 عقود تقريباً، اطلقت الجمعية بالتعاون مع  “جهاد البناء” منذ نحو اسبوع قروض بالليرة اللبنانية تصل الى 40 مليون ليرة للفرد الواحد وفق معلومات لـ”جنوبية”، و(هذا القرض بقيمة الـ40 مليون لا يحصل عليه الا “المدعوم) وذلك من ضمن مشروع “التيسير” للقروض الصغيرة.

وتنطبق على هذه القروض بالليرة اللبنانية الشروط نفسها التي تنطبق على القرض بالدولار وهو كان يعطى بسهولة وسلاسة قبل ثورة 17 تشرين الاول وقبل انفلات سعر صرف الدولار اي منذ حوالي العام تقريباً.

بيع “القرض الحسن” للذهب قانوني كون هناك اتفاق بين “القرض الحسن” والمدين لكنه غير اخلاقي ويخالف الشرع الاسلامي

وللحصول على القرض يجب توفر أحد الضمانات التالية: ضمانة “الذهب”، وضمانة كفيل، شخص يمتلك حساب كفالة بالليرة اللبنانية او بالدولار في الجمعية.

ويروج “حزب الله” في اوساطه وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ان هذا المشروع استجابة لـ”نداء الجهاد الزراعي” الذي اطلقه امينه العام السيد حسن نصرالله منذ اشهر.

ويقول المشرفون على هذه القروض انها تصب في  “اطار خطة الجهاد الزراعي والصناعي وباكورة المشاريع التنموية وهدفه مساعدة الأفراد والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على انشاء وتطوير وتنمية أعمالهم”.

وخصصت جمعية القرض الحسن خصصت للمشروع موازنة تقدّر بمئة مليار ليرة لبنانية، إضافة إلى مبلغ يصل إلى أكثر من 20 مليون دولار.

وتقول مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان المشروع فقاعة اعلامية وسياسية وشد العصب الشيعي حول “حزالله” وامينه العام للقول ان الحزب يجترح الحلول في الازمة الحادة اجتماعياً اقتصادياً، وهو عملية تربيح جميلة من كيس المقترضين.

وتشرح المصادر كيفية تكوين جزء من رأسمال هذا المشروع والمبالغ التي سُتدّين بالطبع ليست بالحجم الذي اعلن عنه “حزب الله” ولن يتجاوز الربع في اقصى الحدود.      

بدل توظيف “حزب الله” امواله في مشاريع للمراباة والارباح حري به ان يوزعه على فقراء الشيعة واطعام المعدومين

وتكشف المصادر ان كمية الاموال المحصلة من ذهب المتعثرين المباع وفرق سعر صرف الدولار في السوق السوداء والبالغ مئات الملايين من الليرات يدخل في سياق تمويل هذه القروض بالليرة اللبنانية لضمان تحقيق المزيد من الارباح وبالتالي يتحول  “القرض الحسن” من جمعية اسلامية لا تتوخى الربح الى شبه مصرف مرابي ومؤسسة مالية تشتغل بالفوائد وهذا ما يخالف الشريعة الاسلامية التي تحكم عمل المصارف او ادارة المال بطريقة اسلامية ومن دون ربى.

وتقول المصادر ان بدل توظيف “حزب الله” امواله في مشاريع للمراباة والارباح حري به كما يقول امينه العام السيد حسن نصرالله ان يوزعه  على فقراء الشيعة واطعام المعدومين والجائعين منهم في ظل هذه الازمة المستمرة منذ عام.  

السابق
متفرقات «كورونية»..27 اصابة ولا وفاة في رومية!
التالي
بعد صراع مع المرض.. الموت يُغيّب نائب لبناني سابق